حمل كتاب حنان سعيد مجانا
امرأة لا أحب ان ألقاها
الشاعر والناقد السكندرى محمود عبدالصمد زكريا
كلما قرأت للأديبة / حنان سعيد أجدني مأخوذا ً إلي حالة ِ استغوارٍ أتقصي خلالها المخبوءَ في أعماقها ؛ فأتجسدُ غزارتها ؛ وأستشعر تغلغلها حيث تدحرجني بخيالها الشاعري الخصب إلي عوالم وفضاءات يشف فيها دورق الجسد فيتباهي معدن الروح في أسمي تجلياته
لغة ٌ شديدة الدسامة ؛ عميقة الغور ؛ شاسعة الفضاءات الدلالية تؤكد انفساح الكتابة الإبداعية إنفساحا ً بلا حدود. تلوّح إلماحا ً دون فجاجة بالهم الجسدي
كتابة تؤكد بانسيابيتها وإيقاعها أن الإبداع القصصي ليس مجردَ إشباع ٍ لرغبة ٍ مكبوتة ٍ؛ أو اختزال لفترة زمنية انهزامية ٍ محدودة ٍ ؛ بل إشراقة ٌ يبدأ من خلالها الصدام ُ ضد كل ما هو خارج الإطار الإنساني – الأخلاقي الفطري للبشر- , فكل ما تشعره أو حتى تعايشه الكاتبة في حياتها وتعاملها مع الآخر ربما محض سكون ورتابة بعيدا عن العراك الحقيقي كما عند لحظات الكتابة الإبداعية , حين تجيّش المبدعة كل حواسها ضد رياح وأعاصير أكثر قتامة وعنفوانا لتتحدي الغياب والآخر, إنها مواجهة الاستماتة مع الموت
الأديب الفلسطينى :غريب عسقلان
تدخل حنان سعيد الأنثى في أتون اختبار الذات من خلال مرايا الآخر/ الرجل. تحاول جاهدة الإمساك بطيفها الحقيقي، من خلال استقصاء حالات الانبهار والانكسار والانهيار، معتمدة في ذلك على جملة قصصية مقننة، ومعرفة متعددة الآفاق، وحضور لافت عند لحظة الخلق، وحذر دائم من مراوغة القصة القصيرة حتى لا تقذف بها مثل الكثيرين إلى هوامش الحكاية وهي الراغبة كل الرغبة في الدخول إلى بؤرة انصهار الفن والحياة وصولاً إلى الكشف/ الاكتشاف.. لذلك لا يشغلها كثيراً تأطير الزمان أو تحديد المكان، فالزمان نفسي معنوي والمكان فضاء الذات المنفلت من أسر الأمكنة التقليدية.. أعتقد أن حنان سعيد لا تغض الطرف عن سؤال إجابته معلقة، لذلك نراها دائمة الاشتباك معه.. مدفوعة إلى ذلك بمئات النساء الساكنات فيها.. تراوغ بوعي المكتشف لنزع الطبقات الصدئة عن لؤلؤة تشع الحقيقة. والحقيقة عند الكاتبة، أن المرأة تتوهج بالحب، وتعلن عن سحرها في العطاء، ولذلك مازالت تستقصي ذاتها (كحالة) مؤمنة أن عوالم المرأة تستحق الكثير وأن الوقوف على حقائقها يعني ولوج الحياة من بواباتها الحقيقية.
You must be logged in to post a comment.