مروة رخا تكتب للحب ثقافة: صغيرة وغير متعلمة: هل أتزوجها؟ أنا شاب في منتصف العشرينيات. أشغل وظيفة جيدة بإحدى كبرى الشركات. تقدمت للزواج من فتاة عمرها 18 سنة. عندما تقدمت لها اكتشفت أنها لم تكمل تعليمها وتوقفت عند الإعدادية.
عندما تكلمت معها ارتحت نفسياً وعرفتها بظروفي كاملة وهي موافقة على كل ظروفي. أهلها ناس بسطاء جداً – على قد الحال يعنى – ومحترمين. أهلي رافضين زواجي ممن لم تكمل تعليمها. كل أصدقائي نصحوني بتركها. أنا في حيرة من أمري. هل أستمر بهذه العلاقة أو أبحث عن فتاة أخرى؟
عزيزي خطيب “الفتاة غير المتعلمة”،
تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة عند الإجابة على سؤالك هذا وأخاف أن أضللك بدون قصد مني.
إجابتي لن تحمل معها التشجيع الذي تتمناه أو التنفير الذي تبناه أصدقائك، ولكنها ستساعدك على اختيار الأنسب لك من خلال الصراحة مع النفس.
السؤال الأول: ما أهمية أن تكون زوجتك حاصلة على شهادة جامعية؟
أتذكر جدتي لأبي وأنا أسألك هذا السؤال؛ تزوجت جدتي من جدي وهي صغيرة جداً ولم تكمل تعليمها ولكنها كانت مثقفة أنيقة قارئة متفتحة.
كانت تجيد الإنجليزية والفرنسية وكانت تعرف الكلمات الأساسية للغات أخرى. كان لديها مكتبة صغيرة خاصة بها وكانت تقرأ كتب جدي وكان جدي يتناقش معها في الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية.
لم أشعر يوماً أنها جاهلة وقليلة الشأن ولم يشعر هو بالخجل منها، بل بالعكس، كانت تشرفه في جميع المناسبات والمحافل المحلية والدولية.
أما بالنسبة لأبنائها، كانت قادرة تماماً على التعامل معهم وتوجيههم ومساعدتهم في الدراسة. أتذكر أيضاً أنها كانت تساعدني في الدراسة وأدين لها بفضل حبي للقراءة.
هذه جدتي التي لم تكمل تعليمها – لم تهمل عقلها ولم تتوقف عن تطوير ذاتها ولم تهجر العلوم والثقافة لأنها لن تحصل على شهادة تثبت ذلك.
هل خطيبتك مثل جدتي؟
انظر لخطيبتك وراجع مواقفها من القراءة والاطلاع وراجع المواضيع التي تناقشها معك وكيف تقضي وقت فراغها . إذا وجدتها تافهة تهتم بالتفاهة، تأكد أن هذا طبع وتفضيل شخصي لا علاقة له بالشهادة.
السبب الآخر الذي يدفع الناس لإتمام الدراسة الجامعية هو الوجاهة الاجتماعية.
- هل أنت قادر على أن تواجه أي موقف تظهر فيه حقيقة أن زوجتك لم تكمل تعليمها؟
- هل أنت قادر على احترامها؟
- هل أنت قادر على مشاركتها حياتك بدون الشعور بالخجل منها؟
- هل أنت قادر على تبرير وتفسير هذا الوضع أمام أبنائك؟
- هناك أمر قد تواجهه عند التقديم لأبنائك في المدرسة، المدارس اليوم تطلب مؤهل الأم والأب وعلى أساسه يتحدد قبول أو عدم قبول الطفل. هل فكرت في كيفية تخطي هذا الأمر؟
السؤال الثاني: لماذا اخترت هذه الفتاة؟
إذا كانت الإجابة أنك تشعر بالراحة معها ولا تمل من حديثها وتشعر أنها تفهمك وتقدرك، وأن بينكما توافقاً وتواصلاً واحتراماً، أنت على الطريق الصحيح.
إذا كان السبب الحقيقي، الذي لن يعرفه سواك، هو أنها الوحيدة التي سترضى بك وبظروفك ولن تثقل كاهلك بالطلبات والأعباء، أنت تتزوج للأسباب الخاطئة.
السؤال الثالث: ما هي حجج أصدقائك لإثنائك عن رغبتك؟
- شكلك أمام الناس؟ هل أنت قادر على مواجهة الناس بكل فخر وشموخ؟
- التوافق العقلي؟ هل هذا أمر هام بالنسبة لك؟ هل تشعر أنها تفهمك وتضيف لك؟
- التوافق الاجتماعي؟ هل هذه مشكلة لك؟ هل هذا أمر مريح لك؟ هل تشعر بالقوة والتفوق بسبب ظروف الفتاة؟
القرار في النهاية لك ولا يوجد رأي صائب مطلق. راجع دوافعك الحقيقية للارتباط بها وراجع شخصيتها وقدرتها على التطور وتثقيف ذاتها ثم خذ قرارك.
