مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

لا أطيق بلدي وزوجتي ترفض الهجرة

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

لا أطيق بلدي وزوجتي ترفض الهجرة

“أنا متزوج ولدي ابنتان؛ الكبيرة في الجامعة والثانية طفلة عمرها ثلاث سنوات.

أعيش في بلد عربي يعاني من الحروب. أنا خريج جامعي عاطل عن العمل بسبب توقف عمل الشركات.
لا أملك – ولا أستطيع أن أملك – وظيفة حكومية بسبب الفساد الإداري والمحسوبية المتفشية وعدم الاستقرار.

حقيقة أحس بجحيم في بلدي! ظهرت عليّ آثار الكآبة والانعزالية والجلوس في الدار.
بت أتكلم قليلاً وانعزلت كلياً عن المجتمع وجزئياً عن عائلتي في غرفة لوحدي.

زوجتي خلوقة تشاركني تحمل مسؤولية البيت ولها وظيفة مستقرة.

كنت عايش في أوروبا بمجتمع متحضر يسوده القانون.

عندما عدت الى بلدي حاولت أن أندمج مع المجتمع، ولكن فساد الحكومة وإداراتها لم يمنحني فرصة العيش الكريم، ولم يمنحني وظيفة ولو بسيطة لكي أستطيع أن آكل من رزقها، فأصبحت عاطلاً ونكرة.

لهذا فكرت أن آخذ عائلتي ونهاجر الى أوروبا ولكن زوجتي ترفض.

هي تضعني أمام خيارين لا ثالث لهما: إما البقاء في بلدي، وهذا معناه قتلي بشكل بطيء، أو أن أطلقها وأسافر أنا لوحدي وبناتي يبقين معها.

إذا طلقتها، هذا الخيار لن يسبب عداوة بيني وبين أطفالي؛ سأتابعهما وسأدفع لهما شهرياً مبلغ إعانتهما رغم سفري إلى أوروبا.

صراحة، أنا بدأت أعد العدة للطلاق دون علم زوجتي. لكنني أريد أن أطلقها بشكل ودي يضمن استمرار علاقة الأبوة والحنان بيني وبين أطفالي.
أرجو مساعدتي في حسم أمر هذه القضية”.

أهلاً بك المغترب في بلدك،

هناك مقولة شائعة تقول أن وطن الإنسان هو مكان رزقه وأكل عيشه. هكذا كان يعيش الإنسان منذ قديم الأزل وهكذا انتشر الجنس البشري مع الرحالة المهاجرين الباحثين عن فرص أفضل لحياتهم وحياة أسرهم.

المشكلة الآن أن العالم تغير ولم تصبح الأرض ملكاً للإنسان يبحث فيها عن رزقه بحرية تامة وعليه فقط أن يتغلب على صعوبات التأقلم وصعوبات البدء من جديد.

أصبح الإنسان الباحث عن فرصة أفضل معرضاً للاضطهاد والتفرقة العنصرية والخديعة والسرقة والإرهاب والقتل

العالم الآن ترسمه حدود سياسية وتتحكم فيه القوانين الدولية وأصبح الإنسان الباحث عن فرصة أفضل معرضاً للاضطهاد والتفرقة العنصرية والخديعة والسرقة والإرهاب والقتل.

لقد ذكرت أنك عشت بأوروبا سابقاً، ولهذه الخبرة وزنها، ولكن أيضاً أوروبا التي عرفتها تغيرت كثيرا في السنوات الماضية وأبوابها لم تعد مفتوحة أمام المهاجرين – وخاصة العرب.

لا أحاول أن أثنيك عن قرارك ولكنني أحاول أن أجمع الحقائق أمامك لتختار الأصلح لك.
نصيحتي الخالصة لك هي ألا تهاجر قبل أن تضمن وظيفة مناسبة وقبل أن تراجع جميع قوانين البلد التي وقع عليها اختيارك من حيث قبول المهاجرين أو اللاجئين أو الزائرين للعمل.

تعرّف أكثر على لغتهم وأنعش ذاكرتك اللغوية وأمّن لنفسك حياة كريمة في الغربة حتى لا تتضاعف خسائرك.

بالنسبة لزوجتك، هناك خيارات بخلاف الطلاق:

  • من الممكن أن تزورك بالبنات مرة في العام لمدة شهر وتزورهم أنت مرة في العام لمدة شهر.
     
  • من الممكن أن تتقابلا في بلاد أخرى بين بلدكما الأصلي وبلدك الجديد.
     
  • من الممكن أن تؤجلا قرار الطلاق حتى تختبرا سويا الحياة الكريمة التي ستوفرها لك ولعائلتك في البلد الجديد.
     

إذا لم تتأقلم زوجتك ورفضت التزاور، يمكنك عندها السعي في إجراءات الطلاق.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”