سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 94
التلميذ الخائب – الجزء الثاني
مروة رخا تكتب لمصر العربية: التلميذ الخائب – صعوبات التعلم – ديسلكسيا
عادت بي سلسلة مقالاتي عن “التلميذ الخائب” إلى سنوات دراستي وبدأت أسترجع ذكريات خيبتي الشخصية ووجوه زملائي وزميلاتي من الخائبون والخائبات – هكذا كانوا يطلقون عليهم!
أتذكر الآن وجه “ن” في حصة اللغة الإنجليزية في الصف الخامس الابتدائي؛ كنا نجلس في فصل مكتظ نستنشق روائح أجساد بعضنا البعض وذرات الطباشير والرذاذ المتطاير من فم المدرسة الصارخ – حتى نسمعها ونفهم كلامها! في هذه الحصة كنا نقرأ بالدور! كلنا نمسك نفس الكتاب ونقرأ واحد تلو الأخر سطر أو سطرين بصوت عال. جاء الدور على “ن” وسمعت صوتها المتقطع وهي تحاول أن تقرأ وسط شخط ونطر المعلمة؛ قرأت “ن” وكأنها لا ترى الحروف وكأنها لا تدري معنى ما تقرأ فجاءت كلماتها كالطلاسم المبهمة التي أغضبت المدرسة وأضحكتنا جميعا!
لم تكن “ن” الوحيدة في فصلي التي كانت تتعثر في القراءة – بالعربية أو الإنجليزية – ولم تكن “ن” الوحيدة الخائبة في الإملاء ولم تكن “ن” الوحيدة التي لا تفهم القواعد النحوية ولم تكن “ن” الوحيدة التي تعكس الحروف في بعض كلماتها المنطوقة. في نهاية سنوات دراستنا الثانوية، أتمت “ن” دراستها معنا والتحقت بالجامعة وتخرجت ولكن رحلتها في التعليم كانت معاناة وعذاب نفسي وبدني وعقلي!
اليوم أعرف أن “ن” لم تكن خائبة أو غبية أو محدودة القدرات! “ن” كانت تعاني من إحدى صعوبات التعلم ولم تحظ بالاهتمام الكافي أو بالمساعدة المطلوبة لمساعدتها في التعايش مع مشكلتها! مشكلة “ن” لها اسم … اسمها ديسلكسيا dyslexiaوهي من ضمن إعاقات التعلم! الشخص المصاب بالديسلكسيا يبدو لك كشخص طبيعي في كل شيء وذكائه طبيعي أو فوق العادي أحيانا ولكنه لا يحصل مثلما يحصل زملائه ولا يحقق النتائج المتوقعة من شخص في مثل ذكائه أو من شخص يستذكر كل هذا الوقت! في أغلب الأحيان يتم التعرف على من يعاني من الديسلكسيا بعد دخول المدرسة وفي أول المرحلة الابتدائية ونراه مثل “ن” غير قادر على القراءة أو يقرأ بصعوبة بالغة وغير قادر على تذكر نطق أو هجاء الكلمات ويعاني معاناة شديدة في تعلم اللغات.
للأسف لا يوجد علاج لصعوبات التعلم ولكن بالمساندة واستخدام أدوات بديلة لأدوات التعليم التقليدي يمكن مساعدة “ن” وأمثالها على التعامل مع إعاقتهم!
يساعد نهج المونتيسوري الأطفال المصابون بالديسلكسيا من خلال:
تقديم التجربة التعليمية الحسية؛ أيا كان ما يحاول الطفل تعلمه لا يعتمد فقط على الكتاب المقروء! يستخدم الطفل جميع حواسه للتعلم؛ يلمس ويسمع ويرى ويشم ويتذوق ويتذكر ويقارن ويطابق ويدرك الخواص من زوايا مختلفة.
التدرج من السهل إلى الأصعب فالأكثر صعوبة ويتم هذا التدرج بناء على سرعة استيعاب الطفل واستجابته.
التدرج من الملموس المحسوس إلى الرمزي والمبهم – مثل الحروف المصنوعة من ورق الصنفرة ثم الانتقال إلى الحروف المتحركة ثم الانتقال إلى الحروف المكتوبة.
استخدام الثلاث حصص في الدرس الواحد – هذا كذا. أين كذا؟ ما هذا
مراجعة الدروس الماضية أو الخطوات السابقة قبل الانتقال إلى الدرس الجديد
تقسيم كل شيء إلى أجزاء وخطوات صغيرة يسهل على الطفل استيعابها
أغلب دروس المونتيسوري وأنشطته تقدم للأطفال كل على حدا وبعضها في مجموعات صغيرة
لا يوجد تلميذ خائب في المطلق ولكن يوجد أهل ومعلمين لا يدركون أن هذا طفل مختلف ويحتاج مساعدة ليحقق ذاته وينمي قدراته ويتعايش مع إعاقته!
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
Montessori Egypt by Marwa Rakha