fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

وراء كل فرج وتفاصيله قصة

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

مروة رخا تكتب للحب ثقافة: وراء كل فرج وتفاصيله قصة

هل تصدقون أن هناك مصورة فوتوغرافية تروي قصص البشر من خلال تصوير المناطق الخاصة بأجسادهم؟

في كتابها المصور، “الأنوثة – كل فرج وتفاصيله يروي قصة”، تعرض “لورا دودزورث” صوراً متنوعةً للأعضاء الجنسية والتناسلية لمائة امرأة.

ليس هذا أول كتاب مصور لـ”لورا دودزورث”. في كتابٍ آخر، عرضت “لورا” قصص النساء وأثدائهن. عرض وتصوير الثدي ليس في حميمية عرض وتصوير القضيب – الذي صورته في كتابها المصور، “الذكورة – كل قضيب يروي قصة”.

تقول “لورا” إنها قرأت مقالاً عن قطع وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فشعرت بالغثيان، ثم قرأت مقالاً آخر عن فتيات بعمر التاسعة يطلبن إجراء عمليات لتجميل الشفرات، ثم أخيراً قرأت مقال يشير إلى المهبل بالـ”خرم الأمامي”.

هذه المقالات استفزت المصورة لبدء مشروعها التصويري الجديد عن قصص النساء من خلال فروجهن. لا نرى الفرج أو المهبل إلا في أفلام البورن أو أثناء الولادة الطبيعية. لا نرى تفاصيلهم الدقيقة أبداً ولكننا نرى القضيب بوضوح.

قصص النساء في كتاب “الأنوثة” متنوعة من حيث الأعمار والميول الجنسية واللون والتجارب. قد يظن البعض أن الفرج مرتبط فقط بالجنس ولكن نساء “لورا” تحدثن عن أشياء أخرى مثل الحيض، انقطاع الطمث، العقم، الإجهاض، فقدان الجنين، الحمل، الولادة، السرطان!

شعرت المصورة وكأنها “داية” تساعد السيدات على ولادة قصصهن!

تاريخياً، نحن نعرف معلومات قليلة جداً عن البظر والنشوة والمتعة الجنسية. تتقزز الكثيرات من فكرة لمس أو مشاهدة الفرج والبظر والشفرات والمهبل، وتترددن طويلاً أمام فحص طبيب أمراض النساء، أو ممارسة الجنس في النور.

لأن الكثيرات لا يعرفن ما هو الطبيعي، أو غير الطبيعي، في شكل الفرج، قد يشعرن بالحرج أو الرفض. مثلاً، صرحت الجمعية الأمريكية لأطباء التجميل عن زيادة 40% في عمليات تجميل الشفرات ما بين عامي 2015 و2016.

“إذا لم تكوني مثلية الجنس، ليس من المتوقع أن تري فرج نساء أخريات. أما إذا أرادت امرأة ما التعرف على فرجها، فسوف تعاني من ممارسة أوضاعٍ غريبة أمام المرآة، تفتح فيها ساقيها وتلتصق بالمرآة الطويلة في محاولة للرؤية، أو ستأخذ صورة لفرجها بكاميرا تليفونها فتصبح لديها صورة مهزوزة قليلة الجودة”.

هذا الكتاب يفرد، من خلاص صوراً واقعيةً حقيقيةً، أشكال وأحجام الفرج وكذلك اختيارات السيدات فيما يخص شعر العانة. تؤكد الصور أنه لا يوجد “طبيعي” أو “غير طبيعي” – فقط قائمة لانهائية من الاختلافات.

تقول “لورا” إن تصوير الفرج وأجزائه الخارجية يختلف كثيراً عن تصوير القضيب.

“شعرت أن الرجال كانوا يكشفون عوراتهم أمام امرأة غريبة في مساحة من الود والتعاطف. أما النساء، فكن يكشفن عوراتهن ليرونها للمرة الأولى. بعضهن كن يسألن إذا كان شكل أعضائهن طبيعي”.

هذا المشروع التصويري حرر صاحبته من مشاعرها السلبية تجاه فرجها وأجزائه. قبل أن تطلب من السيدات التعري أمامها لتصوير فروجهن، تعرت هي أمام الكاميرا وصورت فرجها. عن تجربتها تقول:

“أتذكر رؤية جرح شق العجان وكيف بدا صغيراً. في رأسي، وكلما تحسسته، كان يبدو كبيراً جداً – هذا لأنني كنت أحمل ذكريات كثيرة ثقيلة لتجربة ولادة طبيعية مؤلمة وصادمة”.

ذات الفرج الأسود

“تتعلم النساء رهبة أجسادهن” هكذا تقول “ذات الفرج الأسود” بعمر 51 ولديها خمسة أطفال.

تعمل هذه السيدة “قابلة”، تساعد السيدات نفسياً خلال الحمل وأثناء الولادة. تقول إنها قضت وقتاً طويلاً أمام فرج سيدات كثيرات. كانت تشاهد المهبل يتسع ويفتح ليخرج منه طفلاً. لكن المجتمع يزرع الرهبة في قلوب السيدات، فيمنعهن الخوف من الحديث عن المهبل أو الفرج وكأن ستصيبهن اللعنات!

مثلما تخفي النساء تعرضهن للأذى أو الاغتصاب، تتحدث الكثيرات عن الولادة بمفردات مخيفة. إذا زرعت الخوف في قلب امرأة ما بخصوص مهبلها وتفاعل جسدها مع الولادة، من الطبيعي أن يتملكها الخوف أثناء التجربة، فتفشل في اتباع إرشادات جسدها، ولا تسمح لمهبلها بالاتساع والامتداد لتلد.

لقد وقعت في غرام فرجي من خلال حضور الولادات المختلفة ورؤية قوة السيدات الداخلية – أياً كان الوضع الذي يتخذنه للولادة. فرجي سحري وقوي الآن أكثر من أي وقت مضى. أثق بنفسي وبجسدي تمام الثقة. لا أسمح لهم بتشكيل رؤيتي لجسدي وعلاقتي به. أنا سيدة سوداء، عمري 51 عاماً، وأعيش في عالم يسلبني مواصفات الجمال – إلا عندما يصبح اللون الأسود موضة.

بعد انقطاع الطمث، أتمنى أن أحتفظ بقدرتي على الاستمتاع بالجنس. أعتقد سأكون أكثر حرية. لقد قررت الاستمتاع بالجنس سواء كان عمري 51 أو 91.

ماذا بعد سرطان عنق الرحم؟

“فرجي يشبه أكواب حلوى الكعكة الوردية” هكذا قالت الناجية من سرطان عنق الرحم بعمر 28 ولم تنجب.

بكل حب تسترجع هذه الفتاة مشاهد الجنس السابقة وتقول إن فرجها يشبه الكعكة الوردية والحسنة الداكنة في داخل فخذها تشبه قطعة الشوكولاتة المنثورة. تتخيل القضيب وكأنه سكين يشق طبقات القطيفة الوردية.

في الرابعة والعشرين اكتشفت أنها مصابة بسرطان عنق الرحم. تم استئصال عنق الرحم والأنسجة المحيطة والثلث العلوي من المهبل. لم يتطلب الأمر علاجاً كيميائياً.

الوقوع في غرام جسدها مرة أخرى احتاج وقتاً طويلاً، ازداد فيه وزنها وقلت فيه أنشطتها. يمكنها الحمل ولكن هناك خطر فقدان الجنين او الولادة المبكرة، وضرورة الولادة القيصرية في الأسبوع السادس والثلاثين.

هناك أيضاً ألم الوصمة، وصمة المرض الجنسي! إذا أصيبت إحداهن بسرطان الثدي أو القولون أو المخ، لا يسألها أحد كيف أصابها. في حالتها، كلما عرف أحدهم أنها أصيبت بسرطان عنق الرحم، كانت تُسأل عن كيفية الإصابة.

يربط الجميع بين هذا النوع من السرطان وممارسة الجنس. كانوا يشعرونها أنها ارتكبت خطأً ما أو أنها مارست الحب مع الكثيرين. بالإضافة إلى الوصمة، كان هناك ألم الانكسار بسبب عدم القدرة على الإنجاب بصورة طبيعية، وعدم الاستمتاع الجنسي بسبب صغر مهبلها بعد الجراحة.

“لقد أخذت وقتاً طويلاً لمسامحة جسدي على خيانته لي في سن مبكرة. للصراحة، لست متأكدةً أني سامحته تماماً”.

قصص أخرى

في كتابها المصور، أعطت “لورا” الفرصة للكثيرات للتعبير عن مشاعرهن تجاه جسدهن وأنوثتهن. هناك من اقتربن من الانتهاء من عقدها السابع وتصف “دلدلة” الشفرات مع تقدمها في السن. تحدثت عن الحركة النسوية في السبعينيات وعن قرار التعقيم الذي اتخذته لمنع الحمل. تتحدث عن تأثير السن على الثدي والبطن والجسد بصفة عامة، وعن تأثيره على الفرج والمهبل والرغبة الجنسية.

 رغم كل شيء، تمارس هذه السيدة إمتاع الذات وتصل للرعشة الجنسية.

هناك امرأة أخرى عانت من فقدان الثقة بالنفس بسبب كبر حجم الشفرات. قررت في عمر الثلاثين أن تخضع لجراحة تجميل لتصغر من حجمهما. تصف الجراحة التي تمت ببنج موضعي وتصف شعورها بالألم الشديد والتورم بعد الجراحة بأسبوعين. أخيراً تصف راحتها النفسية بعد العملية؛ الآن تستطيع أن تسير وتجلس وترتدي البنطلون الجينز بدون الشعور بالشفرات الكبيرة المزعجة.

هناك الفتاة الباكستانية التي يمثل لها الفرج السلطة الأبوية والقيود الدينية وحملات التوعية ضد قطع وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. من الأمور التي وجدتها منفرة، كان الاغتصاب الزوجي باسم الدين، وإلا ستلعنها الملائكة. لا تعتبر نفسها مسلمة ولا تتفاعل مع المجتمع الباكستاني إلا في أضيق الحدود. مارست الجنس وسارت في مظاهرات دعم المجتمع المثلي جنسياً. لاحظت أنه، حتى في مظاهرات الحرية الجنسية يرتدي الرجل أي شيء ويكشف عن أي جزء من جسده، لكن عندما كشفت عن صدرها، رأت نظرات الاستياء.

لا ينبغي أن يكون عري المرأة أكثر إساءةً من عري الرجل.

هناك أيضاً العابرة جنسياً. ولدت ذكراً ولكنها لم تشعر أنها ذكر. تعاليم المجتمع والكنيسة التي ترسم الخطوط الفاصلة بين الذكورة والأنوثة أكدت لها أنها ليست ذكراً. بدأت رحلة العبور بعمر الثانية والعشرين عندما استشارت طبيباً. في الواحد والثلاثين، خضعت لعملية جراحية لتحويل جنسها من ذكر إلى أنثى.

أخذ الأطباء الجلد من القضيب ثم صنعوا البظر من أعصاب رأس القضيب. تم تخييط الفرج في مكانه وصنع المهبل في فتحة بين الشرج وغدة البروستاتا. تم استئصال الخصيتين واستخدم جلد كيس الصفن لصنع الشفرات.

لقد استمتعت بممارسة الجنس كامرأة؛ ممارسة الجنس كذكر كانت مريبة.

لنكن صرحاء، لا أملك مهبلاً حقيقياً. ممكن أن أصف مهبلي بشبه مهبل. كنت أتمنى أن يكون عندي مهبلاً ولكن لم يكن مقدراً لي. سأستمتع بالمهبل التعويضي إذاً. لا يمكنني ادعاء الأنوثة. جسدي مختلف عن أجساد الإناث. تكويني البيولوجي واحتياجاتي ونشأتي كذلك مختلفة. لا يوجد ما يدعو للخجل. أنا امرأة عابرة جنسياً ومتقبلة هذا تماماً.

نساء “لورا” تحدثن عن ممارسة الجنس بعد غرز شق العجان والولادة، ممارسة الجنس وهن سكارى فاقدات الوعي، ممارسة الجنس تحت الضغط، ممارسة الجنس بالإكراه مع أكثر من شخص، وممارسة الجنس مع رجل مشهور مبتز ومستغل.

* هذا الموضوع مترجم بتصرف من حوار أجرته “ليف ليتل” مع “لورا دودزورث” لموقع الجارديان. في الحوار الأصلي، تم عرض صور حقيقيةً من كتاب: الأنوثة – كل فرج وتفاصيله يروي قصة.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”