fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

مروة رخا تكتب لمصر العربية: لا تعاقب طفلك … أبدا

كتبت مروة رخا لمصر العربية مقالات مونتيسوري مصر. أكثر من 150 مقال بلغة سهلة عن فلسفة المونتيسوري وتربية الأطفال.

سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر

تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)

المقال الـ 71

لا تعاقب طفلك … أبدا!

بعد نشر مقالي عن رفض نهج المونتيسوري لأسلوب العزل أو الـ Time Out كوسيلة عقاب للطفل، أرسل لي العديد من الأمهات والآباء سؤال واحد تكرر بصيغ مختلفة! سأل الأهل “أعاقب طفلي ازاي؟”

ماذا تفعل عندما يخطئ طفلك؟ ماذا تفعل عندما يكرر الخطأ؟ ماذا تفعل عندما يخطئ عن عمد وهو يتحداك تحد سافر؟

* لا لأي عقاب بدني سواء كان ضرب أو مد أو قرص أو ضرب على الأيدي!

* لا لأي عقاب لفظي سواء كان شتيمة أو تهزيق أو توبيخ أو إهانة مباشرة!

* لا لأي عقاب نفسي مثل الحرمان أو التهديد أو التذنيب أو العول!

هيا بنا نحلل سويا أسباب أخطاء الطفل:

* قد يخطئ الطفل لأنه لا يعلم الصواب

* قد يخطئ الطفل لأنه يعلم الصواب ولكنه لا يعرف كيف يفعله أو ينفذه

* قد يخطئ الطفل لأنه يعلم الصواب ويعرف كيف ينفذه ولكنه نسي وسهي عليه

* قد يخطئ الطفل لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لجذب الانتباه له – حتى لو كان الانتباه سلبي (العقاب)

* قد يخطئ الطفل عقابا لك على إساءة ما في حقه

* قد يخطئ الطفل لأن البيئة المحيطة به لا تساعد على الصواب

* قد يخطئ الطفل لأنه مريض

ما هو دورك في كل حالة من الحالات السابقة؟

إذا كان طفلك لا يعرف الصواب دورك هو التوجيه والتعليم! إذا كان لا يعرف كيف ينفذ الصواب دورك هو تدريبه مرارا وتكرارا على خطوات الفعل المطلوب حتى تتأكد أنه قادر على فعل ما تطلبه منه! إذا كان خطأ طفلك بسبب النسيان – جل من لا يسهو – دورك هو التذكرة حتى يصبح الصواب جزء من شخصيته وتفكيره ويقوم به تلقائيا!

إذا كان طفلك مفتقدك لدرجة أنه مستعد لعقابك في مقابل لحظات معدودة تعيره خلالها انتباهك، فعيك مراجعة نفسك! هل أنت دائما على التليفون أو على النت أو أمام شاشة من الشاشات؟ متى كانت أخر مرة لعبت مع طفلك أو شاركته أنشطته أو خرجت معه وسمعته يضحك من قلبه؟

إذا كان طفلك يتحداك فتأكد أنه يعاقبك! هذا هو تعبيره لك عن استيائه من معاملتك له وتصرفاتك! وقد يكون سلوك طفلك السيء مجرد اقتداء بك! العند يولد العند والعنف يولد العنف والغضب يولد الغضب والقهر لا يؤدي إلا للتمرد!

انظر إلى مجتمع طفلك وأصدقائه وزملائه وحضانته أو مدرسته! هل يسخرون منه عندما يفل الصواب؟ هل كل ما حوله يدعوه إلى العنف أو التدمير أو قلة الأدب؟ عليك بإصلاح بيئة طفلك قبل أن تطالبه بأي شيء!

أما بالنسبة للطفل المريض، قد يكون طفلك متوعك قليلا بسبب اضطراب نومه أو قد يكون متألم بسبب إصابة ما أو قد يكون في مرحلة التعافي من مرض ألم به! اعذره! هناك أمراض أخرى قد تحتاج تدخل طبيب نفسي أو أخصائي تعديل سلوك أو طبيب مخ وأعصاب! لا تفترض أن طفلك يحتاج إلى أي من هذه التدخلات قبل أن توفر له معاير الطفولة السعيدة! الحب قولا وفعلا، والاهتمام، والوقت القيم، والمشاركة، والمرح، والرياضة المنتظمة، والرحلات الترفيهية والميدانية، والقراءة له ومعه، والقدوة الحسنة!

أخيرا تذكر قدرات طفلك! الطفل ليس شخص بالغ صغير الحجم! الطفل شخص صغير يكبر! طفلك أقل من عامين غير قادر على الطاعة! الجزء الأمامي من مخه لم يكتمل بعد وقدرته على السيطرة على رغباته أو نزعاته تبدأ بعد الثالثة وتنمو ببطء حتى يتمكن من السيطرة على نفسه في عمر السابعة! لا يكتمل نمو الجزء الأمامي من المخ قبل العشرينات! ما بين سن الثالثة والسابعة يمكن للطفل فهم ما تقول وسوف يحاول السيطرة على نفسه وعدم ارتكاب ما يغضبك! سوف ينجح مرة وسوف يفشل كذا مرة! في كل مرة يفشل فيها عليك بتوجيهه وتذكيره!

عندما تتعامل مع طفل مخطئ لا تجعل العقاب هدفا لك! هدفك هو التربية! يتحقق هذا الهدف عندما يدرك طفلك عواقب أفعاله؛ عندما يتعلم أن المكسور لا ينصلح وأن عليه تنظيف بقايا ما سكب وهكذا! وأخر نقطة في هذا الموضوع، لا تكثر من النواهي حتى لا تفقد “لا” قوتها! قبل أن تقول “لا” اسأل نفسك كيف يمكن أن يتحول الموقف لصالح الطفل؟ كيف يمكن أن تضيف أو تزيل بضعة عوامل حتى يمكنك قبول طلب طفلك!

شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا

اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا

اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا

Montessori Egypt by Marwa Rakha

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”