النشر الاكتروني والكاتب "الملطشة"
كتبت جنة حسن
الرابط الأصلى
احتجاجاً على دور النشر "المستغلة" في مصر، أطلقت مروى الرخا (كاتبة ومذيعة مصرية) حملة على موقع الكتروني في الشبكة العنكبوتية في عنوان "عزيزي الكاتب الملطشة".
والحملة تدعو الكتاب الناشئين لكي يثوروا على الناشرين الذين تحولوا برأيها الى "مطبعجية" وسماسرة، مهمتهم ابتزاز الشاب المندفع الذي يرغب في ان يبرز بين أروقة المثقفين وينشر نتاجه الادبي الاول على صفحات يدفع مقابلها اموالا طائلة. وهكذا تتحول الكتب اكواماً من ورق وتبقى حبيسة بضع مكتبات. هذا ان تمت اساساً عملية التوزيع، بعدما يكون الناشر قد حمل الكاتب على دفع مصاريف النشر كاملة، فيتحول بذلك الى "كاتب ملطشة"، بحسب الحملة الاحتجاجية.
من المعروف ان الكاتب يحتاج الى ناشر كي يستطيع إبراز مؤلفاته. لكن الكثير من الروائع قد تبقى مغمورة ان لم يتم نشرها. وكم من الكتب تبقى حبيسة المكتبات القديمة، مركونة على رف يتآكل الغبار صفحاتها الصفراء. فالكتابة والكتب، لا تحتاج الى كاتب وناشر فقط، بل تحتاج أيضاً إلى قارئ كي تحيا وتنتشر.
ماذا في الموقع؟
عدا عن نشرها الكتب مجاناً على الشبكة العنكبوتية، تعرض مروى في موقعها كتابها "شجرة السم" وجميع مقالاتها المنشورة باللغتين العربية والانكليزية. وهي تفتح الموقع لعرض مشاكل القراء، فلا تتوانى عن اسداء النصائح اليهم بكل موضوعية وصراحة. لكن معظم تلك المشاكل عاطفية، مما يصيب مروى أحياناً بالغضب، من دون أن تتوانى عن تكرار دروس يبدو ان رواد الموقع لم يحفظوها. فالنصائح للعشاق قلما تأتي بنفع خاصة اذا ما كان القلب يعمل مستغلا سكون العقل. وسبق لمروى ان قامت بحملات سابقة كحملة "انا لست عذراء" او "لماذا يجب الا تواعدي شابا مصريا". وهي توفر ايضا لرواد الموقع تحميل حلقات من تجربتها الاذاعية، وبرامج لمساعدة الطلاب، و تدريس برامج للتسويق. كما تدعو القراء الى ارسال المواضيع التي تعجبهم الى اصدقائكم ويشاركونهم فيها، معتبرة ان "الأنانية رذيلة".
وقد أثارت حملة مروى اهتمام عدد كبير من الشباب ومستخدمي الانترنت، ووصل عدد مرات تحميل كتابها إلي 7 آلاف مرة حتى الآن. وشارك في الحملة عدد من الكتاب الشباب بكتبهم التى تنوعت ما بين الانكليزية والعربية. فهناك القصص القصيرة، والمجموعات الشعرية، والنصوص الساخرة وحتى النصوص المترجمة.
مستمرة في الحملة
لدى سؤالها عن حملتها، قالت مروى انها مستمرة في خطوات ثابتة بما بدأت. "لقد وصل عدد الكتب المنشورة الى 46 كتاباً. وجذبت الحملة عدداً من المتطوعيين مثل عبد الرحمن والي، كمرجع لغوى و عمرو الشامى كمصمم أغلفة و محمد حمدى كناقد، واكثر من مسوق واذاعي."
اما عن ابرز المصاعب التي تواجهها، فتقول مروى ان اغلب الكتاب لا يؤمنون بالكتاب الالكتروني. وهم يقدمون على النشر في الموقع من يأسهم من النشر الورقي. وهذا يعكس مدى فخر المؤلف بالكتاب الورقي، أكثر مما بالنشر الاكتروني.
تؤكد مروى انها مستمرة في الحملة، وانها تحاول حالياً جذب رعاة النشر الاكتروني، لكي يتسنى أرباح مادية من الكتابة. كما تنوي اقامة حفلات توقيع و مناقشة للكتب والاتفاق مع المزيد من الشركاء الاعلاميين، إضافة الى استتنباط المزيد من الأجهزة التكنولوجية التي تدعم النشر الاكتروني.
وتختم مروى قائلة إن "النشر الالكترونى ليس بديلاً عن النشر الورقي". لكن يجب الاستفادة من خيارات التكنولوجيا المتاحة. وإضافة الى ذلك، هناك مشروع لتسجيل كتب ونصوص بالصوت أيضاً.
بين الورقي والالكتروني
الكاتب المصري محمد صلاح العزب يقول: "أعتقد أن التجربة مفيدة جدا للكتاب في بداية حياتهم الكتابية كي يصلوا إلى ما يمكن أن نصفه بالمستوى الاحترافي الذي يمكن المؤلف من اختيار دار النشر التي يريد والحصول على عائد مادي مقابل نشر عمله".
يضيف أن الكتاب في بداية حياتهم الأدبية وخاصة في الكتاب الأول، يواجهون معاناة كبيرة مع دور النشر التي يستغل بعضها الكاتب غير المعروف بعد لابتزازه مادياً.
كما يعتبر ان الكتاب الإلكتروني يتميز عن الورقي في سعره المتدني وسهولة انتقاله. لكنه يعاني من مشاكل القرصنة وعدم تعود القارئ على الجلوس أمام الكومبيوتر لساعات طويلة للقراءة.
ويختم قائلاً "أنا شخصيا عانيت قبل صدور كتابي الأول، انتظرت أكثر من عام حتى صدر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، لكنني كنت مصراً على مبدأين: الأول أنني لن ادفع قرشا لأنشر ما أكتب، والثاني أنني لن أجعل نفسي كاتبا ملطشة لدور النشر".
أما الكاتب المصري أسامة الشاذلي، فيعتبر أن تجربة النشر الالكتروني أفادته فى توسيع دائرة قرائه، لكنها اصابتنه بالاحباط، فروايته وزعت ألف نسخة مطبوعة وتم تحميلها ثلاثة ألاف مرة من على الانترنت من مواقع متعددة، لكن من دون أن يتلقى أي رد فعل عليها.
www.marwarakha.com
You must be logged in to post a comment.