fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

كرسى الاعتراف عند مروة رخا: الخائنة

فتحت لها الباب و راقبت خطواتها المترددة و هى تسير نحو كرسى الاعتراف. قالت بصوت يرتعش 

" ممكن تطفى النور اللى فوق الكرسى؟ ممكن ماتبصيليش؟ ممكن ماتحاكمينيش؟ أنا مش وحشة … و الله أنا مش وحشة!" 

و رأيت دموعها تتسابق و أدركت أنها ليست دموع الندم فدموع الندم بطيئة ثقيلة تدعوا صاحبتها لتغطية وجهها فى خجل أما دموعها تلك فكانت دموع رثاء … دموع تتكون ثم تنهمر فى صمت… دموع تحب أن تشاهدها أمام المرآة فى إعجاب.
"

أنا عايزة أسئلك سؤال: هو ربنا لما وضع حد الزنا للمتزوجين ليه ماعملش استثناءات؟ يعنى ليه اتساوى الظالم مع المظلوم؟ أنا مش خاينة و أرفض إنى أتحط فى خانة واحدة مع الزانيات … و مش عايزة أسمع وعظ و كلام مش واقعى من نوع اتطلقى و اتجوزوا و الكلام دا .. احنا فى مصر! انتى فاهمانى؟"

"فاهمة"

"اتجوزنا … مش مهم ازاى و لا ليه و لا كان بيننا إيه قبل الجواز. كنت باسمع من ستات عائلتنا ان الواحدة لما تكون مبسوطة و متهنية فى بيت جوزها بتورد و تنور و بتحلو بعد الجواز. لكن انا بعد الجواز ذبلت و اتبهدلت … انا مش عارفة ليه ربنا كتب على الرجالة و الستات انهم مايفهموش بعض. انا قريت كمية كتب عن علاقة الراجل بالست و احتياجاتهم و كلها كانت مجرد تخمينات و محاولات لخلق لغة مشتركة بين جنسين اشتركوا بس فى صفة الآدمية. أهملنى يا مروة .. أهملنى لحد ما خونته … أهملنى!"

دموعها الآن دموع غضب … وجهها يتشنج … كتفاها ينتفضا … دموعها تنتقدها و تنتقد ضعفها.

"هو ليه الراجل متخيل ان الست محتاجة تاكل و تشرب و تخلف و بس؟ ليه مهما قلت عن احتياجى للحب و الحنان و الاهتمام عمره ما فهم؟ ايه الصعب فى رسالة بكام قرش فى وسط النهار يقوللى انى وحشته و انى على باله؟ ايه المستحيل فى مكالمة او اتنين خلال اليوم يسأل فيهم عنى؟ ايه المعضلة فى انه يفاجئنى بخروجة و لا هدية؟ أنا مش باتكلم فى بكام أنا باتكلم فى الفكرة. ليه كان بيشوفنى لكن عمره ما بص لى؟ ليه كان بيسمع من غير ما يفهم؟ ليه ممكن يقعد باليومين و الثلاثة من غير ما يكلمنى؟ ليه كان بيعاملنى على انى هوا … على انى خفية؟"

"قولتى له؟"

"قولت له؟ دا انا ركعت قدامه و غسلت رجليه بدموعى و قلت له انى محتاجة له … اترجيته … قلت له خايفة أغلط … اترميت فى حضنه و قلت له انى ضعيفة. اقول له بص لى يقول لى ما أنا باصص … أقول له كلمنى يقول لى ما أنا باتكلم اهو … اتهمنى بالجنون … قال عليا فاضية و تافهة … قلت له امسك ايدى … ضحك و سابنى."

"و هو عمل ايه بعد كدة؟"

"مش مهم هو عمل ايه .. المهم انا حسيت بايه … حسيت بفراغ … بصقيع … حضنه بارد كأنه أداء واجب … نظرته باهتة كأنه فى غيبوبة … لمسته موحشة كأنه مش بشر … واثق انى لا يمكن أغلط … متأكد من رجولته و من فحولته كأنه اخر راجل على الارض … غبى .. أنانى … حيوان! دا لو مربى قطة و لا كلب كانوا ماتوا من الاهمال … تسمعيه و هو بيتكلم قدام الناس عن الحب و الزوجة و الحميمية تقولى يا سعدها يا هناها اللى متجوزاه … كلام … كلام و بس!"

فى هذه اللحظة انقطعت الدموع و علت وجهها نظرة مرارة لا تقرأها غير امرأة تدرك معناها

"انت عارفة يا مروة يعنى ايه ألم … جسمى كله بقى مكسر … صيف شتا صقعانة … آلام فى معدتى … كوابيس فى أحلامى .. صداع لا يفارقنى … ظهرى انحنى و اختفت بروزات جسمى فى اعماق انحنائى … هالات سوداء احتضنت عيناى … مت … مت و انا حية … استسلمت للشغل و الاولاد و الحياة اليومية … و بعدين ظهر عمر. مش مهم ازاى و فين … المهم انى لاقيت راجل بيطلب يخرج معايا … راجل بيقول لى اتكلمى لانى بحب اسمعك … راجل بيشتهينى … راجل رد ليا روحى بكلامه و نظراته و اهتمامه. بدل الكوابيس ابتديت احلم بعمر و راح الألم و التكسير و الصداع و المغص و احساس العجْز و العجَز … أول مرة لمس شعرى افتكرت انى عندى شعر … جوزى عمره ما حط ايده على شعرى … عمره ما جاب سيرة شعرى اصلا و كأنى قرعة … كل حاجة فى عمر كانت بتروى عطش سنين من الحرمان و الاهمال."

"هو جوزك ما كانش بينام معاكى؟"

"لأ! كان بينام معايا 3 مرات فى الاسبوع .. لكن من غير ما يلمسنى"

ابتسمت ابتسامة تنبض بالعشق و قالت:

"أنا اتأخرت و عمر هيقلق عليا … باى باى يا مروة … ادعيلى"
"ادعيلك بإيه؟"
"بأى حاجة غير انى ابعد عن عمر"

 

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”