fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

كرسى الاعتراف عند مروة رخا – وعلى نفسها جنت مشمشة

قابلتها أول مرة فى الجامعة فى أول محاضرة لى فى الفصل الدراسى … فتاة فى نهاية العشرينات … ذكية … دؤوبة … محجبة … مرحة … و مصرة على الاستفادة بكل خبراتى فى التسويق. توطدت علاقتنا كأستاذ و طالبة فى الفصل الدراسى الأول ثم تحولنا الى أصدقاء من بعيد لبعيد بعد انتهاء الفصل الدراسى الثانى.

"ألو … مروة … أنا محتجاكى أوى"

و هنا تبدأ الحكاية … جلست على كرسى الاعتراف فتاة غير التى عهدتها فى الجامعة؛ مكسورة … ضعيفة … مهزوزة … مهزومة و طلبت منها ان تحكى حكايتها.

"ماما و بابا ما كانش المفروض يتجوزوا! ماما من عيلة أريسطقراطية تشرف و بابا من الفلاحين. جدو جاب لى حصان و انا صغيرة علشان يحببنى فى زيارتهم بس ماما كانت دايما بتشتكى من الناموس و من الحر و من ريحة الفلاحين و انا طلعت زيها … جدو مات و انا كبرت من غير ما اشوف الحصان."

قلبى وجعنى … جدى وحشنى … الله يرحمه كان كل يوم بيعمل لى عقد ياسمين و يحطه جنبى على المخدة … سيطرت على دمعة ما لها لازمة و طلبت منها انها تكمل.

"ماما ربتنا بعيد عن بابا مع اننا كنا عاشين فى نفس البيت فى دولة من دول الخليج. بابا كان بالنسبة لى الفلوس و اللبس و الطلبات لكن ماما و عيلة ماما كانوا كل حاجة بالنسبة لى. خلصنا مدارس و رجعنا مصر مع ماما علشان الجامعة و سكننا فى شقة ايجار جديد فى منطقة راقية و استريحنا من لهجة بابا اللى فاضحانا و من أهل بابا اللى ماكنتش باعرف اتكلم حتى معهم. و بعدين بابا رجع!"

قلبى مقبوض

 "و بعدين؟"

"بابا قال انه مش عايز يحس بغربة فى بلده و انه تعب من الشعور بالغربة … سألناه عايز ايه؟ قال نرجع الحارة اللى اتجوز هو و ماما فيها! تخيلى يا مروة الراجل عمل فينا ايه بحجة انه حاسس بغربة فى العمارة الشيك و المنطقة الراقية؟ ماما حاولت تقنعه و بعدين تجنبا للطلاق و الانفصال وافقت … و عزلنا!"

"و ايه اللى حصل؟"

"المنطقة الشعبية مقرفة … أنا مش طايقة جلاليب بابا و تدخل الجيران و الناس اللى رايحة جاية بترمى السلام … أنا مكسوفة من عيشتى … هربت من البيت … الصبح شغل … بعد الشغل جيم … بعد الجيم خروج … و فى الأخر بأروح انام من غير ما أكلم حد و لا اشوف حد. أخواتى طلعوا زى بابا و اتجوزوا من ستات بلدى و خلفوا عيال تسد النفس … مش فاضل غيرى!"

"طيب و انتى ليه ماتجوزتيش؟"

"انا كنت بحب واحد فى الجامعة … واحد ابن ناس أوى! لكن بعد ما بابا رجع نهيت الموضوع .. الواحد مش عايز فضايح … أهله كانوا هيقولوا ايه لو دخلوا بيتنا؟"

"يعنى هو لمح لك بكدة؟"

"لمح بإيه؟ هو انا كنت هديله فرصة؟ أنا قطعت معاه من غير ما يعرف ليه و قعد بيحبنى بعدها سنتين و بيحاول يفهم بس لأ .. كرامتى!"

"و بعدين؟"

"و بعدين اتكتب كتابى على واحد معايا فى الشغل … مستواه أقل مننا و تعليمه اقل منى و مرتبه أقل منى … قلت دا انسب واحد مش هيمانع ظروفى. بس كان فيه عيب جامد … كان بياخد فلوسى و عربيتى و بيضربنى … بابا وقف له علشان اتطلق … تخيلى؟ بابا كان عايز يخرب عليا بس انا قلت له يخليه فى حاله."

"و اتجوزتيه؟"

"لأ! ضربنى مرة فى الشارع و الناس اتلمت و عملنا محضر و طلقنى فى القسم لأنى عملت محضر"

"ربنا ستر"

"و اتعرفت على نائل … ابن ناس جدا … بس مش مصدق ان انا لسة فيرجين … دا انا رحت لدكتور و جبت له شهادة بأنى سليمة … ضحك عليا."

(لأ بقى … دا كدة كتير … أنا مش قادرة اسمع غباء اكتر من كدة)

"قال لى عادى ان الاتنين يكون بينهم علاقة قبل الجواز و لما رفضت سابنى. مروة … ارجعه ازاى؟"

"انت علاقتك بباباكى شكلها ايه دلوقتى؟"

"و لا حاجة … بيقوم كل يوم الصبح يمسح لى العربية علشان احنا ما عندناش بواب و ساعات باحس انه عايز يقعد معايا بس انا مش مدياله وش خالص."

"ربنا يخليهولك … انت مش حاسة هو قد ايه بيحبك و محتاجلك؟"

"انا يا مروة بادور على الحنان … نائل كان مهتم بيا أوى … أنا محرومة من الحب."

"انت عاملة زى اللى مات من العطش على مركبة فى النيل لأنه كان فاكر ان المية مالحة. عندك ام شايلاكى من على الأرض شيل و أب بيبوس التراب اللى بتمشى عليه و اخوات يتمنولك الرضا و اولاد اخوات محتاجين حبك … كل دا و انت رايحة تدورى على الحب برة؟ و يا ريتك لاقيتى حب … انت بهدلتى نفسك و خليتى اللى يسوا و اللى ما يسوا يبيع و يشترى فيكى … ارجعى حضن أسرتك قبل ما يفوت الآوان."

"مش مهم الكلام دا دلوقتى … اعمل ايه مع نائل دا بطل يرد على التليفون و الايميل و الرسائل … دا أخر مرة قال لى انه مش عايز يشوف وشى … أعمل ايه علشان يحبنى؟"

(باقى حكاية مشمشة و نائل الأسبوع الجاى!)

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”