سؤال يحيرني: كيف أتعامل مع الفراغ العاطفي
أنا في منتصف العشرينيات، مطلّقة، أم لطفلين. وضعي معقد جداً. أعيش حالة فراغ عاطفي كبير.
كان زواجي السابق تقليديا وتعيساً جداً، بعد طلاقي شعرت بالاكتئاب حتى تعرفت على شخص عبر الانترنت. شاهد صوري ووقع في حبي، وأحببته بجنون لا يوصف، مع العلم بأني صعبة الإرضاء وليس بسهولة يعجبني شخص. حين بحثت وسألت عنه، كانت الصدمة انه متزوج.
شعرت بألم يعتصرني حين عرفت الحقيقة. واجهته واعترف بأنه يحب زوجته، وأن السبب في خيانته لها هو “انشغالها عنه ببعض الظروف”، وإحساسه بالفراغ بدونها. قال أنه بدأ الأمر كتسلية وتفاجأ بعدها بأنه بدأ يحبني.
تركته لأني لا أقبل بخراب البيوت أو أن أكون مكان زوجته. ما يؤلمني ويحرق قلبي أنه لعب بمشاعري رغم صدقي معه. لا أعلم إن كان صادقاً حين قال أنه أحبني، أم كان يتسلى بمشاعري ويكذب. أشعر وكأن نصفي الثاني الذي بحثت عنه قد سُرق مني! كيف أنساه؟ وهل يمكن فعلاً ن يحب الرجل اثنتين في وقت واحد أم كان يكذب؟ كيف يحب زوجته ويخنها؟ وهل ممكن ان اتجاوز هذا الحب وأجد حباً آخر؟ أم أن الحب الكبير لا يحصل في العمر إلا مرة واحدة؟
عزيزتي الجريحة،
أسئلتك كلها تنم عن عدم خبرتك وقلة تجاربك رغم كونك في منتصف العشرينيات.
إليك إجابات أسئلتك:
أولاً: الـتعارف على النت ليس مرادفاً للحب أو الزواج. معظم من يبحثون عن علاقات على النت لا يريدون سوى التسلية أو العلاقات الجنسية العابرة – سواء على الهاتف أو في الواقع.
في المستقبل، إذا تعرفتِ على شخص ما على النت لا تقعي في حبه قبل أن تعرفيه حسن المعرفة، وتقابليه على أرض الواقع، وتتعرفي عليه وعلى أصدقائه وأسرته وتتأكدي من صدقه.
ثانياً: صدّقي حدسك.
إذا شعرت بارتياب في أي وقت تأكدي أن هناك شيء مريب بالفعل!
ثالثاً: هناك رجال قادرين على حب أكثر من امرأة في نفس الوقت ولكن المشكلة ليست في الحب؛ المشكلة في الالتزام بهذا الحب وتطويره إلى ارتباط وزواج.
أنت تريدين زوجاً وليس حبيباً، وقلة قليلة من الرجال في مقدورهم اتخاذ زوجة ثانية، وقلة من الزوجات يقبلن أن يتزوج رجلهنّ بامرأة أخرى، وقلة قليلة من النساء يقبلن لقب الزوجة الثانية.
رابعاً: لقد قال لكِ هذا الرجل أنه يحب زوجته وأنه كان يتسلى من باب الفراغ – صدّقيه!
هذا هو ما حدث بالفعل. عندما راسلك هذا الشاب، لم يكن في نيته طلاق زوجته أو البحث عن زوجة أخرى – لم يكن يريد سوى التسلية وكنت أنت تسليته.
خامساً: أسطورة الحب الواحد في العمر أكذوبة.
سوف تقابلين الحب مرة أخرى، وتأكدي أن الحب الحقيقي يحتاج إلى أرضية صلبة لا تتوفر على النت. النت مجال خصب للخيال، وقصص حب النت دائماً ما تصطدم بالواقع.
سادساً: أصعب ما ستواجهينه الآن هو محاولاتك للنسيان!
للأسف علاقات النت قائمة على الإدمان والاعتياد، وسوف تحتاجين قوتك وإرادتك للتغلب على إدمانك. ابدئي بتذكير نفسك أنّ هذا لم يكن حباً، وأنه مجرد وهم! لم تحبي رجلاً حقيقياً. لقد أحببتِ رجلاً من صنع خيالك. إذا علمتِ من البداية انه متزوج وأنه يتسلى ما كنت وقعتِ في حبه.
ذكّري نفسك بان الحب الحقيقي قائم على الصدق والاحترام والنية الخالصة ولم يكن أي من هذا من سمات علاقتك بهذا الرجل.
لا تتركي نفسك فريسة للوحدة أو الملل (اقرأ معنا 5 فرص لا تفوتيها قبل الزواج). أين الصديقات والأهل وأطفالك من حياتك؟ أين هواياتك وأنشطك وغذاء روحك؟
كلما شعرت بالضعف تذكّري أنك تستحقين الأفضل وأن هذا الشاب لم يكن الأفضل.
اقرأ أيضاً في “الحب ثقافة”: كيف يمكن تغيير حياتك إلى الأفضل “الأتباع لا يعرفون الحياة”