مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

عزيزى كافكا … أين ذهب الصرصور؟

 

 

 

عزيزى كافكا … أين ذهب الصرصور؟

اعتدت قراءة " METAMORPHOSIS" لبئر الظلام الأسود كافكا و اعتاد كافكا ان يهدينى صرصور كل مرة انتهى فيها من قراءة قصته القصيرة. صرت أتوقع هديته المقززة و صرت أتقبلها بذهن مشتاق لمعرفة العوالم الموازية لعالمنا الفانى هذا! أتذكر أول مرة وجدت فيها الصرصور فوق نافذتى و أنا أفتحها فى الصباح بعد سهرة ممتعة مع الـ "novella" السوداء. حينما أشتاق إلى رسالة من عالم غير عالمى هذا أستدعى صرصور كافكا … أنتظره بفارغ الصبر … أقشعر منه حينما أجده … أقتله بعنف و أتركه و أمضى.

الإعادة بين شفيق و مرسى جعلتنى أشتاق إلى رسائله و كمن تستحضر روح ضالة جلست أقرأ قصة الرجل الحشرة فى وجل و خشوع … ثم اويت إلى فراشى بجانب رضيعى الصغير الجميل البرئ … و نمت أو هكذا ظننت!

***

كان آدم يرتدى تى-شيرت صفراء و بنطالون بنى داكن و كان الظلام حالك فى الداخل و الخارج باستثناء ضوء الصالة. كان آدم يرضع فى هدوء و كنت ابتسم له فى أحلامى. فتحت عينى فجأة على صوت غير أصوات غرفتنا المعتادة. لم يكن صوت صرير أو خرير تألفه أذناى … أنه صوت لا أجد له وصف فى قاموسى المكتوب أو المنطوق. حاولت تجاهله و لكن الصوت عاد من جديد … فتحت عينى و نظرت إلى آدم … وجدت الصرصار البنى يسير على بنطالونه البنى … انتفضت واقفة .. استيقظ آدم و شرع فى البكاء … أضئت أنوار الغرفة و جريت إلى خزانة المبيدات الحشرية – أنا أكره جميع الحشرات!

بششششششششششششش

رششششششششششششششششششششش

فششششششششششششششششششششش

رأيته يجرى داخل خندق صغير بين السرير و الـ "كومودينو" … رششت أكثر و أقوى … رأيته يحاول الهرب … رششت بغل و كراهية … انقلب على ظهره و استمتعت بمشاهدة الأرجل البنية تتحرك بوهن فى الهواء … تركته ليموت فى صمت و أخذت آدم فى حضنى خارج الغرفة المعبأة بالمبيد. تبادلنا النظرات … وعدته أن أشرح له سر كراهيتى للحشرات عندما يكبر.

***

استيقظت و كلى حماس لمشاهدة جثة صرصور كافكا … هرولت إلى الخندق الصغير بين السرير و الـ "كومودينو" و لم أجد شيئا!

أين ذهب الصرصور؟

هل استيقظ من موته و عبر من عالمى إلى عالم كافكا مرة أخرى؟

هل ادعى الموت حتى تركته ثم زحف تحت سريرى؟

هل حمله سرب من النمل الفارسى داخل أحد الجدران ؟

هل طار؟ هل كان صرصور طائر؟

هل كان يوجد صرصور أصلا؟

هل تخيلت أصابعى فى الظلام صرصور بنى؟

هل رششت المبيد حتى سكنت تجعيدات شعرى عن الحركة؟

هل قاتلت خيالى و انتصرت على ظلى؟

عزيزى كافكا … أين ذهب الصرصور؟ أين ذهبت ثورتنا المجيدة؟

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”