سؤال يحيرني: زوجي يضربني … ماذا أفعل؟
انا صيدلانية ومتزوجة وعندي طفلين. زوجي يضربني، وحبسني في الأوضة وحاول خنقي. ما كنتش عارفة استنجد بحد ولا أقاوم علشان ميزودش.
المهم دلوقتِ انا عاوزة اتطلق، بس خايفة حد يقول: “انتِ عملتِ ايه علشان توصليه لكده؟”. أنا رافضة تماماً السؤال ده. بعد الخنق والضرب على جسمي ووجهي، وإلقاء الماء عليّ، جاء أهله وتدخلوا وطلبوا مني أن أصالحه بسكوت دون أن أخبر الناس ورفضوا أن يتدخل أهلي. وبعد كل هذا: هل طلب الطلاق حقي ولا دي رفاهية مني؟ وهل انا كده “بتبتر على العيشة الحلوة” لأنه “مثلما ضربني هناك حاجات حلوة هو عملها مش كله وحش”؟. على فكرة، انا مش موافقة عالكلام ده، بس بقول اللي الناس هيقولوه. كنت عاوزة اقول لحضرتك انه بعد ما أهله غادروا، قال لي: “أنا عايزك النهار ده ف السرير” وأنا رفضت. مش هينفع طبعاً وانا في سابع نومة من الضرب أن ألبّي مثل هذا الطلب. وكان جوابه: “لازم تعملي حاجة تقرّبنا من بعض”…أنا متحيرة: هل اولادي ممكن أن يلوموني في يوم من الايام؟”
عزيزتي الزوجة المضروبة!
كتبت لكِ رداً يحثك على الطلاق ثم حذفته!
منذ خمس سنوات أرسلت لي زوجة رسالة مشابهة ونصحتها بالطلاق والحفاظ على كرامتها وتربية أولادها بعيداً عن هذا الزوج العنيف. نصحتها بتركه فوراً والاحتماء بأهلها والبحث عن عمل وتربية أبنائها في بيئة صحية حتى لا تختزن ذاكرتهم صور العنف بصف عامة والعنف ضد المرأة بصفة خاصة. كتبت لها أسطر عديدة تشد من أزرها وتقوي من عزيمتها وكان هدفي هو أن تشعر بآدميتها المهدرة وتثور على وضعها كحيوان في الأسر وتستغل كل أدواتها لتبدأ من جديد.
وضعت لها خطة الهروب من سجن الزوج الغاشم وساعدتها على ترتيب أفكارها والكلام الذي ستقوله لأهلها ثم شجعتها على البحث عن وظيفة مناسبة وتطوير مهاراتها بالدورات التدريبية ونصحتها بعدم التفكير في زوجها وغضبه لأن القانون في صفها والزوج الذي يضرب زوجته أم أبنائه لن يدافع عنه أحد. أرسلت رسالتي وابتسمت لأني تصورت أني حقاً قدمت المساعدة لزوجة وأم عانت بما يكفي!
بعد عام من تلك الواقعة، قابلت صاحبة الرسالة صدفةً، ولم أكن أعرفها وجهاً لوجه سابقاً! عرّفتني بنفسها، وذكّرتني بتفاصيل ردّي عليها، ثم نادت على أطفالها الثلاثة لتعرفني عليهم، وأشارت من بعيد إلى رجل جالس تحت المظلة.
قالت إنه زوجها وأبو أولادها! التقت نظراتنا، وقرأت في وجهي الدهشة، وفي صمتي عتاب على تهاونها في حق نفسها. أجابتني دون أن أسأل بأن الطريق كان صعباً، وأن نصيحتي لها أكدت لها أن مكانها هو في بيتها مع زوجها وأبنائها.
قالت لي أنها لن تقدر على مواجهة الحياة كمطلقة، وكأم تعول ثلاثة أبناء، وأنها لا تقدر على مشقات حياة المرأة العاملة ومسؤوليات تأسيس بيت لوحدها.
سألتها عن "الضرب" والإساءة المعتادة في مثل هذه الزيجات، فأجابت أنها تبكي تارةً وتخاصمه تارةً، ولكنها لم تتركه! "النصيب كدة" هكذا قالت قبل أن تعود لتجلس تحت المظلة.
أنت يا عزيزتي أدرى بنفسك وبظروفك! يمكنك أن تعملي بنصيحتي لتلك الزوجة أو أن تتعايشي مع “عيب” زوجك وتكفَي عن الشكوى!