fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

سؤال يحيرني: لا أحبه لكني أخاف من الانفصال

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

سؤال يحيرني: لا أحبه لكني أخاف من الانفصال

تعرفت على زوجي في الجامعة. كان معجباً بي، وتسرعت بالموافقة على الارتباط به مع أنني لم أكن أحبه. استمعت وقتها إلى مدح الناس به، ولم أستمع إلى نفسي التي كانت تقول “مش عايزاه” مليون مرة. تزوجنا وأنجبت منه ومرت سنوات. منذ الخطوبة وأنا أشعر أني أرغب بالانفصال عنه، بل وأفتش في عيوبه وسلبياته وأبرزها للناس حتى يؤيدونني في قراري.

هو في الواقع شخصية عنيدة جداً، وغير متفهم. أسلوبه معي غير سيء عامة، ولا يوجد ود متبادل بيننا. أشعر أننا أصدقاء فقط وليس أكثر من ذلك. باختصار، هو ليس قريباً إلى قلبي. حين يتعب لا أتأثر بصراحة، ولا يوجد ضحك حقيقي أو مشاعر بيننا. هو مش ملاك ولا وحش. المشكلة إني طول الوقت أسرد لائحة المميزات والعيوب ودايماً أتمنى العيوب تزيد حتى أجد حجة للانفصال. أجد نفسي أبحث عن ذرائع تدفعني لتركه، وفي نفس الوقت أخاف أسبيه وضميري يؤنبني. فهو إنسان محترم بشكل عام وأفكر بمستقبل الأطفال. تعبت من التمثيل، وأشعر أني أظلمه معي بمشاعري. أنا حائرة. لا أريد أن أبقى هكذا وفي نفس الوقت من الصعب آخد قرار أناني.

عزيزتي الحائرة،

أتفهم مشكلتك وحيرتك.

للأسف، لا يوجد حلاً مثالياً لمشكلتك. قابلت سيدات مثلك تماماً اخترن الطلاق وبدء حياة جديدة مع رجل يشعرون معه بكل ما تفتقدينه. هن سعيدات تماماً اليوم ولم تصبهنّ أي لعنات عقاباً لهنّ على “رمي النعمة” وترك أزواجهنّ.

لم يخنّ ولم يكذبن، وكنّ في منتهى الصراحة والوضوح كل مع زوجها، وتم الانفصال بهدوء، ولم يحل الخراب والدمار على الأطفال، واستمرت الحياة.

قابلت أيضاً سيدات قررن المبادرة بتغيير أنفسهنّ بدلاً من تغيير الزوج؛ سيدة قوية الإرادة قررت استثمار نفس الوقت والطاقة وقوة الملاحظة التي استخدمتهم في إبراز عيوب زوجها ونواقصه في اكتشاف مزاياه وتلميعها.

اكتشفت أنه كئيب لا يضحك لأنها لا تضحك على نكاته، ولا تتبسم في وجهه، ولا تتحين الفرص للمرح.

اكتشفت أنه حنون جداً، ولكنها كانت ترفض حضنه ولمساته. اكتشفت أنه سخي جداً ولكنها كانت ترفض جميع مبادراته للخروج أو التفسح أو السهر.

اكتشفت أشياء جميلة كثيرة جعلتها تقع في غرامه حقاً، وكلما عظمت مزاياه تضاءلت عيوبه حتى تلاشت تماماً.

أعرف سيدات كثيرات “محلّك سر”؛ لم ينفصلن ولم يتصالحن مع واقعهنّ – بقين محلّك سر! للأسف هؤلاء كن الخاسرات!

حياتهنّ خالية من الرضى، ومليئة بالانفجارات البركانية التي تخمد وتثور لتدمّر الحاضر والمستقبل. حديثهنّ كله شكوى وملامحهنّ كلها عجز واكفهرار.

أعرف أزواجاَ لهنّ زوجات من فريق “محلك سر” – أزواج تعساء! منهم من اقترب من الرهبنة، ومنهم من يبحث عن زوجة ثانية في السر، ومنهم من يخطط للانفصال، ومنهم من أدمن علاقات النت، ومنهم من تخصص في العلاقات العابرة!

عزيزتي … لا أعرف بم أنصحك ولكني أتمنى أن تختاري أي طريق إلا الوقوف “محلك سر”!

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”