حول هذا الموضوع تحدثت مروة رخا مستشارة العلاقات العاطفية قائلة، استقلالية المرأة المادية موضوع مر بثلاث مراحل مختلفة.. ففى البداية كانت المرأة ربة منزل، ومن ثم كان الرجل هو صاحب الدخل الوحيد، وبالتالى القرار الوحيد داخل الأسرة، فالمرأة كانت معتمدة علية اعتمادا كليا، ومن هنا أصبحت المرأة "ملطشة" للرجل، فمن الممكن أن يتطاول عليها بالضرب والإهانة، وتقف هى أمام كل هذا دون رد فعل نظرا لحاجتها المادية له لعدم مقدرتها على الاستقلال المادى الذى يساعدها على الإنفاق على نفسها، وعلى أولادها وتوفير المسكن الملائم لهم، وهذا هو جيل أجدادنا.
ثم جاءت مطالبة النساء بالخروج إلى سوق العمل وحرصها على أن تصبح عضوا فعالا فى المجتمع، وفى هذه الفترة قبل الرجال بهذا الوضع على مضض لأنهم يحتاجون لدخلها فى مساعدتهم على أعباء الحياة، وهذا هو جيل أبائنا.
ثم جاء الجيل الحالى – والكلام لرخا – الذى آثر الرجوع إلى جيل جده، لأنه باختصار تكونت لديه عقد من عمل الأم، فدائما ماما مشغولة وليست لديها القدرة على الاستماع له، وبالها مش طويل، وفى أغلب الأحوال لا يوجد طعام طازج فى المنزل، ومن هنا بدأ هذا الولد يشعر أن هذة السيدة المتمثلة فى أمه مقصرة معه كابن، بالإضافة أنه كان يرى طريقة معاملتها مع والده بصوت عال وفكرة استقلالها عنه فى صورة تهديد مستمر له بالانفصال، وهناك بعض الحالات التى وجد فيها هذا الولد أن أمه طلبت الطلاق وحصلت عليه دون أسباب تقنعه، وأدرك أن عملها هو الذى أعطى لها كل هذه الاستقلالية، مما أدى به إلى البحث عن الشكل القديم المتمثل فى جدته، وبالتالى رفضه لعمل الإنسانة التى سيرتبط بها ويتزوجها.
أما بالنسبة للبنت فهى توافق على هذا الشرط، لأن بنات هذه الأيام لا تشعر بقيمة استقلالها، لأنها ذهبت إلى المدرسة والتحقت بالجامعة دون إرادتها، فلا هى مدركة قيمة التعليم ولا الشهادة ولا تتطلع إلى الوظيفة، وهذا النوع عندما تشاهد معاملة والدها السيئة لوالدتها تحلم بفارس الأحلام الذى سيعاملها بطريقة أفضل، ثم تفاجئ بعكس ذلك، وفى النهاية تضطر إلى العيش معه حتى تضمن لنفسها عدم الخروج إلى العمل.
You must be logged in to post a comment.