مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا
ذراعان صغيران .. في حب الأمومة
ذراعان
ذراعان قصيران صغيران يتحركان مع ساقين بلا إرادة من رضيعي المستلقي على ظهره في فراشي.
ذراعان كالباذنجان الأبيض يرفرفان كأجنحة فراشة رقيقة، وكأنهما يداعبان وليدي المنبهر بالحياة على هذا الجانب من الكون.
ذراعان ممتدان نحوي قبل أن يتعلم اللسان الكلام، ولسان حالهما يقول: "احمليني" ... "أرضعيني" ... "ضميني" ... "خبئيني" ... "أنقذيني" ... "لاعبيني" ... "اعطيني ما بيدك".
ذراعان ينتهي كل منهما بكف بديع؛ كل كف يخبئ بداخله كنزاً من الوبر الممتزج بعطر العرق واللبن.
كلما نظرت لهما فاض قلبي ونبض ثدياي وتدفق لبني.
ألتهم الذراعين ... أقبلهما ... أتحسس بديع صنعهما ... يملأ قلبي الامتنان والحمد والشكر لله.
ذراعان يكبران ... يستكشفان ... يعبثان بأشيائي ... أبتسم ... "هات إيده الجميلة نبوسها".
ذراعان – بكل فخر - يقدمان لي الشاي الخيالي والكعكة الوهمية.
ذراعان – بكل حب – يقدمان لي الورد والياسمين.
ذراعان – بكل صبر – يصنعان لي هدية من الورق ... هدية من الخشب ... تاجاً من الزهور.
يا الله!
ذراعان يمتدان نحوي كلما التقت أعيننا ... تعالى في حضني يا صغيري ... "الحضن بيكبّر".
ذراعان تظهر عليهما العضلات الصغيرة مع أقل حركة ... أبتسم.
ذراعا الصبي اليافع دائماً ممتدان نحوي، كجسر خفي، ليعانقني ... ليحمل عني كل ما استطاع حمله ... ليربت على كتفي ... ليقدم لي كوب الماء ... ليصب لي الشاي ... لينظف ويطهو ويرتب مكانه.
أنظر للذراعين بكل فخر ... بكل حب ... بكل صبر.
ذراعان يفتحان لي كمحارة تخبئ لؤلؤة ثمينة.
ذراعان كل منهما كعصا سحرية؛ واحدة تبدد الغضب والأخرى تعالج الألم. يلوح بهما الصبي المسحور أمامي فتفيض الكلمات المكتوبة نثراً وشعراً.
ذراعان متداخلان مع ذراعيّ ... طوال الطريق ... يغزلان لي لوحات حية بخيوط من أشجار البرتقال ورائحة الياسمين.
من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”