التعليم في زمن "الكورونا" تابعنا خلال الفترة السابقة قرارات إغلاق الحضانات والمدارس في بلاد مختلفة حول العالم. ما بين الخائف والناكر والمتوجس، عبرت آراء المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي. تبادلنا الاتهامات، سخرنا من بعضنا البعض، حاصرتنا الشائعات.. ثم صدر قرار بإغلاق الحضانات والمدارس والجامعات لمدة أسبوعين. بالنسبة للأسرة التي لم تعتد على وجود أطفال في المنزل، ماذا هي فاعلة بهم ومعهم؟ بالنسبة للطالب/ة، لقد عُطلت الدراسة ولكن لم تخفف المناهج ولم تؤجل الامتحانات ولم يتم إعفاؤهم من مسؤوليات الدراسة والاستذكار. ما العمل؟ ماذا عن التدريبات والأنشطة والفسح والزيارات؟ هل تتوقف كل جوانب حياة الطفل؟ كيف يتعامل الأهل مع كل هذه المتغيرات؟ لن أتحدث عن الأم والأب المطالبين بالعمل يومياً خارج المنزل، الموظفين يعني، لأنني لا أعرف ماذا أقول لهم ... حقاً ... ليس لدي مقترحات. أولاً: التعليم هناك أكثر من اقتراح قد يساعد الأهل والطالب/ة على الانتهاء من الدروس المطلوبة أثناء هذه الفترة. الاقتراح الأول مناسب للأم أو الأب المهتمين بالتعليم والمحبين للتعلم. كل المطلوب هو إعداد قائمة بالمواد المطالب بها الطالب، ثم إعداد قائمة فرعية بالدروس المطلوب دراستها في كل مادة. الخطوة التالية هي إعداد جدول يومي للدراسة والاستذكار. لنجاح الجدول، لا يجب أن تتعدى ساعات الدراسة والاستذكار الثلاث ساعات للطلبة حتى الصف الثاني الابتدائي، ولا يجب أن تتعدى خمس أو ست ساعات حتى نهاية المرحلة الابتدائية. يجب أيضاً أن تتخلل فترة العمل استراحات قصيرة متعددة حتى لا يصبح الجدول مجرد خطة طموحة أخرى على الورق. أخيراً، جاء دور الأهل في البحث. محرك البحث جوجل هو صديق المرحلة وكل مرحلة؛ ابحثوا عن عنوان الدرس على جوجل. ستجدون مقالات وملفات وصور وفيديوهات وملخصات وتدريبات وغيرها من الطرق الرائعة لتتعلموا الدرس وتقدموه للطالب/ة. ستجدون أيضاً مواقع ومنصات للتعليم عن بعد مثل "نفهم" و"خان أكاديمي" وغيرهم. تذكروا أنه في السن الصغير، أقل من 12 سنة، يحتاج الأولاد لوجودكم معهم وتحفيزكم لهم. لا تتوقعوا من طفل/ة في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية أن "يعرف اللي وراه من نفسه". أعرف أن الاقتراح الأول يحتاج وقت ومجهود و"طولة بال" من الأهل. ماذا لو لم تكن/تكوني من هذا النوع من الأهل؟ إليكم الاقتراح الثاني إذاً! سأسمي هذا الاقتراح "درس خصوصي أونلاين". هناك برامج عديدة تتيح التواصل بالصوت والصورة مع أشخاص آخرين. أبسطهم "فيسبوك مسنجر" وأشهرهم "سكايب" وأحدثهم "زووم". لا يهم اسم البرنامج أو المنصة.. المهم أن كل مدرس/ة يستطيع الاجتماع بالطلبة والتدريس لهم أونلاين. كيفية تنفيذ هذا الاقتراح؟ كل فصل يتواصل مع مدرس/ة مادة اللغة الإنجليزية مثلاً. يتم تكوين مجموعات من خمسة طلاب على الأكثر. يتم الاتفاق على منصة التعليم عن بعد. يقوم المدرس/ة بتحضير المادة العلمية بصورة تناسب التعليم أونلاين. يتم وضع جدول لمادة اللغة الإنجليزية. يتم تكرار هذه الخطوات مع المواد الأخرى. هكذا أصبح لدى الطالب/ة جدول حصص محترم. سؤال آخر يطرح نفسه، سيقضي الأطفال ست ساعات يومياً في الدراسة وثمان ساعات في النوم وثلاث ساعات متفرقة بين وجبات الطعام. ماذا يفعل الأهل والأطفال بأنفسهم في الساعات المتبقية؟ يجب أن تكون توقعاتنا واقعية ... ماذا نتوقع من أطفال، لديهم طاقة عظيمة، أثناء فترة العزل؟ لا تدريبات ولا أنشطة ولا مدرسة ولا اختلاط إلا في أضيق الحدود.. ماذا نتوقع وكيف نتعايش معهم ونساعدهم على التأقلم؟ الهبل يجب أن نسمح بمساحة من الهبل والتنطيط والحركة العشوائية. الأصدقاء قد لا يستطيع الأصدقاء الالتقاء وجهاً لوجه ولكنهم ممكن أن يلتقوا على "الفيسبوك ماسنجر"، مثلاً، من خلال حساب الأهل أو حسابهم الشخصي وفقاً للعمر. وقت الشاشة كيس فشار وفيلم أو مسلسل مناسب قد يصبح وقت قيم تقضونه مع أطفالكم بأقل مجهود بدني أو ذهني من ناحيتكم. التجارب العملية على جوجل، اكتبوا "تجارب عملية لعمر سبع سنوات"، مثلاً، باللغة العربية أو الإنجليزية. ستظهر لكم العديد من التجارب بأدوات منزلية ومكونات من المطبخ. الأنشطة اليدوية "الكرافتس" الرسم، النحت، الصلصال، الكروشيه، التريكو، الرسم على الزجاج، مشاريع إعادة التدوير ... مرة أخرى، ابحثوا على جوجل عن "أنشطة يدوية" بالسن. المطبخ المطبخ مكان رائع لتعلم الكسور وتحويل الكميات من كوب لجرام ولتنمية المهارات اليدوية والثقة بالنفس - الطبيخ يعلم الثقة بالنفس حقاً. في المطبخ يمكن أن نتعلم عن تاريخ حبة القمح وتاريخ صنع الدقيق وتاريخ تطور الأفران. أما الجغرافيا، فكل طبخة لها بلد وأصل وكل علبة توابل لها بلد ومنشأ – لا حدود للاستمتاع مع الأطفال في المطبخ وتكوين ذكريات سعيدة معهم. الحضن الأطفال يفهمون الخوف.. يعرفونه.. يشعرون به.. لكن الأغلبية لا يتحدثون عن مخاوفهم. المرحلة الحالية، والقادمة، يسودها الخوف والتخبط والمجهول. احضنوا أطفالكم كثيراً وطويلاً وتحدثوا معهم واستمعوا لهم. قراءة قصة لطيفة لطفلك، أو طفلتك، من شأنه توطيد علاقتكم والمساعدة على تطوير مهارات القراءة والفهم والتلخيص. الضحك واللعب هناك الكثير من الألعاب المسلية للكبار والصغار. نصف ساعة في اليوم من اللعب والضحك ستفرق كثيراً في سلوك الطفل خلال فترة العزل هذه. أحدث لعبة اشتريتها اسمها "وجدتها". ظاهر هذه اللعبة المرح والتسلية ولكنها لعبة رائعة لتعليم جغرافيا البلاد والقارات ولتقوية القدرة على التركيز والملاحظة. هناك ألعاب معروفة منذ قديم الأزل مثل السلم والثعبان والشطرنج والدومينو والكوتشينة وسكرابل.