fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

ما العمل فى حبي لأستاذتى؟

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

سؤال يحيرني: ما العمل فى حبي لأستاذتى؟

انا طالب جامعي، تجمعني علاقه حب مع معيدة بالكلية. هي متزوجة ،بدأ كلامنا منذ بضعة أشهر. كنا نتحدث بالساعات ونتلقي احياناً، وقعت فى حبّها. نحن لا نريد ان يكون أساس حبنا هو الخيانة، و لذا إتفقنا ان نلتقي لآخر مرة ثم نودّع بعض و فعلنا، لكنني لم اقدر على البعد والفراق. عدت كسابق عهدى ولكنها تغيرت واصبحت اكثر جفائاً معي. هي لم تخبرنى أنها تحبّني قط، لكنها كانت تقول مايشبه هذا. ت

شاجرنا عدة مرات لأنها ترى أنني شخص لحوح وكثرة كلامي عن عشقي لها يضغط عليها، ويجعلها لا ترغب حتى في أن نكون أصدقاء. حين أغيب تسأل هي عني، ثم تُخبرني إنها لا تريد الحديث معي على الهاتف مرة أخرى، ثم أجدها تتصل لتطمئن عليّ. أنا فى الواحد والعشرين من عمري، هى تكبُرني بأكثر من 10 سنوات، و لديها أطفال.

أنا متأكد من حبي لها، لكنني لا أدري: هل هى تحبنى؟ لطالما اخبرتنى إنها تكنّ لى مشاعر قوية. أعرف إنها تريد الحفاظ على أسرتها و كيانها الإجتماعى، عندما أصابتها الانفلونزا كانت مستاءة أننى لم أطمئن عليها، ولكننى هرعت لأشتري لها الدواء، ثم اجدها تبعث لى برسالة تشكرني، وتدعونى فيها الملاك الحارس. أحبّها وأريد ان أتزوجها، لكن لا طريق لهذا ان يحدث، فمازلت بالدراسة. اذا كانت لاتريدني اذن فلماذا تنظر اليّ نفس نظرة الحب؟!

أنا غير سعيد حالياً. أراها مرة كل أسبوع لأنها تدرّس لى هذا الفصل الدراسى. لا أريد لهذا العذاب أن يستمر. هي تذهب لتنام بجوار رجل آخر، وأنا وحيد فى الليل أفكر بها. حبّنا كان عفيفاً للغاية. فقط قَبْلتُ يديها ورأسها بضع مرات. بعد إبتعادنا فترة، حاولت أن انساها. خرجت مع بعض الفتيات وقمت بتقبيل فتاة أخرى تخيلتها حبيبتى. ارجوك اخبرينى ما العمل ؟

عزيزي الطالب الولهان

سوف أبدأ رسالتي لك بطلبين:

الطلب الأول: لا تخرج مع فتاة أو فتيات بغرض نسيان حبيبتك الحالية.

الطلب الثاني: لا تقبّل أحد أبداً، إلا إذا كنت تعشق هذا الشخص حقاً – القبلة دوناً عن أي فعل آخر تنقل جزءاً من روحك إلى من تقبّله.

أما بخصوص مشكلتك،

انت سألت ثلاثة أسئلة:

لماذا وقعت في حب معيدتك؟

لماذا شجّعتك هي ومازالت تشجّعك؟

كيف تخرج من هذه الورطة؟ – أرجو ان تعذرني في استخدام كلمة “ورطة” لوصف قصة حبك!

لقد وقعت في حبّها لأنك شخص ناضج وتتوق إلى تحمل المسئولية. وقعت في حبها لأنك مختلف ومتميز. وقعت في حبّها لأن ظاهرك شاب في عامه الأول والعشرين وفي حقيقته رجل في الأربعين. أنت صادق وصريح ومحترم ومخلص. لقد وقعت في حب معيدتك لأنك بداخلك تعتقد أنك تستحقها وأنك جدير بحبها واحترامها وتقديرها.

الشباب في مثل عمرك يفضّلون اللهو والاستكشاف والعلاقات العابرة. من يريد منهم الاستقرار يختار فتاة تصغره بعدة أعوام، أو فتاة في مثل عمره ويعدها بالزواج بعد التخرّج والعمل. لقد جذبك نضجها… ولكن الفخ الحقيقي كان رغبتك في تحدّي نفسك. لقد أثبتّ بجدارة أنك تستطيع أن تملأ عقل وقلب امرأة ثلاثينية ناضجة ناجحة مستقرة متزوجة ولديها أطفال. لقد انتصرت على زوجها في موقعتك الخيالية.

أما هي، ربما شعرت بالإطراء وتجددت بداخلها روح الشباب وتبدّد ملل حياتها كزوجة وأم، وأطلقت لنفسها عنان مشاعر الحب الآمن الذي لن يكلّفها زواجها أو عملها أو سمعتها. وفقاً لقانونها، هي لم تخن زوجها. أنت لست المدمن الوحيد في هذه العلاقة! لقد اعتادت وجودك وسؤالك وحبك مثلما اعتدت أنت عليها. الفرق الوحيد بينكما هو أنك تعيش في وهم الحب والزواج، وهي تعرف ان هذه المشاعر لن تتعدى كونها مشاعر. هي لا تحلم بالزواج بك ولا الإنجاب منك، ولا أن تعيش في منزل واحد معك. هي فقط تمتص رحيق شبابك!

أما بالنسبة للورطة، هل تعلم ان هناك قانون يجرم العلاقات بين الطالب والأستاذ! يتعرض الاثنان للفصل والمحاكمة إذا ثبت بالفعل وجود علاقة عاطفية/جنسية بينهما! تعد مثل هذه العلاقات انتهاك لقدسية الحرم الجامعي ولخصوصية العلاقة بين الطالب والأستاذ!

سوف تتخرج وتترك الجامعة قريبا ولن ينطبق هذا القانون عليك ولهذا يمكنك أن تختار كيف تريد أن تمضي الخمس سنوات القادمة من عمرك؛ هل تريد أن تبدأ حياتك العملية وبالك مشغول وقلبك عليل وتفكيرك مشتت ومزاجك متقلب؟ هل تريد أن تترك هذه النحلة تمتص رحيقك لتصنع به عسلا تحلي به حياتها الزوجية؟ أنا لا أبالغ! هكذا ستضيع باكورة سنوات شبابك!

الحل الأخر هو ان تتعقل! اقرأ تحليلي لشخصيتك في بداية ردي عليك واكتبه في ورقة واقرأها كلما اشتقت إليها! تذكر أنك تستحق الحب المتبادل والأحلام المشتركة والحياة الزوجية المستقرة! تذكر أنك أكبر من الورطة وأقوى من مشاعر أدمنتها! تذكر أن تستحق الأفضل وان هذه السيدة ليست الأفضل لشاب مثلك! لا تتركها لأنها سيئة ... أتركها لأنك تستحق الأفضل!

وتذكر طلبي منك في أول الرد! لا تحاول نسيان الحب بالحب ولا تقبل من لا تود أن تعطيها قطعة من روحك!


من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”