سؤال يحيرني: كيف أتعافى من غرام شاب يصغرني بـ 15 عاماً؟
“أنا بنت عندي 45 سنة، من شهر تقريباً تحدث معى شخص مهذب وأبدى إعجابه بي. هو اصغر منى بـ 15 سنة، وانا قلت الكلام ده بصراحة… بقي يتكلم معي لمدة 20 يوماً. قلت له مش هينفع، ومع ذلك استمر بالاتصال بي. ومع الوقت، ابتديت أنا كمان أتكلم معاه واتصل بيه. المشكله أنني تعلقت بيه جداً، وانا عاوزة أوقف ومش عارفة. بدوّر عليه فى الفيس بوك والواتس والفايبر، كل شوية عاوزة أمنع نفسى من كدة. بحاول أشغل نفسي بحاجات تانية، ولكن فى الآخر بكلّمه وبيرد بذوق. انا مش صغيرة أن أدخل فى علاقة معروف نهايتها. أرجوكِ أفيديني ولك الشكر”.
عزيزتي الحائرة
هناك قاعدة في الحب تقول أنك لكي تنسى حباً مضى تحتاج إلى نصف مدة العلاقة. وهناك قاعدة أخرى تقول أنك تحتاج أسبوعاً مقابل كل شهر من العلاقة. معنى هذا، حسب القاعدة الأولى، أنه إذا كنتِ في علاقة استمرت خمسة أعوام من الحب تحتاجين عامين ونصف لتتغلبي على الحزن والألم وكسرة النفس!
وحسب القاعدة الثانية، إذا كنتِ في علاقة مدتها سنة – 12 شهراً من الحب – تحتاجين 12 أسبوعاً لتستعيدي حياتك مرة أخرى!
في حالتك، علاقتك استمرت 20 يوماً – شهراً بالتقريب! إذا كنت حقاً جادة في إنهاء تلك العلاقة يمكنك فعل ذلك في أسبوعين!
بما انك شخصية بالغة ناضجة عاقلة، لن أنصحك بحذفه من على الفيسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي! سوف أعتمد في نصيحتي على نضجك وعلى قوة إرادتك!
أريدك أن تدركي جيدا أن تعلقك بهذا الشاب نوع من الإدمان، وأن سبب إدمانك هذا هو ربما الفراغ العاطفي والوحدة والاحتياج! هناك طريقتان للتغلب على هذه المشكلة:
الطريقة الأولى:
اكتبي على ورقة كل الأسباب التي جعلتكِ تقولي أن هذه علاقة منتهية! لماذا تؤمنين أن هذا الشاب ليس مناسباً لكِ؟ ما هي عيوب فارق السن في نظرك؟ ما هي أدلة عدم التوافق بينك وبين هذا الشاب؟
وكلما شعرتِ بتلك الرغبة الملحة في البحث عنه أو مخاطبته، احضري هذه الورقة اقرئيها جيداً وتذكري كل النقاط التي كتبتيها بيدك!
وفي الوقت نفسه لا تتركي نفسك فريسة للوحدة والفراغ والطاقة الزائدة! أريدك أن تذهبي إلى فراشك كل يوم منهكة جسدياً وعقلياً! أن تقضي يومك وسط ناس لا تعرفيهم ولا يعرفونك في أنشطة مسلية ولكن مرهقة – سياحة وسفر واستكشاف المعالم الأثرية مثلاً!
الطريقة الثانية:
هذه الطريقة غاية في الخطورة! لا تستخدمي هذه الطريقة إذا كنت ضعيفة أو هشة من الداخل!
خطوات هذه الطريقة بسيطة! استمري في علاقتك بهذا الشاب! تعاملي معه وكأنه محطة بنزين في طريقك؛ املئي الخزان واتركيه وامضي في طريقك!
هو مجرد محطة في الطريق وليس وجهتك النهائية! استمري في العلاقة وأنت تعرفين أن النهاية قادمة!
لا تنجرفي وراء خيالات الارتباط والاستقرار والبيت والأولاد! لا تسمحي لخيالك أن يظهر لك صور الفستان الأبيض والبدلة السوداء! ارتوي حتى تزهدي فيه ثم اتركيه وامضي!
لا تخدعيه بوعود وكلمات الحب والوفاء والعلاقة الأبدية ولا تخدعي نفسك بأنك تعيشين قصة حب مثالية! كوني واقعية وصريحة معه ومع نفسك!
وكحال أي شيء في الدنيا، كل ما له بداية له نهاية وحتماً سوف يأتي اليوم الذي يذهب عنه بريقه وتهدأ نار شوقك له وتنتهي العلاقة المشتعلة إلى رماد!
الخطر الحقيقي هنا هو أن يتبع معك هذه الطريقة وينقلب السحر على الساحر وتجدي نفسك تعانين جراح الحب والكرامة إلى جانب الوحدة والفراغ