سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ30
كيف يستخدم نهج المونتيسوري في تنمية القدرة على التركيز؟
في بداية الحديث عن القدرة على التركيز في الأطفال أود أن ألخص متوسط معدل التركيز في مراحل مختلفة من عمر الطفل؛
ما بين 8 و15 شهر يسهل تشتيت انتباه الطفل ولا يمكنه اللعب بلعبة واحدة أكثر من دقيقة!
ما بين 16 و19 شهر تكثر حركة الطفل ولكنه يستطيع إتمام نشاط لا يستغرق أكثر من دقيقتين أو ثلاثة على الأكثر!
ما بين 20 و24 شهر يسهل على الطفل التركيز في نشاط معين ما بين ثلاثة وستة دقائق – الأصوات تشتت انتباهه في هذه المرحلة!
ما بين 25 و36 شهر تزداد قدرة الطفل على التركيز لتصل إلى خمسة أو ثمانية دقائق ويمكنه قطع اللعب للاستماع إلى حوار أو لمراقبة ما يحدث حوله ثم العودة بسلاسة لاستكمال لعبه!
ما بين 3 و4 سنوات يستطيع الطفل التركيز في نشاط ما لمدة عشر دقائق!
هناك عوامل تؤثر على قدرة الطفل على التركيز الأمثل منها الإرهاق أو المرض أو قلة النوم أو أكل الكثير من الكربوهيدرات أو عدم تناول غذاء متوازن من الخضروات والفاكهة والبروتين.
هناك عوامل أخرى تؤثر على تركيز الطفل منها شعوره تجاه النشاط المطلوب منه؛ النشاط ممل بالنسبة للطفل أو النشاط صعب عليه أو النشاط لم يتم إعداده أو تقديمه بصورة منظمة وشيقة.
عليك أيضا أن تضع في اعتبارك “أسلوب تعلم طفلك المفضل”؛ كل انسان يولد بأسلوب تعلم مفضل لتلقي المعلومات. 30% من الأطفال يفضلون التعلم من خلال السمع وهؤلاء من السهل عليهم الجلوس في فصل والاستماع إلى شرح المعلم وفهمه. 30% من الأطفال يفضلون تلقي المعلومات بصريا لذلك بدون رسومات توضيحية وصور جذابة لن يتمكن هذا الطفل من الاستيعاب بسهولة. هناك 40% من الأطفال يتعلمون بالحركة ومن خلالها لذلك الجلوس في فصل لمدة طويلة والاستماع إلى شرح والنظر إلى صور وعروض يصيبهم بالملل والنعاس. يتعلم هذا الطفل من خلال المشاركة في عروض مسرحية وتجارب علمية عملية وزيارة المتاحف والأماكن الأثرية واستخدام يديه في البناء والتشييد.
نهج المونتيسوري يعتمد على تقديم الدروس والأنشطة للطفل باستخدام أقل قدر من الشرح والجمع بين الصور والوسائل التوضيحية والكثير من الحركة والاستكشاف. وفي كتابها العقل الماص – The Absorbent Mind – تقول ماريا مونتيسوري “يعد التركيز من الضروريات لنمو الطفل لأنه يضع حجر الأساس لشخصيته وسلوكه الاجتماعي. لا بد للطفل من معرفة كيفية التركيز، وهذه المقدرة يتم تنميتها من خلال التدريب على التركيز على الأمور. هنا تكمن أهمية محيط الطفل والبيئة التي ينشأ فيها لمساعدته على التركيز. لا أحد يستطيع أن يملي على الطفل التركيز لأن هذه قدرة تنبع فقط من داخل الطفل.”
هذه بعض النصائح التي تساعد الطفل على تنمية قدرته على التركيز:
النظر إلى السقف لفترات طويلة لن يفيد الطفل بشيء؛ احمل طفلك وتنزه به في الطبيعة لفترات طويلة ليرى السماء والأشجار والشوارع والمنازل والأشخاص ذهابا وإيابا.
الكثير من الألعاب يضر قدرة الطفل على التركيز؛ قدم له لعبة واحدة مثيرة لاهتمامه ودعه يتفحصها ويستكشفها.
إذا رأيت طفلك مستغرقا في نشاط ما لا تقاطعه لأي سبب.
إذا رأيت طفلك يخطئ في كتابة شيء ما أو رسم او بناء لا تقاطعه لتصحح خطئه.
لا تقاطع طفلك لتثني عليه! يمكنك الإثناء عليه بعدما ينتهي من عمله وينقطع تركيزه تلقائيا.
تكرار اللعب أو النشاط جزء من التركيز. إذا وجدت طفلك يكرر نفس النشاط بعد الانتهاء منه لا تقاطعه ودعه يعمل على تطوير مهاراته!
وأخيرا لا تعتمد على الأساليب التقليدية في التعليم واستمع إلى احتياجات طفلك! طفلك لن يركز إلا إذا كان مهتم ولن يثير اهتمامه إلا نشاط يلائم احتياجاته والمرحلة الحساسة التي يمر بها. لن يتعلم طفلك الأبجدية وهو مهتم فقط بالأرقام ولن يتعلم الطفل من خلال النظر إلى صفحات الكتب وبداخله احتياج إلى الحركة واستخدام يديه!
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
Montessori Egypt by Marwa Rakha