سؤال يحيرني: أريد الثأر لكبريائي.. ماذا أفعل؟
تعرفت علي شاب يصغرني ببضعة سنوات، مع العلم أني في منتصف الثلاثينات من العمر.
هو متزوج ولديه ابنه. لم أعره أي إهتمام عند بداية معرفتي به، لكنه فاجأني بمبادراته. في بداية حديثنا، لم نكن أكثر من أصدقاء يحكي لي مشاكله، وأحاول أن أساعده في حلّها. بعد فترة من حديثنا، تعودت عليه وجذبتني شخصيته كثيراً. عندما صارحني بحبه، اعترضت لظروف ارتباطه وابنته لكنه اقنعني بأننا نحب بعضنا البعض، وبالفعل احببته جداً، ولأول مرة أخرج للقاء شاب.
تكررت لقاءاتنا وإزدادت محبتي له، وكلما أضعف وأعرض ان نبتعد ونظل اصدقاء، يعترض ويدفعني للاقتراب أكثر. ولكن فجأة بدأت معاملته تتغير. أخذ يتجاهلني ويتجاهل رسائلي إلى أن تركت له رسالة أذكر فيها أن “لي كرامة”، لأجد ردّه الصادم بأنه قرر الإبتعاد، وأنه لم يشاركني معه في القرار، وذكر أنني لم أنجح في الابتعاد عنه، فكان عليه هو الإبتعاد!
انهرت وحزنت ولممت نفسي، وحاولت نسيانه، وأنهيت صداقته على الفيس بوك، ليغيب فترة، وأجده بعدها يستفزني بعمل “لايك” لبوستات خاصة بي علي جروب ننتمي له سوياً، ثم يبادر بالحديث معي على الخاص ليسأل عن أحوالي. لم أقوى ان أمنع نفسي من الحديث معه. لا أُنكر أن قلبي ما زال يشعر معه بما لم أشعر به من قبل و لكن لدي رغبة شديدة بأن أجتذبه إليّ لأدفعه بعيداً، كما فعل بي من قبل.
قررت أن أتنازل عن طيبة قلبي التي لم توصلني سوي للتعب. قلبي منهك، فهو في صراع بين مبادئه وبين غريزة الانتقام والكرامة، فلست أنا التى يتركها ويعود ليجدني وقتما شاء…
عزيزتي بطلة الفيلم الهابط،
أنا آسفة مقدماً على استخدام الحدة والشدة في الرد عليك.
السطر الأخير في رسالتك مقتبس من فيلم “ليلى بنت الأكابر” ومن فيلم “غرام وانتقام” ومن فيلم “دعاء الكروان”… عدد لا حصر له من الأفلام القديمة والجديدة المتكررة المملة تناولت تيمة الكرامة والإنتقام.
أُكرر اعتذاري.
ماذا تتوقعين من شاب متزوج وله ابنه عندما يحوم حولك؟
ماذا تتوقعين من زوج وأب نجح في إقناعك أن بينكما حب عظيم؟
ماذا تريدين من هذه العلاقة؟
ماذا تريدين منه؟ الحب؟
أنا آسفة مرة أخرى، ولكن الحب الذي يريده غير الحب الذي تريدين. هو يريد الهروب من واقع زواجه ومن قيود الأبوة. هو يريد مغامرة تشعل خياله و تُرفّه عنه كآبة دوامة الحياة.
هو مش ناقص لوم وبكاء ومسئوليات وعتاب وشجار. هو مش ناقصك أنت وكرامتك!
أما أنت فماذا ترين عند النظر له؟ هل هو مشروع زوج؟ هل هو قصة حب تنتهي بالبطلة تلقي بنفسها من فوق سفح الهرم انتقاماً لكرامتها؟ عزيزتي!
أنت لست مراهقة حالمة ولست فتاة عشرينية ضائعة. أنت امرأة ناضجة. أنت امرأة تملك زمام أمرها وصريحة مع نفسها وقادرة تماماً على وضع النقاط على الحروف. كفاك لف ودوران وأفلام وأستيقظي من وهم الحب هذا.
إذا كنت تريدين علاقة عابرة، تعاملي مع الأمر كعلاقة عابرة. نظرة فابتسامة فلقاء فسلام. إذا كنتِ تريدين الحب فلا تبحثي عنه عند شاب متزوج وله طفل أو أكثر، وإذا كنت تريدين الزواج فابحثي عن رجل ناضج مستعد لتحمل مشقة ومسئوليات الزواج!