Estimated reading time: 4 minutes
هل أنا أم جيدة؟
هل أنا أم جيدة؟ أنا أم كويسة؟ أنا أم سيئة؟ من منكن تسأل نفسها هذا السؤال؟
ما هو تقييمك كأم؟
هل تضعين نفسك بالمقارنة بأم أخرى – ويا سلام لو كانت متخصصة مونتيسوري مثلاً – فتجدين نفسك راسبة أو بالكاد ناجحة "على الحُرُكرُك"؟
أتعرفين أماً وصلت لقمة اليأس وغرقت في أعمق درجات القنوت فرمت "طوبة نفسها"؟
مقالات عن الأمومة والأبوة
ما هي درجتك كأم؟
كام من كام؟ هل تعطي نفسك 7 من 10؟
ما هو تقديرك العام في سنوات أمومتك؟ جيد مرتفع؟ مقبول؟ امتياز؟
أليست هذه طريقة التقييم الوحيدة التي نعرفها وتمت برمجتنا عليها؟
كيف يتم تقييم الأم بالورقة والقلم والدرجات؟
نأخذ الأم. نقارن أداءها بأمهات أخريات. نضع معايير واضحة للتقييم مثل نظافة منزلها، وجودة طعامها، وشطارة أولادها في المدرسة، وعدد الهوايات، وتنوع الرياضات، وخانات أخرى أكثر دقة.
ما هي نتيجة التقييم التقليدي للأمهات؟
النتيجة هي أمهات تعيسات! يائسات! بائسات! تمكنت منهن مشاعر الغضب واللامبالاة. مهما بذلن من مجهود، النتيجة زفت في عين أحدهم. مهما حاولن، سباق الدرجات المحموم يحتاج إمكانيات مادية ونفسية خارقة.
حبيبتي ... أيتها الأم صاحبة الدرجات السيئة والتقدير الضعيف ... تعالي هنا ... اسمعي من أم استوت على نار هادئة ... سأعلمك كيفية تقييم نفسك.
كيف تحسب درجات الأمومة؟
التقدير التراكمي لرحلة الأمومة يبدأ من الآن ... من هذه اللحظة التي تقرئين فيها كلماتي. فرص التحسين متاحة كل يوم وكل لحظة ما دمتِ حية ترزقين وما دام أولادك أحياء يرزقون – العمر الطويل المديد لكِ ولهم.
مقالات عن علاقة الأهل بالطفل
من هي الأم التي تحصل على أعلى الدرجات؟
الأم التي تستيقظ كل يوم وتعد نفسها أن تحاول أن تكون أكثر صبراً ... أكثر هدوءً ... أكثر حناناً. ثم تفشل في الحفاظ على وعدها. فقبل أن تنام تعد نفسها أن الغد سيكون أفضل من اليوم. تستيقظ. تجدد الوعود. تحاول. تنجح أياماً ... تتعثر أحياناً ... تفشل تماماً. تسامح نفسها. تجدد العهود. هكذا ... كل يوم.
هناك أم أخرى تفتح عينيها في الصباح فتتمنى لو ابتلعها السرير. هكذا ... بكل بساطة وهدوء. تتمنى أن تختفي من الحياة فتنتهي المعاناة وتتحرر من الأعباء والمسؤوليات. ترفع عنها الغطاء الثقيل ثقل السلاسل الحديدية ... تقف على قدميها ... تحضن أطفالها وتبتسم ... تحاول ... رغم الثقل.
الأم التي فتحت الباب وخرجت ... مشت بعيداً ... تركت كل شيء ... شعرت بنسمات الحرية آتية من بعيد ... سارت عدداً من الخطوات ... مشت مسافة في اتجاه الهروب الكبير – طالت أم قصرت – ثم استدارت وعادت حتى لا يصاب أطفالها بالهلع.
ماذا عن تلك التي فقدت أعصابها وفقدت سيطرتها على نفسها وخرقت كل مواثيق حماية الطفل واحترامه في لحظة سوداء؟ ثم ندمت واعتذرت. طلبت الدعم. لجأت لمساعدة المتخصصين لكسر دائرة العنف الجسدي واللفظي والنفسي.
هناك من تنظر لأطفالها فتتمنى لو اختفوا. لا تجرؤ أن تصرح بمشاعرها اللحظية تلك لأحد. تطرد الفكرة ... تنفيها بعيداً ... تبتسم ... تحضنهم ... تقبلهم ... تسمح لعينيها أن ترى جمال البراءة والطفولة ... تتجدد الأمومة بداخلها ولو قليلاً.
حسناً! ما بالكم بالأم التي تلعب غصباً عنها. كل يوم! ساعات وساعات! أسابيع وشهور وسنوات ... تكره اللعب كراهية عميقة ومع ذلك تجلس وتلعب وتتخيل وتتكلم وتضحك.
لم أحدثكم عن ضيق ذات اليد! الشاطرة تغزل برجل حمار ... هذه الأم تصنع المعجزات يومياً لتقدم لأطفالها نشاط لتنمية المهارات، أو فرصة تعليمية، أو رحلة ترفيهية، أو وجبة صحية، أو بيئة محترمة لا يهان الطفل فيها أو ينتهك.
الابتلاءات ... قد يكون البلاء زوج قاسٍ أو بخيل. قد يكون شريك حياة رافض للتغيير ومصر على التربية "بالشبشب". قد يأتِ البلاء في أهل غير داعمين أو صحبة تخصص "تكسير مقاديف". قد يكون الابتلاء في صحتها وطاقتها الجسدية. تقب هذه الأم على السطح ثم تغطس ... تقب وتغطس ... تتمسك بالنفس السريع القصير الذي تأخذه قبل أن تغرق في معاناتها. تتنفس لها ولأطفالها ... تغطس ... تكتم نفسها ... تقب ... تتنفس ... وهكذا ... كل يوم.
هل وجدتِ نفسك في وصف أي أم من الأمهات؟ هل فهمتِ كيف يتم تقييم الأمهات؟ سواء كانت معاناتك نفسية أو مادية أو جسدية ... سواء كان صراعك مع المجتمع أو الأهل أو أبو أولادك ... سواء كانت الأشباح التي تطاردك قادمة من صدمات الماضي أو دوامات الحاضر أو مخاوف المستقبل ... كلها مشروعة ... ليس من حق أحد تقييمك.
تذكري ... يكفيكِ شرف المحاولة المتكررة المستمرة!
أوعي ترمي طوبة نفسك!
أوعي تيأسي من نفسك!
لا توجد ورقة اختبار!
لا توجد درجات!
فرص التحسين يومية!
مقالات في صميم التربية
One Response