"عيب … الناس يقولوا إيه؟"
" احنا عايشين وسط ناس "
" المجتمع مش ممكن يقبل الكلام ده"
" فى حاجة اسمها واجهة اجتماعية"
———————————————
سؤال: إيه الحاجات المشتركة فى الجمل دى؟
سؤال تانى: ليه الجمل دى جايبانا ورا؟
سؤال تالت: كام مرة اتقالت لك الجمل دى؟
أنا هـ ابتدى من السؤال التانى لأن هو دا مربط الفرس. الجمل دى و غيرها من القواعد الإجتماعية لها هدف واحد بس و هو "تلجيم" الانسان و "تحجيم" الفرد و "اخصاء" الإرادة الحرة المستقلة. الجمل دى بتفكر كل واحد فينا بكل اللى مش ممكن يعمله أو اللى مش هيقدر ينفذه. الجمل دى بتفكر الواحد انه ثور فى ساقية و انه اتولد علشان يخدم اسياده من الناس و المجتمع. لو نفسك تشتغل سمكرى أو ممثل بانتومايم أو كاتب بورنو أو اى حاجة تانية تخالف الاعراف و التقاليد هتسمع الجمل دى.
لو مش عايز تتجوز أو مش عايز تخلف أو مش عايز تحلق شعرك أو مش عايزة تلبسى "حمالة صدر" – برا يعنى – هتسمعوا الجمل دى. لو اخترت كليه غلط علشان قلة معرفتك بنفسك أو اخترت زوج/زوجة غلط بسبب قلة الخبرة أو اشتغلت شغلانة غلط علشان الحوجة مش من حقك التراجع .. مش من حقك انك تقلب الصفحة … اتكتب عليك تحمل نتيجة خطأك الغير مقصود بقية عمرك و اتكتب عليك سلسلة من الأخطاء فى حق نفسك علشان تعرف تتعايش مع الخطأ الأول. لو فى الجامعة … هتسقط و تغش و تكره أهلك و تغير من زمايلك اللى فلحوا و تنجح بالزق و انت حاسس انك ضايع و خايب و محبط. لو فى الجواز … هتقلب وشك و تكره عيشتك و تخون و تبصبص و تقضيها زى ما كل الناس مقضينها. لو فى الشغل … هتبقى سلبى و سمَاوى و بتوقف المراكب السايرة و طبعا لا هتترقى و لا مرتبك هيزيد و لا هتنجح و تكمل لف فى الساقية.
لو قررت و انت فى سنة تالتة كلية و قرفان تحول كلية تانية أو تسيب الجامعة خالص و تشتغل أهلك هيجلهم ذبحة و أصحابك هيمصمصوا شفايفهم على قلة بختك و عقلك اللى راح. لو قررت تطلق أم العيال علشان انت مش طايق هتبقى قليل الاصل و "بتفسًخ" المجتمع. لو قررتى تطلبى الطلاق علشان جوزك قاسى و عواطفه متحجرة تبقى قليلة الأدب و عايزة كسر رقبتك. ده حتى لو بيضربك و بيهينك لازم تستحملى علشان العيال بدل ما الناس تعايرهم بأهلهم! لو قررت انك تغير مجال و لا مكان شغلك تبقى اتجننت … هو حد لاقى شغل اليومين دول؟ كل حاجة حوالينا بتدعونا للخضوع و الاستسلام … مرة بـ اسم المجتمع و مرة بـ اسم التقاليد و مرة بـ اسم الدين. آه … مروة وقعت فى المحظور و جابت سيرة الدين! فعلا … إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لكن التغيير صعب و ما يقدر على التغيير غير صاحب إرادة مستقلة و عزيمة قوية … هتيجى منين الإرادة و العزيمة لانسان اتفطم على الخوف و النفاق؟
كل ده علشان الناس و علشان المجتمع اللى انا فشلت تماما فى تعريفهم .. بجد … مين دول؟ دا السؤال اللى هـ يجننى … ناس مين و مجتمع ايه اللى ممكن يلغوا شخصيتى و احلامى؟ مين دول اللى بـ اخاف على صورتى المزيفة فى اعينهم اكتر ما بـ اخاف من صورتى العارية فى مرايتى؟ مين دول اللى دايما بيفكرونى بنقط ضعفى و عجزى البشرى؟ هما ليه دايما بـ يركزوا على اللى انا مش ممن اعمله او مش هاقدر احققه؟ مين دول اللى بيختاروا لى سن و وظيفة و مرتب و مكان شقة و نوع عربية جوزى؟ مين دول اللى بيفرضوا عليا اكتب ايه و اعيش ازاى؟ مين دول بجد؟ ناس تانية اتحكم عليها بالفشل فبيمارسوا ساديتهم عليا؟ مرضى بداء التدخل فيما لا يعنيهم؟ أرواح محبطة و أفواه مكممة بتعمل عليا اسقاط نفسى من النوع الاصلى؟
أنا هقول لكم دول مين … دول المنافقين … دول مخلفات الحروب الطبقية و النزاعات الشخصية … دول اللى ضاعت منهم احلامهم و هويتهم و فرديتهم فقرروا يطلعوا عقدهم على خلق الله. دول يا حرام كدبوا الكدبة و صدقوها … باعوا و اشتروا الترماى من و الى نفسهم … ماتت فيهم الروح قبل اوانها … دول محترفى تمثيل … دول اللى بيعيشوا حياتهم و كأنها بروفة لحياة أخرى و نسيوا انها حياة واحدة فى الدنيا و اليوم اللى بيعدى مش بيرجع و الحلم اللى بيموت بيتحول الى سم بطئ المفعول. أنت بقى مين؟ لو ما فيش ناس و ما فيش مجتمع كنت عملت ايه بحياتك؟ بعيدا عن الاعراف و التقاليد … مبادئك ايه؟ أخى المواطن البالغ الرشيد … صالح نفسك … السلام الداخلى و الراحة النفسية تبدأ عندما ينتهى الصراع بين مرايتك الشخصية و نظرة المجتمع!
You must be logged in to post a comment.