مروة رخا تكتب لمنصة مسارات: كيف أحمي نفسي من التحرش في مكان العمل؟ للأسف، لا تتعرض المرأة للتحرش في الشارع فقط! المرأة عُرضة للتحرش بكل أشكاله في أي وقت وأي مكان – حتى في مكان عملها! للتحرش أشكال كثيرة منها النظرات غير المريحة، اختلاس اللمسات، الجذب، النكات الخارجة، التلميحات الجنسية، العروض الجنسية غير المرحب بها، وغيرها من محاولات اقتحام مساحتك الخاصة. المدير، أو الزميل، المتحرش لا يختلف كثيراً عن المتحرش في الشارع من حيث المواصفات والدوافع. كلاهما مريض ومؤذي. كلاهما ضعيف وجبان. كلاهما يستغل خوف المرأة من الفضيحة أو "كلام الناس". نصائحي لكِ لتجنب التحرش في العمل لن تجدي مثلها في الكتب والمراجع! هذه النصائح خلاصة سنوات كثيرة من التعايش في بيئات مختلفة – الكثير منها كان معادياً للمرأة! كيف أحمي نفسي من التحرش في مكان العمل؟ أولاً: لا تكوني "بطة مستهدفة"! لا تكوني فريسة سهلة! لا تكوني هدفاً مغرياً! مواصفات "البطة المستهدفة" هي:
-
العزلة وعدم الاندماج مع الآخرين.
-
الخجل والكسوف و"اللبخة".
-
مشاركة تفاصيل شخصية عنك وعن أسرتك وحياتك العاطفية.
-
قبول التواجد في الشركة في غير مواعيد العمل الرسمية.
-
الافتقار إلى الثقة بالنفس وتقدير الذات.
-
إرسال كلاماً أو صوراً يمكن أن تستخدم لابتزازك.
-
لا للأبواب المغلقة.
ثانياً: روح الفكاهة! الدعابة هي سلاحك الأول في إيقاف مديرك "الخفيف الظريف" عند حده، بدون أن تقعي في الخطأ. إذا هاجمتِ المدير الذي يحاول تخطي حدوده معكِ، سيتصرف تماماً كالمتحرش في الأوتوبيس عند مواجهته؛ سيثور ثورة كاذبة ويتهمك بما ليس فيكِ ويفضحك ثم يرفدك. لهذا يجب أن تكوني حذرة وتستخدمي الدعابة لإيقافه عند حده. مثلاً، سألك المدير سؤالاً شخصياً عن ارتباطك بفلان أو نوع عطرك أو أي سؤال يخترق خصوصيك. بدلاً من الارتباك أو الثورة والمواجهة، حولي الأمر إلى نكتة، وكأنك تسخرين منه بدون أن يمسك عليكِ غلطة، واستخدمي "إفيهات" الأفلام. تذكري.. أياً كان ما تقولين، اضحكي وكأنها دعابة! لا تنتظري الرد! قولي قولك وانصرفي فوراً! ثالثاً: فمك.. لا تبتل فيه الفولة! المتحرش يخاف الفضيحة أكثر من الضحية! ألفي قصصاً عن جارتك التي اكتشفت خيانة زوجها؛ صديقتك التي جرجرت مديرها في الأقسام؛ قريبتك المحامية التي رفعت على جارها دعوى عدم تعرض! كل يوم احكي للزميلات والزملاء قصة، وكلما كانت قصصك جريئة و"فُضحية" كلما تجنب "المدير المتحرش" شرك وابتعد عنك! تذكري أن المتحرش يستهدف الفتاة الخجولة التي لن تفضحه أو تفضح محاولاته. رابعاً: الشلة كلنا نعرف أن النعجة الشاردة سهل صيدها والطير خارج السرب سهل قنصه.. والفتاة التي لا "شلة" لها سهل الاستفراد بها. أنتِ دائماً في مجموعة! تدخلين الشركة معهم وتخرجين منها معهم. تتناولين غذائك معهم وتقفين معهم في الردهات والممرات! لا تقبلي أي دعوة على العشاء أو الغذاء أو الإفطار إلا من شخص تعتبرينه صديق/ة. ليس من حق أحد ابتزازك أو الضغط عليك لتخرجي معه/ا. قولي: "لا! لن أستطع!" – هكذا بكل بساطة ووضوح وبدون مبررات. أنتِ لست مطالبةً بالتبرير. خامساً: العيون مفتاح الروح لا يجب أن تلتقي عينيك بعيني المدير، أو الزميل، للقضاء على فرصة "التسبيل". يمكنك النظر باتجاهه ولكن ركزي عينيك على أي نقطة فوق رأسه أو بين حاجبيه أو على حائط خلفه. في الاجتماعات، سلاحك الورقة والقلم! أنت دائماً تكتبين وتدونين. في النقاشات، اقرأي من الورقة وكأنك ترتبين أفكارك ووزعي نظرك على جميع الزملاء والزميلات. المهم ألا تلتقي الأعين! إذا كان هناك من يزعجك "سلامه"، لا تعطيه الفرصة! ها أنتِ تحملين أوراقاً أو ملفات أو شاي! لن يمكنك السلام باليد أبداً! سلامك دائماً بالقول أو الإشارة من بعيد. أما المجاملات، مهما قال، ردك بكل ثبات هو: "ميرسي". لا ترتبكي ولا تحاولي الرد. إذا تعرضت لمضايقات، سوف تحتاجين خطة للهروب من المكتب أو الإدارة أو الشركة. البحث عن عمل بديل يحتاج إلى وقت وعلاقات وتنمية مهارات. تذكري: أنتِ لست شجرة!