fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

مروة رخا تكتب لمصر العربية: التعامل مع السلوك السيئ للطفل؟

كتبت مروة رخا لمصر العربية مقالات مونتيسوري مصر. أكثر من 150 مقال بلغة سهلة عن فلسفة المونتيسوري وتربية الأطفال.

سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر

تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)

المقال الـ 68

كيف اختلف نهج المونتيسوري عن غيره في التعامل مع السلوك السيء للطفل؟

أكبر مميزات ماريا مونتيسوري والسبب الأساسي لاختلاف نهج المونتيسوري عن أي نهج تعليمي أو تربوي أخر هو قدرة ماريا مونتيسوري على التوحد مع الطفل؛ استطاعت أن تدخل عقل الطفل وترى دوافعه ومبرراته ونظرت للأشياء والأحداث من منظوره ومن خلال عينيه ومن ثم استطاعت أن تتحدث بلسانه وتلبي احتياجاته وتقوم أخطائه بدون ترك آثار سلبية على شخصيته في الحاضر أو المستقبل.

الكثير من الأمهات يعانين من سوء سلوك الطفل الذي يظهر في:

العند وتحدي الأوامر

تحطيم الأشياء وتخريبها

الفظاظة

التبول عن عمد

إساءة الأدب أمام الناس

عند دراسة مثل هذه التصرفات يمكن أن تحصر الأسباب في:

الغضب

الغيرة

الاحتياج للاهتمام

الإهمال

التهاون

هذا المقال سوف يوضح الصلة بين السلوكيات الخاطئة والأسباب خلفها حتى يمكن للأهل تفاديها أو تداركها.

الطفل الغاضب ظاهريا في باطنه طفل يعاني من احتياجات لم يتم تلبيتها؛ طفل يحتاج إلى الحركة ولكنه مطالب بالجلوس والصمت لفترات طويلة أو طفل يحتاج أن يستكشف من خلال حواسه ولكنه مطالب بعدم لمس أي شيء حوله أو وضعه في فمه أو شمه أو استكشافه أو طفل يحتاج إلى الخروج ولكنه حبيس المنزل أو طفل يتم الاعتداء عليه جسديا بالضرب أو الوخز أو الزغد أو القرص أو أي طريقة أخرى أو طفل محاصر بالخلافات الأسرية أو طفل يعاني من الزعيق والشخط المستمر. كل هذه الأسباب تخلق طفل غاضب يخرج غضبه في السلوك السيء والعدوانية تجاه البيئة أو الأطفال أو الأهل.

الغيرة محرك أخر للسلوك السيء؛ قد تكون الغيرة من أخ أو أخت في الطريق أو من أخ أو أخت حديث الولادة أو من أخ أو أخت مفضل ومدلل ومقرب أو من طفل أخر في العائلة له الأفضلية ويحوذ على الإعجاب. في هذه الحالة يلجأ الطفل الغيران إلى إثارة الشغب وتبني السلوكيات السيئة حتى يلفت الانتباه – حتى وإن كان انتباه سلبي بالضرب أو العقاب أو حتى الإهانة.

الاهتمام الذي يحتاجه الطفل ليس فقط الاهتمام بنظافته وملبسه وطعامه؛ يحتاج الطفل منذ ولادته للحضن واللمسة الحانية والوقت القيم مع أهله. تعريف الوقت القيم هذا هو وقت بدون تليفزيون أو موبايل أو أي شاشة أخرى تشغل الأهل عن الطفل ويتم قضاء هذا الوقت في اللعب سويا والكلام سويا والقراءة سويا والضحك سويا. بدون هذا الاهتمام يلجأ الطفل إلى السلوك السيء كتعبير عن مشاعره السلبية وقد ينفصل عن الواقع ويدمن الشاشات والألعاب الإلكترونية. هناك أم لطفل في السابعة من عمره شكت لي إدمانه للأفلام الإباحية!

الإهمال هو الوجه الأخر لعدم الاهتمام؛ الطفل المهمل لا يجد من ينمي قدراته ويضيف إلى معلوماته ويوسع مداركه. الطفل المهمل قد يعاني من إهمال عقله أو إهمال جسده أو إهمال احتياجاته العاطفية. هذا الطفل يسيء التصرف لأنه لا يعرف أصلا كيف يجب أن يتصرف. لا يجد قدوة يتبعها ولا يتم توجيهه ويتم عقابه بكثرة ويستخدم العقاب كتبرير للإهمال!

التهاون نوع أخر من الإهمال! التهاون هو عدم المبالاة أصلا بتوجيه الطفل وإرشاده للسلوكيات المقبولة اجتماعيا! يرى الأهل أن هذا الطفل من حقه أن يتطاول على أي شخص ويجدون هذا التطاول مضحك ومن حقه أن يخرب أي شيء ويجدون هذا الخراب فداء للطفل ومن حقه أن يؤذي أي طفل أخر لأنهم أطفال يلعبون سويا!

في أغلب هذه الحالات نجد أن الأهل هم الأولى بالعقاب على سلوكهم السيء تجاه الطفل! كثرة استخدام كلمة “لا” وأساليب العقاب القديمة مثل الضرب والحبس وأسالي العقاب الحديثة مثل الوقت المستقطع Time Out أو الحرمان – كلها أساليب لن تحل المشكلة!

حل المشكلة أولا في اكتشاف الأسباب الحقيقية لتصرفات الطفل وعلاجها من المنبع ثم تقويم الطفل من خلال تعليمه عواقب تصرفاته. مثال لطفل يتبول عن عمد، بدلا من الضرب والإهانة وإظهار الضيق، على الأهل عدم إظهار أي رد فعل وفي منتهى الهدوء تقول للطفل: “لقد ابتلت ملابسك واتسخت الأرض! سوف تساعدني في تنظيفهما الآن” ويتم إعطاء الطفل فوطة مبللة ويتعلم كيفية تنظيف الأرض ثم يطلب من الطفل غسل ملابسه في الحوض أو الطشت أو الغسالة ونشرها على الحبل لتجف. هكذا يتعلم الطفل أن هذا السلوك السيء لن يلفت انتباه أحد له ولن يضايق أحد ولكن عاقبة سلوكه هي تنظيف ما اتلف. إذا كسر الطفل لعبة عن عمد، عقابه الحقيقي هو أن يلملم أجزائها ويرميها في الزبالة. هكذا يتعلم أنه إذا لم يتحكم في تصرفاته سوف يخسر مقتنياته. وهكذا!

وأخيرا، إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع! لا تطلب من طفل صغير الجلوس في مكان عام مثله مثل الكبار ولا تتوقع من طفل الصمت في زيارة عائلية ولا تأمل من طفلك التحكم في نفسه دائما وتماما إذا كان أقل من سبعة أعوام.

شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا

اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا

اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا

Montessori Egypt by Marwa Rakha

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”