أحدنا متدين والآخر ملحد: هل تنصحيننا بالزواج؟
“نحن اسمياً من نفس الدين ولا يوجد توافق ديني بيننا. هل اتزوجه؟”
عزيزتي المتخوفة من ضعف عقيدة حبيبك،
عند ميلاد الطفل، تشترط بلدان كثيرة عند قيده واستخراج شهادة ميلاده، كتابة ديانة الأم والأب وبالتالي تحديد وكتابة ديانة الطفل.
يكبر هذا الطفل وقد تحددت ديانته مثلما حدد أهله اسمه. في الحالتين لم يختر هذا الطفل الاسم الذي سيعيش به أو الديانة التي سيعتنقها.
وفقا لقناعات الأم والأب والمجتمع ينشأ الطفل ويتربى ولكن مع الوقت يكبر الطفل ويصير شابا مفكرا وقد يبدأ في البحث عن انتماء عقائدي أخر. هذا جزء من رحلة الإنسان وهذا اختيار كفلته له جميع الأديان السماوية أو الأرضية البشرية – حق الاختيار.
لهذا بالفعل قد تقابلين رجلاً من نفس دينك “على الورق” ولكن هو اختار ألا يتبع تعاليم أو أركان هذا الدين. الكثير من الأشخاص – رجالاً او نساء – يخفون حقيقة معتقداتهم خوفاً من الاضطهاد الذي قد يصل إلى السجن أو القتل وهناك من يصرون أن يصارحوا من سيشاركهم حياتهم بحقيقة هذه المعتقدات.
ما أحاول أن أقوله أن هذا أمر شائع منذ قديم الأزل ولكنه يندرج تحت بند المسكوت عنه.
إذا كان حبيبك غير مؤمن ولكنه لا يعتبر الدين أو الإلحاد قضية شخصية، ولن يفرض عليك آراءه ولن يفرض على أولادكما أفكاره ولن يسفّه من دينك وتعاليمه، يمكنك أن تتزوجيه. الكثير من الكتاب المبدعين تزوجوا من متدينات وأنجبوا ولم يواجه أحد مشاكل لأنه لم توجد مساحة للصدام او الاحتكاك.
إذا كنت مؤمنة أن هذه الزيجة “حرام” لأنك تزوجت من “كافر” فلا تدخلي في هذه المتاهة من البداية. لا تحاولي إقناعه أو الضغط عليه.
إذا كان حبيبك نفس الحالة السابقة ولكنه سيشجع أبناءكما على الذهاب في رحلة بحث خاصة بهم لتحديد معتقداتهم، وإذا كنت تشعرين بغصة في حلقك من هذا الأمر، وترفضين أن يكون ابنك على غير دينك، لا تتزوجي هذا الشخص.
تذكري أنه لا توجد ضمانات في هذه الحياة وقد ينشأ المؤمن في بيت ملحد أو العكس.
إذا كان الدين يشغل حيزاً كبيراً من نقاشاتكما وبسببه تختلفان كثيراً، وإذا كنت تشعرين أن هذا الرجل، أخلاقياً، لا يليق أن يكون أباً لأبنائك – الأفضل ربما أن تنهي هذه العلاقة.
لكل شخص خطوطه الحمراء ومواضيعه غير القابلة للنقاش ومقدساته التي لا تمس من قريب أو بعيد … إذا كان هذا شعورك تجاه الدين فلا تتزوجي بشخص ينتمي لدينك على الورق فقط.