مافيش فايدة فى أى حاجة و لا فى أى حد!
أنا مش مكتئبة و لا حتى متضايقة … بالعكس … أنا مبسوطة جدا و عايش مرحلة من أجمل مراحل حياتى كأم لآدم
و مش متشائمة و لا لابسة نضارة سودا .. اللى يعرفونى شخصيا عارفين انى مبتهجة مبهجة مبهججة!
الموضوع ببساطة أن القطر عدى عليا رايح جاى – على رأى عمتى – و تقدروا تقولوا كدة انى شفت كتير و فاض بيا من النفس البشرية المسرطنة!
لما قامت الثورة – و لحد ما مبارك اتخلع – و أنا كنت فى حالة نشوة مراهقة من بتوع عم والت ديزنى … غصب عنى تخيلت النهايات السعيدة و التبات و النبات و الفارس أبو حصان أبيض اللى هينقذ البلد و السكان و هيتشال على الأكتاف … هلت عليا أطايف رومانسية طفولية و تخيلت ان الفساد هيغور و ان البلد دى هتقوم و تقف و تطير ولا أجدعها سوبر مان!
امتلئ قلبى بالتفاؤل و التسامح و الحب و الاطمئنان على مستقبل الواد بدل ما ألف بيه على بلاد العالم هربا به من مقبرة الابداع و الحرية!
و مرت الأيام و ليالى طويلة قدام تويتر و الفيسبوك … و فقت … رومانسية اللحظة تبخرت و اصطدمت بالواقع .. الفساد فى كل حتة يا بشر! الفساد مش فى مبارك و لا الكام وزير و رجل أعمال اللى فى السجن … الفساد فى الجينات … العطن و العفن و العطب فى الـ DNA
و رجعت أشوف البشر حيوانات … مرة كنت فى شغلى فى الفندق العريق المرموق و كان فى اجتماع ما بين المدير العام الخواجة و كل مديرين القطاعات و الأقسام و فجأة لقيت عم محمد الخباص و سحنته قلبت على فار و طقم الموافقون ابتدوا يمأمئوا زى الخرفان و كان فى واحد معارض فاهم و على حق سمعته بيزأر و بعدين أخد جنب و ابتدى يلعق جراحه بعد ما اتهش بعيد. وفى الحمار أبو عنين مطفية و فى نطاط الحيط اللى بيلعب على كل الجبهات.
الجشع و حب السلطة … حب السيطرة و التدخل فى شؤون الغير … امتلاك الحقيقة المطلقة … القهر عند المقدرة … الفهلوة و اللعب بالتلات ورقات … كل دى صفات الناس اللى صوتهم عالى فى الفندق و التليفزيون اللجنة و الحزب و الكومباوند و البلد و الدنيا كلها!
كل ما هيتجمع شوية ناس فى أى مكان هيعملوا كدة فى بعض … كل ما هيتجمع شوية ناس فى مكان واحد هتلاقى فيهم اللى عايز يعمل زعيم بالعافية و اللى عايز الناس تختاره زعيم بدل الزعيم و اللى منفسن على الزعيم الحالى و أى حد مرشح يبقى زعيم و اللى شايف الحق و ايده مش طايلة تنصره و اللى عايم على وش الفتة و طالع نازل مع الموجة و اللى مش فارقة معاه و اهى أيام و بنعيشها! هتلاقى اللى عمل الدين كنيته و لسانه و اللى عمل العلم و العقل لعبته و مواله و اللى عمل زى آسر ياسين فى رسائل البحر – بيتهته قدام الناس لكن بينه و بين نفسه مش بيتهته!
كلمة جانبية بينى و بين نفسى: يا ريتنى ما سكنت فى كومباوند .. يا ريتنى عملت زى أحمد مظهر!
You must be logged in to post a comment.