مروة رخا تكتب للحب ثقافة: لماذا تلعن المرأة محاولات الرجل لإرضائها؟
هل تعرفون ماذا نفعل، نحن السيدات المتوحشات، بمقالات “إنقاذ العلاقة من الملل والفتور” في “الجروبات” السرية والمغلقة؟
تمتلئ المواقع والمجلات بمقالات كثيرة، موجهة للمرأة، تُقدم لها نصائح عديدةً لإنقاذ علاقتها بشريكها من الملل والفتور. لتحقيق العدالة والمساواة، توجد مقالات أخرى، موجهة للرجل، الذي يريد إنعاش الحب وتقوية أواصر العلاقة مع شريكته.
هل تعرفون ماذا نفعل، نحن السيدات المتوحشات، بهذه المقالات في “الجروبات” السرية والمغلقة؟
تتلخص النصائح الموجهة للمرأة في:
- التزيّن والتعطّر والتبسّم في وجه الرجل
- ارتداء كل ما هو قصير ومفتوح ومُغري
- تحضير ما يحبه من طعام
- تهيئة جو البيت ليرتاح ويسترخي
- الإبداع في الممارسة الحميمية والابتكار في الأوضاع
- تلبية نداء الرجل للخروج أو الجنس
- الاستماع له ولشكواه – مع مراعاة عدم إلقاء اللوم عليه في أي شيء مما يَذكر
- الذهاب في رحلة قصيرة، في مكان رومانسي، واستعادة الذكريات
أما المرأة التي تقرأ الاقتراحات الموجهة للرجل “ليُسعدها”.. تلطم!
بالنسبة للنصائح الموجهة للرجل، فهي تُشبه الآتي:
- اعمل لها جلسة تدليك من القدمين وحتى رقبتها ورأسها
- حضّر لها عشاءً مفاجئاً
- اغسل الصحون
- قدم لها هديةً ثمينةً
- اسألها عما تحبه في السرير وافعله من أجلها
- الاستماع لها ولشكواها – مع مراعاة عدم فرض أي حلول عليها
- اترك الأطفال عند والدتك، أو والدتها، أو الجيران، واذهبا في رحلة قصيرة، في مكان رومانسي، لاستعادة الذكريات
- اترك الأطفال عند والدتك، أو والدتها، أو الجيران، وادعوها إلى عشاء رومانسي
يبدو الكلام منطقياً وجميلاً – وقد يكون مفيداً إذا لم يكون هذا الرجل وهذه المرأة زوج وزوجة، يجمعهما بيت واحد وطفل أو أكثر.
في المجموعات السرية، والمكالمات الليلية، و”الجروبات” المغلقة “تسب وتلعن” الكثير من النساء من يكتب مثل هذه النصائح.
“هو مش بيحس على دمه ليه؟”
“دا جِبِلّة … مش شايف غير نفسه!”
“بيعمل كل دا عشان حاجة واحدة بس.. الجنس!”
“مش همّه غير بتاعه القصير!”
“دا طرُبش وفاكر نفسه ماحصلش!”
هل تجد هذه التعليقات صادمة؟ دعني أترجم لكَ ما تشعر به الزوجة التي تتلقي المجموعة الأولى من النصائح.
باختصار، تشعر أنكَ عِبء! أن علاقتها بكَ أصبحت هماً! أما المرأة التي تقرأ الاقتراحات الموجهة للرجل “ليُسعدها”.. تلطم!
الخبرة المكتسبة والحكمة المتوارثة علمت المرأة أن:
- الرجل الذي يُدلّك قدميها وجسدها.. عاوز ينام معها في الأخر.
- الرجل الذي يُحضّر العشاء، أو يغسل الصحون، أو يُسرّب الأولاد.. عاوز “يعمل واحد“.
- الرحلة الرومانسية.. برده عشان الراجل عاوز جنس.
- الهدية الثمينة لها ثمن.. برده الست هتدفعه في السرير.
- حتى الاستماع لها ولشكواها هينتهي بحضن وأشياء أخرى.
تشعر المرأة بأنها إذا تقبلّت “اللطافة” التي يقدمها الرجل، عليها “التوجيب” معه في الفراش.
لم تعتد الكثيرات على تقبّل الهدايا والاكتفاء بتقديم الشكر مع ابتسامة.
الآن، وقد حكيتُ لكَ، عزيزي الرجل، ما يُقال عنك في مجالس النساء، دعني أقدم لكَ نصائح “من الأخر” لاستعادة حب واحترام شريكتك.. الحب والاحترام هما مفتاح العلاقة الملتهبة التي نصبوا إليها جميعاً.
النصيحة الأولى: انظر لها!
انظر لها وهي تتألم عندما تجلس أو تتقلب أو تقف.. هل رأيت لمحة الألم على وجهها؟ انظر لها وهي مَحنية تُرضع طفلك، أو محنية تقرأ له، أو محنية تعلمه.
انظر لها جيداً وهي تتحرك كالإنسان الآلي في المنزل؛ تنظف هنا وتطبخ هناك وتنشر بالخارج. انظر لها منكبة على اللاب توب تعمل. انظر لها ذاهبة إلى عملها وعائدة منه.
انظر لها وهي تتنقل بين النوادي والتدريبات والأنشطة مع أطفالك.. كل يوم.. أكثر من مرة في اليوم.
انظر لها مرة أخرى واسأل نفسك.. هل تفكر هذه المرأة بالجنس؟
النصيحة الثانية: أخلص النية!
قل لها إنك تريد أن تخفف من آلامها واعرض التدليك أو المساعدة المنزلية. وضّح أنكَ تُحبها ولا تريد منها أي مقابل.
حررها من ثِقَل الجنس في نهاية السهرة أو الجنس بعد العزومة أو الجنس بعد الهدية.
حررها من الحاجة إلى “رد الجميل”.
النصيحة الثالثة: لا تُسرّب العيال!
بدلاً من رمي عبء الأطفال على شخص آخر، وترك زوجتك تحمل هم أكلهم وشربهم ونومهم ولبسهم وتصرفاتهم وقائمة الممنوعات والمسموحات والقواعد التي سيتم خرقها، احمل عنها هذا العبء.
- ساعدها مادياً – لا تتعجب.. الكثيرات هنّ المُعيلات!
- ساعدها في أخذ فلان للتمرين وأخذ علان من الدرس وتوصيل ترتان إلى النادي.
- ساعدها لتجد وقتاً لنفسها.. هي في أمس الحاجة إلى وقت وحدها.. تقضيه كما تشاء.
- ساعدها في الدراسة والتعليم والأنشطة الخاصة بالأطفال.
- اشكرها كثيراً.. اشكرها لأنها لم تستسلم للرغبة في التقوقع على نفسها، تحت غطائها، في سريرها، خلف بابها المغلق.
“وياكش يولع البيت بالعيال عالراجل”.
النصيحة الرابعة: بلاش غباء!
لا تسألها، كل شوية، “مالك؟”
راجع النصيحة الأولى ستعرف ما لها وما بها. فكّر! ضع نفسك مكانها! تخيل كيف كان يومها!
إذا كان من الضروري أن تسأل لتعرف، كن مُخلصاً في سؤالك وكن صبوراً وحاول أن “تركز في اللي هي بتقوله”.
النصيحة الخامسة: لا تزيد الطين بلّة!
لا ينقصها حمل هم رضاءك أو طعامك أو مزاجك أو بوزك أو “بتاعك“.
عندما تستعيد توازنها وتلتقط أنفاسها وتنام ملء جفنيها، ستجدها أجمل. عندما تشعر بحبك واحتوائك وتفهمك، ستجدها مشتاقةً لكَ. عندما تتخفف حقاً من الأعباء التي أثقلت ظهرها، ستستعيد رغبتها الجنسية وثقتها بنفسها وبكَ وبالعلاقة.
في النهاية، لكل قاعدة استثناءات، وهناك من النساء من هنّ راضيات تماماً بالنصائح الموجهة لهن ولأزواجهن في بداية المقال. إذا كنتَ تشعر أن زوجتك جاحدة غير راضية، هي، إذن، ليست استثناءً للقاعدة.