كيف تنشئ طفلاً يتعلم ذاتياً؟ Self-Learner الصورة اللي فوق دي هي سبب البوست الطويل دا 😊 أولاً: يعني إيه طفل بيتعلم ذاتياً؟ بكل بساطة هو طفل بياخد الأساسيات اللي اتعلمها قبل كدة وبيبني عليها من نفسه ومع نفسه. علشان كدة لو في فجوات تعليمية في أي مرحلة لازم تتسد قبل ما نتوقع أن الطفل هيبني أي حاجة. ثانياً: إيه عكس التعلم ذاتياً؟ التلقين! بيئة ما ... فصل ... مدرسة ... درس خصوصي ... بيئة ما الطفل بيكون فيها متلقي للمعلومات. حد جهز معلومات عن حاجة معينة وبيشرحها للطفل والطفل بيتلقن المعلومات دي ويمتحن فيها – سواء رسمياً أو لأ. ثالثاً: إيه الفرق بين نوعين التعليم دول؟ في حالة التلقين، الطفل متلقي سلبي للمعلومات. في حالة التعلم ذاتياً الطفل عنصر فعال في التعليم ... بيختار الموضوع ... بيبحث ... بيتفاعل مع المعلومات ... بيقبل منها اللي عاوزة ... بيرفض اللي مش عاوزه ... بيدور على بدائل وحلول. رابعاً: إيه أفضل نوع تعليم؟ من السهل نرمي التلقين أو "التعليم من خلال معلم" بعيد ونقول وحش. لكن الحقيقة أن النوعين مطلوبين وخاصة في المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية – أنا كمان أفضل إضافة المرحلة الثانوية. التعليم الذاتي مبني على فكرة إن الطفل عنده معلومات أو مهارات مبدئية وهو بيضيف لها ويطور من نفسه فيها. أنا حاولت قدر المستطاع إن في التعليم الأساسي يكون في تفاعل من خلال ألعاب أو فيديوهات أو منصات تعليمية أو أدوات المونتيسوري. طبعاً التعلم الذاتي أفيد وأعمق والطفل مش بينسى وبيستفيد من اللي علمه لنفسه. خامساً: إزاي بقى نخلي الطفل بيتعلم ذاتياً؟ بيعرف يعلم نفسه؟ أهم مهارة أي طفل محتاجها علشان يعرف يتعلم مع نفسه هي القدرة على حل المشكلات. Problem Solving Skills القدرة على حل المشكلات ممكن تضيع تماماً في بيئة تعليمية تقليدية معتمدة على التلقين والحفظ والدش. كمان المهارة دي بتبدأ من الأعوام الأولى في عمر الطفل وبتستمر معاه طول ما في اللي بيغذيها – في حالتنا كان المغذي الأساسي المونتيسوري. مثلاً، في كورس المونتيسوري الكامل من 0-3 في أنشطة كتير بتحط للطفل مشكلة وهو مطلوب منه يفكر في حلها. في عمر 9 شهور مثلاً مطلوب منه يبص لعروسة مربوطة بحبل ومطلوب منه يفكر إزاي العروسة توصل لعنده من غير ما يقوم من مكانه. يبص للمعطيات ويحل المشكلة. بيتغير مكان العروسة وبيرجع يفكر في المعضلة تاني. في نشاط تاني الأم بتغني أغنية معروفة للطفل وبتقف قبل أخر كلمة والطفل يفكر في الكلمة الناقصة ويقولها. في نشاط تالت الأم بتعد حاجات وبتقف بعد واحد علشان الطفل يقول اتنين. أو تقف بعد اتنين علشان الطفل يقول تلاتة. أنشطة المونتيسوري كتيييييييييييييييييير وكلها بتنمي المهارات المطلوبة فيما بعد للتعلم ذاتياً. أنشطة الحياة العملية كمثال آخر بتدي للطفل الثقة بالنفس المطلوبة علشان يؤمن أنه قادر على تعليم نفسه. أقوى حاجة في المونتيسوري – وهي أساسية للتعليم الذاتي – أن الطفل بيكتشف غلطته بنفسه وبيكتشف إزاي يصلحها وبالتالي بيتعلم من الخطأ. Control of Error مافيش حد بيصلح للطفل. مافيش حد بيقول له غلط. مافيش حد بيقول له بتتعمل كدة. الطفل بيتفاعل مع الأدوات ومن خلال التكرار والتجربة والخطأ بيتعلم. دا بالظبط اللي بيحصل مع آدم مثلاً في تعلم البرمجة ... بتكون عنده فكرة ... بيحاول ينفذها ... بيلاقي صعوبات ... بيدور على حلول على النت ... بيجرب الحلول ... بيغلط ... بيراجع شغله ... بيكتشف الخطأ ... بيصلحه ... بيتعلم. اللي أخدوا المونتيسوري وحولوه إلى فصل ومدرسة وتلقين ظلموه وظلموا الأطفال! سادساً: هل التعليم الذاتي بيلغي دور المدرس؟ الإجابة لأ! المدرس بيتحول من ملقن إلى موجه ... إلى منسق ... إلى ميسر ... الطفل هو اللي بيروح للمدرس ... بيعرض شغله ... بيستشيره ... ممكن ياخد نصيحة تساعده في البحث ... ممكن يرجع بسؤال يشغل باله أكثر ... ممكن حاجات كتير إلا التلقين وتقديم المعلومة رخيصة. سابعاً: خطوات التعليم الذاتي 1- الحافز الداخلي. يعني عملية التعليم الذاتي بتبدأ من الطفل ... من جواه ... مش من برة. مش من الأهل. هو لازم يبقى فعلاً عاوز يتعلم حاجة ... يلاقي إجابة سؤال ما ... يفهم ظاهرة ما ... كدة يعني. 2- نقاط القوة. مافيش تعليم ذاتي بينجح في حاجة الإنسان ضعيف فيها. خسارة الفلوس. الطفل بيتعلم حاجة هو قوي فيها وحاببها وشاطر فيها علشان يلمع وينور ويتفوق. 3- الأدوات. نت؟ مكتبة؟ مقالات؟ كتب؟ فيديوهات؟ محاضرات؟ ورش؟ كورسات؟ 4- ما تخافش من الخطأ. الغلطات فرص للتعلم. الطفل يجرب براحته ويغلط ويتعلم ويكتشف. 5- فرص للممارسة. الطفل بيخترع لنفسه فرص لتطبيق اللي اتعلمه. فرص لمشاركة اللي بيعرفه ... فرص لتعليم غيره .. فرص للنقاش والتطوير. 6- وجود موجه أو ميسر تعليمي مهم جداً. 7- الموضوع .. أي موضوع .. هياخد وقت ومثابرة ومجهود. ثامناً: مزايا التعليم الذاتي الطفل اللي بيعرف يعلم نفسه، بالإضافة للعلم اللي اتعلمه، بيكتسب قدرات رائعة؛ بيعرف يتخلص من المشتتات. بيعرف يركز. بيعرف يحط أولويات. بيربط بين الحياة واللي اتعلمه. أهم حاجة بقى أنه بيبقى شايف نفسه قادر وفعال وبالتالي بيبقى متفاعل مع مجتمعه وخدوم وبيهتم بالآخرين وعاوز يساعد دايماً – عكس اللا مبالاه والعدمية والتهميش.