fbpx
مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

عندما تخليت عن أدواتي … التخلي ورحلة التعليم المنزلي

عندما تخليت عن أدواتي ... التخلي ورحلة التعليم المنزلي ... كما عاهدتموني دائماً، أشارككم الرحلة ... كل خطوة ... كل مرحلة ... العثرات ... الانتصارات ... الدروس المستفادة ... سأشارككم اليوم أكبر وأعمق تجربة "تخلي" في حياتي!

Estimated reading time: 6 minutes

عندما تخليت عن أدواتي … التخلي ورحلة التعليم المنزلي … كما عاهدتموني دائماً، أشارككم الرحلة … كل خطوة … كل مرحلة … العثرات … الانتصارات … الدروس المستفادة … سأشارككم اليوم أكبر وأعمق تجربة “تخلي” في حياتي!

بدأت رحلتي أنا وآدم والتعليم المنزلي قبل أن أدرك اسم الرحلة أو معناها أو مداها. كان الطريق، ومازال، مظلماً باستثناء الخطوة التي نحن مقبلون عليها! خطوة واحدة فقط مضيئة – خطوة أخطوها وأنا أحمل ولدي ومسؤولية تعليمه على عاتقي … أخطوها وكلي يقين أن الله لن يتركنا. منذ بداية الرحلة وحتى اليوم، كلما سئلت عن المستقبل … الشهادات … الجامعات … الفرص … كلما سئلت عن أي شيء كانت إجابتي أنني لا أعرف … لا أعرف سوى أنني اليوم أجتهد وأبذل قصارى جهدي لأوفر لـ”هدية ربنا” طفولة سعيدة وتجربة تعليمية محترمة.

The “Homeschooling in Egypt” Guide – دليل التعليم المنزلي في مصر

عندما تخليت عن أدواتي … التخلي ورحلة التعليم المنزلي … كما عاهدتموني دائماً، أشارككم الرحلة … كل خطوة … كل مرحلة … العثرات … الانتصارات … الدروس المستفادة … سأشارككم اليوم أكبر وأعمق تجربة “تخلي” في حياتي!

على مدار السنوات، أثناء دراستي المتخصصة للمونتيسوري وتطبيقي لفلسفته ونهجه، وقعت في غرام الأدوات الخشبية الجميلة … جمال الأدوات بعيد كل البعد عن البريق واللمعة والإبهار البصري أو السمعي … الأدوات جميلة لأنها مصنعة بدقة بلا خدوش أو حفر أو رائحة … جميلة للملمس وللنظر … جميلة في الحركة والرص والتفاعل معها. أدمنت الفرص … فرص اقتناص الكتب والمجسمات والنماذج الإيضاحية … توصيل المعلومة بطريقة عملية وشيقة … أن أقدم لطفلي الكون بمناظيره الهندسية والفزيائية بصورة ملموسة تستوعبها حواسه … فرص الاستيعاب واتساع الأفق.

ما الفرق بين كورسات مونتيسوري مروة رخا والمحتوى المجاني (الكثير جداً) الذي تقدمه؟

أقول ضاحكة أنني ازدت ذكاءً أثناء هذه الرحلة وكأن نور العلم الحقيقي أضاء ما أطفأته تجربتي في التعليم التقليدي. في بداية الرحلة علمني آدم الفضول وحب الاستكشاف وطرح الأسئلة وفي النهاية علمني أهمية التخلي … علمني الانتقال من مرحلة التعليم الحسي إلى إدراك المفاهيم المجردة … لقد درست نظرية التطور المعرفي لجين بياجيه وآمنت بها وشرحتها في كورسات الطفولة المبكرة لأغير معتقدات الأمهات والآباء عن نمو الطفل واحتياجاته التعليمية في هذه المرحلة. تذكر النظرية أن الطفل من بعد 11 – 12 سنة ينتقل لمرحلة التفكير المجرد والقدرة على ربط وتطبيق المفاهيم التي تعلمها وأدركها سابقاً في سياقات جديدة أو مختلفة.

بعدما أتم آدم عامه الحادي عشر، بدأ أول تجربة له في التعليم المدرسي الأونلاين … منهج ودروس وشرح وتطبيقات عملية واختبارات تأكيد الفهم والاستيعاب … جدول يومي وانفصال عني كمعلمة والابتعاد التدريجي عن سجادة العمل والأدوات الخشبية وعروض الأنشطة. مر عام منذ بداية تجربة المدرسة وأثناء هذا العام تحولت الأدوات الجميلة إلى عبء!

تزامناً مع بداية الألفية الثالثة، عام 2000، بدأت القراءة باستفاضة على النت عن فلسفة صينية (فنج شوي) مبنية على مبدأ ارتباط الطاقة والبيئة. بضعة أسس ونصائح في تنظيم وتنسيق البيت أو المكتب أو أي مكان من أجل طاقة أفضل وبالتالي حظ أوفر وحالة نفسية ومزاجية أحسن. لقد طبقت الكثير من هذه المبادئ في تصميم شقتي منذ كانت خطوط على ورق. تمر السنوات وتحتل المكتبات الخشبية غرفي وطرقات بيتي – بكل نظام وتناسق. تتحول الحوائط والأبواب إلى معارض للأنشطة الفنية والخرائط واللوحات التعليمية. مدرستنا المنزلية جميلة وثرية … تعبر عنا وعن حياتنا … ثم صارت عبئاً!

فيديو: تصميم بيئة تعليمية مناسبة لكل المراحل العمرية

عبء الركود! الأدوات غير المستعملة وضعتها في كراتين وأكياس فوق المكتبات العالية وبداخل الدواليب وتحت الأسرة … في الفلسفة الصينية، هذه عراقيل وعقبات وأعباء تمنع تدفق الطاقة. بلغة أكثر وضوحاً، هذا التشبث بمرحلة انتهت، أو كادت تنتهي، يعرقل الانتقال السلس الآمن لمرحلة تالية. ضبطت نفسي متلبسة بمشاعر غضب – لم أظهره، ولكن احترقت به – تجاه آدم! لمن اشتريت كل هذه الكتب والموسوعات والأدوات؟ لماذا لا تستخدمها؟ ضبطت نفسي متلبسة أغصب عليه استخدام أداة ما وتصويره فيديو لنشرها … تماماً كعادتنا طوال السنوات السابقة! ما الجديد؟ لماذا لم يعد يحب عرض الأدوات؟

أدركت منذ بداية الرحلة أنني لست الشخص المناسب لفتح حضانة وخاصة أنني كنت متفرغة لتعليم ابني ولا أريد أن يضيع أي وقت أو مجهود مع أطفال آخرين. تمر السنوات وأدرك حقيقة مشاعري تجاه مشروع حضانة أو مدرسة خاصة بي! أرفض أن أغزل شال صوفي جميل بالنهار لتفك غرزه وتضيع مجهودي أسر الأطفال بعد انصرافهم! كنت أميل إلى فكرة مركز لتدريب الأمهات إلى أن اعتزلت وانعزلت منزلياً بسبب الكورونا … كم كنت، ومازلت، سعيدة ومطمئنة في عدم وجود تواصل مباشر مع البشر! لقد عانيت من عدم الالتزام في المواعيد والتصرفات الطفولية وعدم الانضباط والسرحان والتشتت وغيرها في الكورسات المباشرة حتى نقلت نشاطي كله أونلاين. افتتاح مركز تدريبي فكرة رائعة … لكن ليست لي! أنا أفضل الهدوء والسلام النفسي كصورة لمستقبلي.

وقفت مع نفسي وقفة حاسمة واتخذت قرار التخلي! قررت أن أبيع كل شيء! قررت أن أنتقل بحب وسعادة إلى المرحلة التالية بدلاً من مقاومة قوانين الطبيعة وسنن الحياة! لهذا بدأت معكن “صحتك بالدنيا حبيبتي” ولهذا بدأت تجارب مختلفة في الكتابة والتواصل مثل التطبيقات التفاعلية. أعلنت عن بيع كل شيء … كنت أتمنى أن يدرك شخص ما قيمة ثروتي التعليمية واستغلالها في فتح فصول مونتيسوري متكاملة من 3-12 سنة. لكن للأسف روح البيزنيس أقوى من قيمة العلم.

في البداية، قررت أن أتخلى عن الأدوات والمكتبات الظاهرة فقط في حجرة الجلوس وحجرة التمرينات الرياضية. أعلنت عنها في كورساتي ومن هنا دارت العجلة! لم أتخيل التيسير والتساهيل التي ستسير بها الأمور … في أقل من شهر بعت كل شيء! تمسكت فقط بما يحمل قيمة خاصة لي … لقد نثرت ذرات من روحي وذكرياتي في بيوت كثيرة … لقد استمتعت بطقوس عرض أدواتي العزيزة وتسلل إلى عقلي خدر لذيذ كلما وصلتني مشاعر حب أو تقدير أو امتنان ممن وصلتهن شحناتي … أخر شحنة تم إرسالها لصاحبتها أمس!

اليوم يبدو بيتي أكثر رحابة … لقد تخلصت من العقبات والعراقيل والطاقة الراكدة … أشعر بالخفة … يدور الهواء في بيتي محملاً بالأمل والرضا … اجتمع في قلبي الماضي بالحاضر بالمستقبل في لحظة يقين … أجلس الآن أنتظر الشروق … بداخلي فضول لأرى إلى أين ستصل أشعة الشمس اليوم …

أما آدم … ففي البداية كان يشعر بالذنب! كان يشعر بذنب الأدوات التي لم تستخدم والكتب والموسوعات التي لم يتطرق إليها … اعتذر … احتضنته … ذكرته، وذكرت نفسي معه، أن دوري هو تفتيح المسارات والطرق أمامه وله مطلق الحرية في الاختيار … قبلت جبينه وقلت له أنني فخورة به … آدم إنسان رائع وهذا أكبر وأعظم مكتسبات الرحلة.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”