أحلم بالهروب من مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
لو سمحتى انا عندى مشكله هحكيها باختصار انا عندى 28 سنة اتخرجت من الكلية من 2007 ومش اشتغلت ولا حاجة وحاولت اشتغل بس مش كنت بتوفق ومعظم اصحابى هما كمان محدش اشتغل منهم الا واحدة بس وبالواسطة وكدا واول ما اتخرجت فضلت سنين اعدة فى البيت مش بعمل اى حاجة مفيدة غير انى اخدت شوية كورسات كدا مش استفدت منها حاجة لانها كورسات على ادها لانى عايشة فى مدية مش كبيرة مش مركز حتى وبعدين من تلت سنين رجعت ادرس تانى وعملت دبلومات وتمهيدى ماجستير وبحضر انى اكمل ماجستير ان شاء الله لو ربنا وفقنى بحلم انى اسافر واعيش برا مصر واتعلم لغات واشتغل اى شغل كويس ... انا اصلا كنت وانا صغيرة عايشة برا مصر مع عيلتى ورجعنا وانا فى الابتدائى وبعدين ولدى اتوفى وكان فى فرق فى مستوى عيشتنا برا وفى مصر ومن يوم ما رجعت وانا اصلا مش متاقلمة على العيشة هنا يمكن لانى رجعت على مدينة صغيرةمعرفش مش هتفرق ودلوقتى مبقتش قادرة اعيش فى مصر يعنى وبقيت اكتر كمان كارها العيشة هنا مع كل اللى بيحصل فى البلد .. المهم يعنى مشكلتى انى من ساعة ما اتخرجت لغاية دلوقتى كل ما يجيلى عريس ببقا كارهاة بجد مش طايقاة غصب عنى معرفش لية والله بحس انى هموت لو اخطبتلو او هغرق فى بحر مش هعرف اطلع منه .. انا بردو كنت اتخطبت زمان وانا فى تالتة كلية لواحد مش موافقة علية بس اهلى اعدو يضغطوا عليا لغاية ما وافقت وكنت بردو بكرة ومش بطيقو معرفش لية مع انه انسان كويس فى نظر كل الناس وبالنسبالى كان شخص طيب واهله ناس كويسين بس مشاعاوزاة بكرهو المهم مسكتش وفضلت لغاية ما فسخت الخطوبة وطبعا كل الناس كانت ضدى مش مهم وفاتت خلاص الحمد لله لان الكلام دا كان من زمان اوى .. مشكلتى هى من ساعة ما ااتخرجت لغاية دلوقتى والله العظيم دا اللى بيحصل ببقا مش طايقاة العريس وحاسة بالتعاسة والهم والحزن انى هوافق واهلى طبعا تبتدى المشاكل والخناقات بينى وبينهم مامتى واخواتى والزعيق والخناق وبردو كن بصر على راي وارفض وصراحة اوقات كنت بياس من كتر الضغط واكون هوافق وربنا يكرمنى من عندو ساعات هو العريس يطفش ويغير راية وساعات هما كانو يعرفوا حاجة عنة مش كويسة فيرفضوة وكنت بحمد ربنا مش بزعل لانى مكنتش ببقا عاوزاهم بس كنت بزعل على المشاكل اللى حصلتلى اوالكلام اللى سمعتو وسم بدنى ...زمان طبعا كنت اصغر جالى عرسان كتير اوى مش علشان اانا فظيعة مثلا ولا مفيش غيرى فى الدنيا بس كان دا اللى بيحصل دلوقتى لما كبرت لا طبعا عرسان اقل بكتير لانى كبيرة فى السن فى نظر النااس طبعا مع انى شكلى صغير بس مش هتفرق لان الناس بتحسسنى انى 52 سنة ياه معقولة كل دا متجوزتيش يا هما العرسان انتصور فى نظرهم وكلام قرف من دا بقا واكيد طبعا كل اللى ادى اتجوزوا وخلفوا وعندهم تلت ولاد الاصغر شوية ولد واحد بس وطبعا الناس لازم تحرجنى بالكلام فى اى موقف من المواقف الاجتماعية .. انا اكتئبت فترة من تلت سنين وروحت لدكتور نفسى وكان بيكتبلى ادوية علشان الاكتئاب دوا زى مهدا بالليل كدا يساعد ع النوم مكنتش بنام خالص ودوا بالنهار وادوية تانية مش فاكرة اية هى وفضلت متابعة معاه يجى سنة بس حسيت نفسى زى ما انا زهقت وبطلت اروح .. انا زهقت ومليت من الدنيا مفيش حاجة عاوزاها مش عاوزة اكلم حد ولا اشوف حد يا ريت لو كان عندى جرأة حتى انتحر وطبعا كالعادة دلوقتى جايلى عريس واهلى موافقين وانا مش عاوزاة ولا طيقاة ومش شايفة ان دا الشخص اللى نفسى اكمل معاه حياتى ولا دا شكل حباتى اللى انا عاوزاة ولا متقبلاة ولا طايقاة وجة مرة واحدة واعدت معاه وزهقت وطهقت فى الساعتين اللى اعدهم اوف مش شبهى ولا دماغو زى دماغى ولا فى ميزة ولا حتى شكلة مستريحالو طبعا انا اصغر واحدة فى اخواتى وكلهم متجوزين وعايشة مع ماما وكانت لسة تعبانه وفى المستشفى وخرجت من اسبوعين وواخواتى سمعتهم بيتكلمو يقولوا تتخطب غصب عنها ومحدش يسال فيها كلهم رايهم كدا ما عدا اخويا قال لا مينفعش غصب عنها يعنى ترجع تتخطب وتفسخ ومينفعش فى سنها دا تفسخ تانى اصلا ولا تجوز وتتطلق وماما تعد تقولى اناهموت ومش هتلاقى حد تعيشى معاه ولا خليكى لما يجيلك واحد كزا او كزا مواصفات وحشة انا بكرها يعنى انا زهقت ومليت ومش عارفة اعمل اية مش دى حياتى وانا حرة فيها هو لازم يعنى كل الناس تسم بدنى بالكلام ابتداء من اهلى ومرورا بقرايبى واصحابى ولا حتى الناس اللى بتعامل معاها فى الكلية لما تعرف انى مش مخطوبة ولا متجوزة وعندى 28 انا مش عارفة اعمل اية ويا ريت حضرتك تقوليلى حل اعملو ويا ريت متقوليلش انتى كمان وافقى على عريس الغفلة دا وانا وبالنسبة للتدين اانا والله بصلى وبصوم اوقات اتنين وخميس وبتصدق لما بيكون معايا فلوس من مصروفى لانى مش بشتغل وبذكر ربنا طول الوقت علشان احس بالطمأنينة .. انا تعبت وزهقت ونفسيتى تعبت وحاسة بقلة الحيلة ومش عاوزة اهلى يزعلو منى ومش عاوزة اتخطب غصب عنى واعيش اللى عيشتو تانى وعارفة انى فى دايرة الناس اللى حواليا اللى بيقول دى مغروروة ومش عاجباها حاجة واللى بيقول دى هبلة واللى بيقول خليها اعدة كدة .. انا بدعى ربنا والله بس مفيش حاجة من دعايا اتقبلت لسة وساعات بقول هى حياتى متقفلة كدا لية لا شغل ولا نجاح فى حاجة ولا حب ولا جواز ولا اصحاب كويسين ولا سفر ولا اى حاجة يا ريت حضرتك تساعدىينى برايك بسرعة .. ميرسى مقدما
عزيزتي التائهة في مصر،
لقد قرأت رسالتك بتأني ووجدت فيها ملخص لحياة الكثيرات ممن هن في مثل عمرك أو أكبر أو أصغر. في ردي عليك سوف أتحدث عن عدة نقاط:
-
الدراسة الجامعية ومتطلبات العمل -
تجميع الكورسات -
حلم الهروب من مصر -
أهداف الحياة -
الأهل والمجتمع والزواج
للأسف في مجتمعنا اليوم يدخل الطلبة الجامعة لمجرد أنها مجانية ومتاحة ومن متطلبات الوجاهة الاجتماعية والوظيفة. لا تحدد مواهبك أو قدراتك أو رغباتك أو فرص عملك في المستقبل نوع دراستك الجامعية لأنك تدخلين الكلية التي يسمح بها مجموعك فقط! قد تقضين أربعة أعوام من عمرك تدرسين التجارة دون فهم أو شغف أو تطبيق وتتخرجين لا تفقهين شيء عن المحاسبة ولا تجدين وظيفة لأنك واحدة وسط الملايين الذين يحملون مؤهل لا يؤهلهم لشيء.
يبدأ بائعي وهم التنمية البشرية السحرية بالتلويح لك بأعلام الكورسات التي سوف تضمن لك الوظيفة والدخل والسعادة ولأنك يائسة في فقاعة الفراغ تبدئين في جمع الكورسات كمن يجمع الطوابع التذكارية. تستيقظي كل يوم بلا هدف وتسيرين في طرقات بلا اتجاه وتنتهين في نفس النقطة التي بدأت منها عند انتهاء دراستك الثانوية.
تراودك أحلام اليقظة بالهروب من مصر التي قبرت أحلامك وطموحك ولكن أين ستذهبين؟ هل تتقنين اللغات؟ هل لديك أي خبرات عملية في مجال مطلوب دوليا؟ هل تفوقت في أي مجال؟ هل نبغت في أي شيء؟ هل لديك أموال كثيرة وفيرة فائضة تؤهلك للهجرة؟ إلى أين ستذهبين وماذا ستعملين وبما تتميزي عن الأخرين؟ للأسف كلها مؤشرات سلبية تنبئك بالضياع وعدم المزيد من الإحباطات.
اليوم أنت بدأت رحلة الدراسات العليا ولكن ما هي الإضافة الحقيقية التي سوف تضيفها هذه الشهادة الجديدة لك؟ هل ستؤهلك للتدريس في جامعتك أو في جامعة خاصة؟ هل هي من متطلبات وظيفة تحلمين بها؟ هل ستؤدي إلى تحسن في دخلك؟ هل هي من متطلبات الهجرة؟ هل أنت مستمتعة بالدراسة؟ هل تتعلمين حقا؟
ثم تأتي القشة التي تقصم ظهر كل فتاة في مجتمعنا هذا! الزواج! بدون رجل أنت لم تحقق شيء! لا يهم إذا كان الزواج من أحلامك أصلا! لا يهم إذا كنت لا ترغبين في الإنجاب! لا يهم إذا كان قلبك وعقلك متعلقين بأحلام أخرى! يمارس الأهل ضدك كل أنواع الابتزاز العاطفي والنفسي حتى ترضخين! مقطوعات الشعور بالذنب تعزف على أوتار الدين والعقوق وحقوق الأهل والبر وكلام الناس والوحدة والفشل الذي يتربص بك في كل ركن في هذا البلد!
الخروج من هذه المصيدة المحكمة يتطلب شجاعة كبيرة وصبر كثير وإرادة قوية وهدف واضح! هذه هي الخطوات:
-
حياتك تمثل مدتك الزمنية على كوكب الأرض ومن حقك أن تختاري كيف تريدين قضاء هذه الفترة! ليس من حق أحد تقرير مصيرك أو اتخاذ قرارات بالنيابة عنك. -
والديك عاشا حياتهما واتخذا قراراتهما وتحملا عواقب هذه القرارات. قد يكونا سعداء وقد يكونا تعساء ولكن هذه ليست مشكلتك! -
إذا تزوجت وأنت غير مستعدة للزواج لن تزداد حياتك إلا سوء وإذا أنجبت وأنت غير مستعدة للإنجاب سوف تحيطين نفسك بأشخاص تعساء يضيفون إلى تعاستك. -
عليك بتحديد هدف واضح واحد لحياتك. لا تبن الهدف على أوهام وأحلام اليقظة! ابن هدفك على أساس نقاط قوتك ومواطن شغفك بالحياة! عليك أن تعرفي نفسك حق معرفة! -
لا تضيعي وقتك في أي شيء لا يخدم هدفك! -
لا تستمعي إلى أي رأي يبعدك عن هدفك! -
تذكري أن هذه حياتك وحدك وأن الناس لن ينفعوك بشيء! -
دافعي عن حقك في الحياة ولا تقبلي الوأد وأنت حية!
