fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

التربية الجنسية للأطفال: ماذا ولماذا وكيف ومتى ومن؟

التربية الجنسية للأطفال: ماذا ولماذا وكيف ومتى ومن؟

التربية الجنسية للأطفال: ماذا ولماذا وكيف ومتى ومن؟

في مقال سابق تحدثت عن عشرة أخطاء "بنية حسنة" تقود طفلك إلى "جحيم" التحرش والاستغلال الجنسي.

كان "الجهل بالتربية الجنسية" هو الخطأ الخامس، وتسائل البعض عن معنى التربية الجنسية للأطفال: هل هي مرادف للممارسات الجنسية؟ هل تشجعهم على الاستكشاف الجنسي؟ ما أهميتها؟ ماذا نقول للطفل لنثقفه جنسياً؟ ما أهمية هذا الموضوع أصلاً؟ هل تختلف المعلومات التي تقدم للبنين عن تلك التي تقدم للبنات؟ كلماتي التالية ستجيب عن هذه التساؤلات وغيرها.

المقصود بالتربية الجنسية هو تقديم معلومات سليمة وعلمية للأطفال، منذ الميلاد حتى البلوغ، عن الجسد بصورة ملائمة لكل مرحلة عمرية. الهدف الأساسي هو مساعدتهم على تكوين مفاهيم صحية عن أنفسهم وأجسادهم وأعضائهم التناسلية، حتى لا يقعوا في بئر الجهل وظلام المعلومات المغلوطة والخرافات المتداولة اجتماعياً. أما الأهداف الثانوية التي تتحقق عندما يقود الأهل مهمة توعية أطفالهم فتشمل حماية الصغار من الاستغلال الجنسي، توطيد العلاقة بين الأهل والصغار ليصبحوا هم مصدر الثقة والأمان والمعلومات، التمهيد لمرحلة مراهقة تتسم بالوعي والمسؤولية بدلاً من التخبط ومشاعر الذنب وكراهية الذات.

التربية الجنسية للأطفال لا تقدم معلومات عن فعل ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، أو التقبيل والمداعبة والأوضاع الجنسية. كذلك لا تشجع الطفل على الممارسات الجنسية ولا التطلع إلى أجساد النساء أو الرجال. الكثير ممن يدّعون أن التربية الجنسية "تفتح عين الأطفال" على ما هو غير مناسب، يقعون في هذه الأخطاء التي تؤدي إلى تلك النتيجة التي يخشونها:
* الكرتون: أغلب الكرتون يقدم محتوى لا يليق بالأطفال من حيث مشاعر الانجذاب والحب والرغبة، أو الكراهية والغيرة والانتقام، أو التنمر والسخرية والمقالب.
* الإعلانات: محتوى معظم الإعلانات يستهدف البالغين ويعتمد على تقديم صورة وموسيقى وكلمات غير مناسبة للأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ.
* الأغاني والفيديو كليب وكذلك الأفلام والمسلسلات: المحتوى البصري أو المسموع يشجع الطفل – ولد أو بنت – على تجربة ما يرى وأن يعيش الحالة التي يسمعها أو يراها.
* الأهل أنفسهم بتعليقاتهم قد يشجعوا الأطفال على التحرش والتطلع إلى الأجساد. في نظر الأهل هذه تعليقات "طريفة" أو "مداعبة خفيفة" ولكنها في الواقع تحرش وتشجيع على التحرش. هناك نوع آخر من التعليقات التي تنتقد شكل فلانة أو ملابس علانة، هذه التعليقات أيضاً تعتبر رسالة مشفرة للأطفال أن من حقهم النظر إلى الأجساد وإصدار الأحكام.
* العنف: التعرض للعنف الجسدي أو اللفظي أو النفسي في المنزل أو رؤية الأم تتعرض للعنف تضر بالأطفال نفسياً وتؤثر بالسلب على اختياراتهم في الصداقة والحب، كما تجعهم أكثر هشاشة وعرضة للاستغلال العاطفي أو الجسدي.
* الإهمال: إهمال الطفل وتركه فريسة للملل والزهق والمشاعر السلبية قد يتسبب في إدمان العادة السرية أو الأفلام الإباحية أو التلصص على البالغين أو التحرش بأطفال آخرين – أتحدث عن أطفال لم يبلغوا بعد!

أحياناً يتسبب الأهل في خلق حالة من "الهوس" لدى الطفل بسبب التعامل الخاطئ مع استكشاف الطفل لجسده. كثرة الحديث عن الخصوصية وعدم لمس الأعضاء أو كشفها والعقاب النفسي أو البدني تحول مرحلة عابرة إلى هوس. على سبيل المثال، طفل أو طفلة أعجبهم ملمس البطن أو الثدي، أو شعور احتكاك العضو التناسلي بشيء ما، فبدأوا في تكرار التجربة: لمس بطونهم وبطون الأمهات مثلاً. التعامل الخاطئ لن يسمح للمرحلة الاستكشافية أن تمر وسيقف الأطفال عندها – سيستمرون في لمس أنفسهم سراً ومحاولة لمس أطفال آخرين أو بالغين. سيشعرون بمتعة الممنوع وتتغلب عليهم مشاعر نشوة الانتصار على الأهل! هكذا نرى أن أهمية التربية الجنسية للأهل لا تقل عنها للطفل.

الآن وقد شرحت باستفاضة ماهية التربية الجنسية وأهميتها، سأتحدث الآن عن كيفية تقديم المعلومات للطفل. الطفل لا يتعلم "بالتلقين" أو "الترهيب" – مهما قلتم وكررتم ونهيتم وحذرتم وتوعدتم! كيف يتعلم الطفل إذاً؟ يتعلم الطفل بالأنشطة الملموسة والأشياء التي يدركها بحواسه فيفهمها عقله ويستوعبها. لهذا في كورس التربية الجنسية من الميلاد حتى نهاية البلوغ استخدمت تعمقي في دراسة المونتيسوري وقدمت المعلومات الدسمة من خلال أنشطة ممتعة للطفل والأهل على السواء. استخدمت العرائس لشرح مثلاً الفرق بين "البيبي البنت" و"البيبي الولد". استخدمت الزهور والطيور والمجسمات لتقديم معلومات عن الأعضاء التناسلية، ودورات حياة الكائنات الحية المختلفة، ومفاهيم البلوغ والتزاوج والتكاثر. استخدمت "كروت التسمية" ليلعب بها الطفل وتزداد حصيلته اللغوية وقدرته على استرجاع المعلومات والمسميات. كذلك قدمت القصص المصورة للصغار والكتب العلمية المبسطة للأطفال فوق تسع سنوات. هذه الأنشطة حققت هدف ثانوي هام للغاية: مساعدة الأهل على التغلب على الخجل وارتباكهم الشخصي. يساعد الكورس الأهل على تقديم المعلومات بثقة وسلاسة.

تقديم التربية الجنسية للأطفال لا تفرق بين الذكور والإناث. يتعلم الولد عن جسده وعن جسد البنت، كما تتعلم البنت عن جسدها وعن جسد الولد. يبدأ التعليم منذ الأعوام الأولى بمعرفة أن شكل جسد الرجل يختلف عن شكل جسد المرأة. من الطبيعي أن يرى الأطفال أجساد الأم والأب أثناء تغيير ملابسهم أو الاستحمام مثلاً. تعليم الطفل الخصوصية لا تشمل الأم والأب والأخوات في أول ثلاث سنوات. عندما يبدأ الطفل في تغطية نفسه بحركة لا إرادية أمام الأهل – عادة ما بين ثلاث وأربع سنوات – عندها، يبدأ الأهل في تغطية أنفسهم أمام الطفل. بعد الشكل الخارجي يتعلم الأطفال أسماء الأعضاء ومن بعدها وظائفها وأخيراً التغيرات التي تحدث لهم أثناء مرحلة البلوغ. كذلك تقدم للأكبر سناً أنشطة توضح معنى البويضات والحيوانات المنوية، والتخصيب، والحمل، والولادة.

لا تهمل التربية الجنسية الاختلافات الفردية بين أجساد الإناث، أو الذكور، وبعضهم البعض. هكذا تحميهم من المقارنات، وتشوه صورة الذات، وفقدان الثقة بالنفس. تركز التربية الجنسية على أسس النظافة الشخصية والعناية بالجسد منذ الصغر حتى البلوغ مع شرح تغيرات البشرة، والشعر، والرائحة، والتعرق. كذلك تقدم معلومات عن مشاعر الانجذاب للآخر وعن الحب والرغبة والهرمونات التي تحول الفتاة إلى امرأة والصبي إلى رجل. جسر الثقة الذي يمده الأهل منذ الطفولة المبكرة يعبر عليه الأطفال الذين أصبحوا في جسد البالغين، ولكنهم غير مستعدين لحياة البالغين بعد.

مروة رخا تكتب لمصر العربية: كيف أحمي طفلي من التحرش؟

مروة رخا تكتب لمصر العربية: ماذا تفعل عندما يداعب طفلك أعضائه الجنسية؟

131- التربية الجنسية (من فيديوهات جروب القعدة): ماذا ولماذا وأين وكيف ومتى

مروة رخا تكتب لمصر العربية: هل من الطبيعي ان يستكشف الأطفال أجساد بعضهم البعض؟
من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”