fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

صديقي يبحث عن علاقة سادية

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

سؤال يحيرني: صديقي يبحث عن علاقة سادية

“الموضوع باختصار ان لي صديق بيعاني من مشكلة السادية. هو يطلق على نفسه انه “سادي”، وهو متزوج، وطبعاً طبيعة المجتمع لا تسمح للمرء الكلام عن هذه الأمور قبل الزواج.”

من الصعب إيجاد الشريكة التي تتطابق مع رغباته السادية سواء اتفقنا عليها أم لا. ولكنها رغبة نفسية. يقول ان نفسه يبقى “سادي” أثناء العلاقة فقط وليس كنمط حياة كامل. حالياً هو يعاني من تشتت رهيب: هل سيقدر اكمال حياته على هذا النحو؟ حاول أن يصارح شريكته، ولكنه خاف من الفضيحة. مؤخراً بدأ يتعرف على “النوعيات اللي هو عاوزها” من على الانترنت، و بدأ يتكلم معهم ويرتّب لحدوث علاقات أون لاين، وطبعاً هو شايف ان كده يبقى خيانة وفى نفس الوقت حرام. هو دلوقتي بين نارين: الاولى إزاي يقدر ينفذ رغباته الجنسية بالطريقة اللي هو عاوزها، وفى نفس الوقت يحافظ على اسرته ودينه؟ لو رحنا لشيخ سيعتبر أن هذا حرام، ولو توجه لطبيب نفسى ربما يعتبره مريضاً يحتاج إلى علاج.

هو عاوز حد فاهم الرغبات الغريبة اللي زي دي، وميبقاش مرفوض الكلام قبل ما يبدأ . رأيت أن استشيرك بما أنك تتعاملين مع مشاكل مشابهة. شايفة الوضع والموقف ازاي؟

عزيزي الوسيط

إليك ردي وأتمنى أن تنقله إلى صديقك الذي استشارك!

أولاً دعنا نتفق أن ممارسات العلاقات الحميمة وشكل العلاقات الزوجية وتفاصيل العلاقات العاطفية لا يمكن حصرها في لون أبيض ملائكي ولون أخر أسود شيطاني!

دعنا نتفق أن هناك سلماً موسيقيا كاملاً متعدد النغمات. كل ثنائي في علاقة يعزفان مقطوعة خاصة بهما قد تبدو مألوفة للمستمع العابر، وقد تكون صادمة مزعجة إذا وقعت على مسامع من لا يروق له تذوق هذا النوع من الموسيقى.

دعنا نتفق أيضاً أن ما قد تظنه أنت طبيعي ومفروغ منه قد يكون جريئاً أو منفراً أو مقززاً بالنسبة لشخص آخر. ودعني أؤكد لك أن دوام الحال من المحال والتغيير سمة بشرية؛ ما قد تشمئز منه اليوم ربما يجذبك بعد خمسة أو عشرة أعوام!

هذه المقدمة الطويلة هي بداية دفاعي عن حق كل إنسان في الاستمتاع بطريقته دون الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير! ليس من حق عابر سبيل اتهام رجل أو امرأة بالمرض النفسي أو الشذوذ لمجرد الاختلاف في الأهواء أو الأذواق.

دعني أصدمك أكثر وأعرض لك كيف رسخ الفن لمفاهيم الهوس الجنسي بـ “ضرب المؤخرة” مثلا!

استعرض في ذاكرتك جميع مسرحيات الراحل فؤاد المهندس! ابدأ من “سيدتي الجميلة” ثم “سك على بناتك” ثم “هالة حبيبتي” على سبيل المثال!

تذكر أيضاً أفلام الزعيم عادل إمام … هل تذكرت مشاهد ضرب المؤخرات؟ كم مسرحية رسخت أفكار الـ cross-dressing، حيث يرتدي الرجل زي امرأة كامل ويضع مساحيق التجميل ويرتدي حذاء ذو كعب عالي؟

كم فيلم رسّخ لفكرة ضرب الزوجات أو الحبيبات “بالقلم” كتعبير عن الحب أو الحماية أو الغيرة؟ أتذكر فيلم عبد المنعم مدبولي الذي كان يعشق أحذية السيدات وأقدامهنّ؟ هذا هوس الأقدام أو الـ foot fetish!

مشكلة صديقك الحقيقية أنه وقع في فخ ازدواجية المجتمع الشرقي!

حينما قرر الزواج لم يبحث عن شريكة متوافقة معه فكرياً ونفسياً في ميوله، بل ذهب يبحث عن الفتاة المؤدبة القطة المغمضة التي لم تتفتح مداركها ولا تدري أي شيء عن هويتها أو ميولها الجنسية!

صديقك أراد أن يكون السيد الأول والأخير في حياة الجارية التي دفع ثمنها مهراً ومقدماً ومؤخراً! زوجته الحالية ربما لا تدري شيئاً عن احتياجاته وهو محبط من شكل العلاقة بينهما واتجه إلى النت للبحث عن بدائل! الآن هو بين نار ذنب الخيانة ونار ميوله الجنسية الملحة!

لا أنصح شريكك بمصارحة زوجته باحتياجاته لأنها سوف تنهار وتترك المنزل، وتطلب الطلاق وتخبر الجميع أن زوجها “سادي”! ولا أنصحه بالاستمرار في علاقات النت إلا إذا اختار أن يحيا حياة مزدوجة.

أنصحه بأن يتعامل مع زوجته اليوم كما تعامل مع عذريتها ليلة زفافهما وخلال شهر العسل، وخلال الأشهر الأولى من زواجهما حتى تفتحت مداركها الجنسية!

أنصحه بالصبر والتأني وأن يدخلها عالمه بالتدريج من خلال مشاهدة الأعمال المسرحية والسينمائية التي يظهر بها نمط حياته هذا.

كذلك من خلال قراءة روايات تبدو بريئة لكتّاب مثل احسان عبد القدوس وعبد الحميد جودة السحّار، ومن خلال قراءة أعمال أخرى أكثر جرأة في مواجهة صورة الجسد والجنس لكتاب مثل كونديرا وليوبولد مازوخ وإيان راند.

هناك العديد من المدونات والمنتديات على النت تنشر قصص وروايات لكتاب بأسماء حقيقية أو مستعارة لأصحاب هذا النمط من الحياة.

الأمثلة كثيرة ومتوافرة ولكن على صديقك اختيار النصوص والمشاهد بحذر، وأن يراقب رد فعلها ويناقشها في مشاعرها تجاه ما تقرأ أو تشاهد.

إذا أراد أن تتجاوب معه زوجته، يجب أن يتحرر عقلها من قيود المجتمع وعبودية الحياة النمطية، ولن يحدث هذا إلا بالاطلاع على عوالم أخرى وبالكثير من الحب والأمان والثقة بنفسها ثم الثقة بزوجها!

ليس هناك ضمانات! قد تنجح محاولاته وقد تفشل لأن في نهاية الأمر كل انسان له تركيبته النفسية وميوله واتجاهاته.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”