المقدمة
هل كورسات المونتيسوري علاج الطفل الغبي، وضعف الاستيعاب، والتشتت، وعدم التركيز؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، أود في البداية التعريف بمعنى الغباء وأسبابه، ثم التطرق إلى مفاهيم الاستيعاب وضعفه، والتركيز وتوقعاته. سوف تجدون روابط في المقال، يرجى الاطلاع عليها لتثبتوا أن لديكم القدرة بالفعل على التركيز والاستيعاب وعمق التفكير – قبل وصم أطفالكم بالغباء.
الذكاء والغباء
قبل الرد على سؤال: هل كورسات المونتيسوري علاج الطفل الغبي، وضعف الاستيعاب، والتشتت، وعدم التركيز؟ يجب أن أوضح معنى الذكاء والغباء.
يربط العديد من الناس الذكاء بالدرجات والأداء في المدرسة. للأسف هذا التعريف قاصر وخالي من الصحة. في سلسلة “أدوات تمكين اليافعين مع مروة رخا“، أقول لولادي حبايبي كثيراً أن ربنا وضع بداخل كل إنسان منا صندوق مغلق ملفوف بورق ذهبي وتعلوه شرائط فضية على شكل الزهور والنجوم. بداخل الصندوق، توجد تشكيلة رائعة من الهدايا الربانية – هذا هو تعريفي الشخصي لنقاط القوة!
لا يوجد إنسان بلا نقاط قوة! كلنا بداخلنا صندوق الهدايا!
لكن، المحزن والمؤسف حقاً هو كم الناس الذين لا يعرفون بوجود الصندوق، من ليس لديهم الشجاعة لاستكشاف ما بداخله، أو من يتركون الهدايا ويعيشون حياة الثور في الساقية.
عودة إلى مفهوم الذكاء! حصر الذكاء في القدرة على الحفظ غباء! والأكثر غباءً هو تعريف الذكاء على أنه القدرة على التعامل مع الأرقام! الأداء المدرسي، من خلال الواجبات والاختبارات والدرجات، يقيس القدرة على سرعة الكتابة (مهارة بائدة في عصرنا وفي المستقبل)، وحفظ المعلومات واسترجاعها، وحل المسائل الرياضية!
هدايا ربنا في الصندوق إياه أوسع وأشمل من هذا المفهوم المحدود! الهدايا متنوعة وملونة ومختلفة … الأهم أنها لا نهائية … يظل الإنسان يستكشف الصندوق ويجد نقاط قوة جديدة طيلة عمره!
بعد هذا التعريف الطويل، أود أن أؤكد لكم أن الغباء هو أن يفقد الطفل إيمانه بنفسه، وثقته في قدراته، وشجاعة استكشاف نقاط القوة بسبب المدرسة والدرجات وكل هذا الهراء!
الطفل الغبي
“شكلِك غبي!” – هكذا كانت تقول أمي … وصدقتها لعشرات السنوات حتى تحرر عقلي من غباء المجتمع!
إذا نظرتم لأطفالكم، وشعرتم مثلما كانت تشعر أمي كلما نظرت لي، أن شكلهم غبي، أدعوكم للنظر مرة أخرى! هيا بنا نفحص سوياً ملامح الغباء!
أول ما يلفت نظرنا هو الغباء الذي يطل من العينين! هذه النظرة الجامدة الضبابية المطفية لا تدل على الغباء بتعريفه العلمي؛ هذا هو شكل احتضار الروح … اليأس … فقدان الشغف … ضياع الحماس … الشيب الداخلي … طفل يشيب قبل أن يشب!
ثم ننظر للفم وعضلات الوجه! تمتد الغيبوبة لكل ملامح الوجه؛ ابتسامة باهتة كالحياة التي يعيشها؛ ترهل؛ شحوب؛ لسان متلعثم؛ كلمات ضائعة؛ غبار في كل مكان!
أما الجسد، ظهر محني محدب؛ أكتاف مقوسة؛ ضعف وهزال؛ خطوات متعثرة؛ أصابع متوترة مترددة؛ ألوان باهتة!
أنا لا أعرف بناتكم وأبنائكم، لكني أعرف نفسي وكيف كان شكلي أول عشرين سنة من عمري!
الغباء من هذا المنظور هو مرادف لفقدان الهدف والحياة في سجن خفي القضبان! أتذكر سنواتي في المدرسة الرمادية والزي الرمادي، والحياة الغبارية – أتذكرني جالسة بجانب شباك صغير خلف القضبان (حرفياً!)، كزهرة عباد الشمس، أميل نحو القليل من الضوء والدفء، أشرد في شبابيك العمارة المجاورة، وأدرس غسيلهم وروائح طبيخهم، وأحاول البحث عن إجابة سؤال: هو ربنا خلق الشمس الحلوة دي ليه؟
لماذا اخترت التعليم المنزلي؟ لماذا اخترت المونتيسوري؟!
إذا كنت أنا محرومة من الشمس والحركة واللعب وملمس النجيلة والرمل، فلما خلق الله الأرض؟!
الخلاصة: الطفل الغبي يعيش حياة غبية في بيئة غبية في مجتمع غبي!
هل هناك تعريف علمي للغباء؟
اصبروا معي!
قبل الرد على سؤال: هل كورسات المونتيسوري علاج الطفل الغبي، وضعف الاستيعاب، والتشتت، وعدم التركيز؟ يجب أن أوضح معنى الذكاء والغباء من الناحية العلمية!
بدون تعقيدات علمية، انظروا إلى صور المخ وتأثير الصدمات، والإساءة، والاكتئاب، وعدم تلبية الاحتياجات النفسية على تكوينه وتطوره.
الغباء وفقاً لعلماء المخ والأعصاب هو:
وصلات عصبية أقل من الطبيعي!
مادة رمادية أقل من الطبيعي!
نشاط مختلف عن الطبيعي!
ما هي أسباب “الغباء” وفقاً للعلم؟
ترك الرضيع يبكي كثيراً (لأنه واكل ومغير … علشان ينام … علشان كل العيال بتعيط … الخرافات إياها!)
الإهمال العاطفي (الشيل، الحضن، القبلات، النظر للطفل، الضحك، اللعب … جسور هيساعدكم!)
الطعام غير الصحي (السكر الأبيض والدقيق والنشا والمواد الحافظة والألوان الصناعية … إلخ)
السهر وقلة ساعات النوم وعدم النوم ليلاً
التوتر والقلق
الاكتئاب
الإساءة اللفظية والجسدية
الإساءة النفسية مثل العنف والترهيب والحرمان والتهديد
الصدمات مثل التحرش، أو الحوادث، أو المرض الشديد، أو الوفاة، أو العنف المنزلي بين الأهل
فيديو: نصائح عملية وسهلة، بدون مصاريف، لتقوية العلاقة مع ولادنا
واسمحوا لي أن أضيف التعليم التقليدي والحضانات والمدارس، لأني معقدة ومتصابة جامد!
Montessori Egypt: دليلك لتعديل سلوك الطفل
The “Homeschooling in Egypt” Guide – دليل التعليم المنزلي في مصر
انكماش المخ وأثره على السلوك والتفكير
كل العوامل السابقة تسبب انكماش المخ بفعل ارتفاع الكورتيزول المستمر. انظروا الصورة! في كلمة مكررة في الصورة
Atrophy=ضمور
ببطء ومع كثرة التعرض للضغوط والنكد، ينكمش المخ ويبدأ في الضمور!
على سبيل المثال لا الحصر، نرى أثر الضمور وتدهور في:
ضعف الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات
بطء الاستيعاب
صعوبات الفهم
التشتت والتوهان
عدم القدرة على التركيز
أحلام اليقظة
الاندفاع والتهور
خلل التفكير المنطقي
ضعف القدرة على ضبط النفس
سوء الاختيار
السلوكيات الإدمانية المختلفة
أليست هذه الأعراض هي ما يطلق عليه “الطفل الغبي”؟
هل كورسات المونتيسوري علاج الطفل الغبي، وضعف الاستيعاب، والتشتت، وعدم التركيز؟
أخيراً وصلاً للسؤال الكبير! لكن قبل أن أجيب أدعوكم لقراءة هذه المقالات لتعرفوا معنى التركيز وقدرات الطفل في كل مرحلة:
فصل مجاني عن الطفل والتركيز من كتاب مروة رخا: أنا وآدم والمونتيسوري
كيف تساعد طفلك على التركيز في الحضانة أو المدرسة؟
فيديو عن قدرة الأطفال على التركيز
فيديو: ليه مروة رخا ضد ذهاب الطفل إلى الحضانة؟
نهج المونتيسوري والطفل ضعيف الاستيعاب
كيف يستخدم نهج المونتيسوري في تنمية القدرة على التركيز؟
كيف تحمي طفلك من الأمراض المعدية في الحضانات والمدارس؟
في نهاية كلامي، كورسات المونتيسوري سوف تساعد في الحالات الآتية:
إيه أهمية كورسات المونتيسوري من 0-6 سنوات؟
كيف يساعد نهج المونتيسوري طفلك أن يكون الأول والأفضل؟
كيف يعد نهج المونتيسوري الطفل للنجاح ويحميه من الفشل؟
تنمية مهارات الطفل بطرق غير تقليدية
تنمية مهارات الطفل اللغوية بطرق غير تقليدية
شعرات رفيعة فاصلة
انتبهوا! هناك شعرات رفيعة فاصلة بين:
العلم والمعرفة … وتكديس المعلومات!
المعلومات الهامة … والحشو!
ممارسة الرياضة من أجل جسد وعقل سليم … وتحويل الرياضة إلى مصدر للتوتر والضغط العصبي!
فهم احتياجات أولادنا في كل مرحلة وتلبيتها … وتعويض الغياب والإهمال، أو العنف والإساءة، بالمال والهدايا!
One Response