fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

كرسى الاعتراف عند مروة رخا – تلقيح صناعى

من ساعة ما دخلِت من الباب و أنا مش قادرة أتلم على نفسى. معقولة فى واحدة الخالق الناطق أنا؟ لأ ..لأ مش شكلها و لا ملامحها … أنا باتكلم عن روحها … نبرة صوتها … الحدة اللى فى عينيها … القوة اللى فى جسمها الضئيل … ابتسامتها … حركة أصابعها فى شعرها … يا ربى حتى ريحيتها … أنا مش مصدقة! دى أنا! حاولت الملم أفكارى المشتتة و قلت لها:

"أنا حاسة إنى أعرفك من زمان"

ردت بنبرة أنا عرفاها كويس و قالت:

"مش المفروض ان أنا اللى أقول لك كدة لما أحس انى ارتحت لك و انى مستعدة أفتح لك قلبى؟"

يا دى اليوم اللى مش فايت … نفس ردودى … نفس طريقتى … ابتسمت و طلبت منها تبتدى الحكاية. بصيت لى و كأنى باصة فى المرايا و قالت:

"أنا عندى 36 سنة و مش متجوزة و مستقلة من زمان و ناجحة فى حياتى العملية و ناس كتير بتقول عليا جذابة و …"

و كأنى فى فيلم و صدى صوتها بيبعد تدريجيا ليحل محله صوت عقلى بيقول لى ان الست دى أنا كمان سنتين لو لسة ماتجوزتش. حاولت أخرس صوت العقل و أركز مع الضيفة اللى خدت بالها انى مش معها خالص

"انا اسفة … شكلى جيت فى وقت مش مناسب"

"لأ لأ خالص .. أنا مرهقة شوية بس أرجوكى كملى"

"طيب .. أنا مش هطول عليكى … أنا لا جاية أشتكى من حبيب هجرنى و لا من راجل مش طايلاه … أنا فعلا مش حاسة ان فى راجل ينفع لى. أنا واحدة عادية جدا لكن الرجالة بتتعامل معايا كأنى نجمة فى السما … أخر علاقتهم بيا الإعجاب و الإنبهار و بس. قصره! مش هو دا الموضوع … أنا خلاص اتعودت على عدم وجود راجل فى حياتى لكن أنا محتاجة طفل!"

"ازاى يعنى؟"

"ايوة! أنا تقبلت نصيبى بصدر رحب و بطلت أحلم بالفارس و الحصان و الفستان الأبيض … لكن أنا عايزة أكون أم … أم لطفل من بطنى مش لكلب لولو و لا لطفل بالتبنى و لا لأولاد أخواتى … أنا عايزة أحمَل و نفسى تغم عليا و أتعب و أتخن و أتبهدل فى الولادة و أكتئب بعد الولادة و ليلى يتقلب نهار و وأوأة و بامبرز و مصاريف و مسؤولية … و بيبى … انت عندك أولاد يا مروة؟"

بصعوبة بالغة تحكمت فى بحة صوتى المذبهلة و لجلجة لسانى الفاضحة و رديت بالنفى. هى الست دى طلعت لى منين؟ هو أنا كنت ناقصة؟ هى ازاى شبهى كدة؟

"انت أكيد بتقولى عليا مجنونة. بس أنا فعلا بافكر أسافر برة و أعمل عملية تلقيح صناعى و أرجع حامل فى طفل من أب مجمد لا أعرف أصله من فصله. و هاكتب البيبى بإسم عيلتى. و مش فارق معايا ولد و لا بنت و لا كلام الناس الجهلة … أهم حاجة انه يكون طفل سليم … أنا كبرت و كل سنة بتعدى مش هتصغرنى و كل شوية فرصى فى الأمومة بتقل و فرصى فى انجاب طفل سليم و صحى بتقل … رأيك إيه؟"

لأول مرة فى حياتى أرد رد أنا نفسى مش مقتنعة بيه و سألتها

"و الناس؟"

"ناس مين؟ مين الناس دول اللى هيتحكموا فيا و فى حياتى و فى مصيرى؟ هينفعونى بإيه دول لما أعيش و أموت من غير ما أفهم يعنى إيه أمومة؟ هو احنا هنعيش كام مرة؟ و بعدين إيه اللى انت بتقوليه دا؟ أنا لو كنت أعرف انك بتفكرى كدة لا كنت جيت لك و لا كنت ضيعت وقتى اصلا! ناس؟ ناس يا مروة؟ انت اللى بتقولى الناس؟ يعنى برامجك كلها كذب؟ مقالاتك كذب؟ ردى عليا!"

بصوت أضعف من الضعف قلت لها:

"أنت قوية و تستحملى كلام الناس لكن ابنك أو بنتك هيعملوا إيه فى الناس و أسئلتهم و لسانهم و نظراتهم؟ ليه تحكمى على طفل بالشعور بالنقص؟ انت أكتر واحدة عارفة ضريبة الاختلاف عن القطيع"

هزمت أنوثتها عندما خاطبت أمومتها … انصرفت كما تنصرف الأشباح و الأرواح الهائمة … كلامها صدمنى … مش لانه غلط و لا حرام و لا غير مألوف … أنا اتصدمت لان أنا كمان كنت بافكر فى الموضوع دا … و أجلت قرارى لمدة سنتين … لما يكون سنى 36 سنة!

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”