مقال مروة رخا لمجلة احنا – ديسمبر 2010
حبيبتى … أنا هعلم عليكى!
حبيبى … أنا هجيب رجلك!
فى مكانٍ ما (الدنيا خيارة – الجزء الرابع) صدر منى الكلام دا و ناس كتير طلبت توضيح قبل ما يحكموا عليا:
" دلوقتى حبى عبارة عن حالة مستمرة من السلام الداخلى تتخللها لحظات من حب الحياة و الحمد من أعماق المعاميق. مين اللى قال ان أنا لما أحبك لازم أغير عليك؟ مين قال انى لازم أبقى عايزاك ليا لوحدى؟ مين قال انك لما توحشنى لازم أكلمك؟ مين قال انك لما توحشنى قوى لازم أشوفك؟ مين قال انى لازم أزعل منك لو سيبتنى؟ مين قال انى لازم أتجوزك؟ مين قال انى لازم أعمل أى حاجة أصلا؟
هو دا اللى أنا بقيت باعمله … و لا حاجة خالص … باستمتع بكل لحظة فى العلاقة من أولها لأخرها … و بعد أخرها كمان. افهمونى … الحب بالنسبة لى بقى عصفور بريش ملون و صوت صداح طاير فى السما … ليه بقى كل واحد بيحب عصفور فى السما بيبقى عايز يحطه فى قفص و يتفرج عليه بيصرخ و يتألم و يدبل و يموت؟ ليه بيبقى عايز ينتف ريشه و يخرس صوته و يربط رجليه بحديد؟ "
الغيرة احساس فى الأصل لطيف جداً؛ عامل زى حتة مخلل جنب أكلة ماسخة و لا شوية شطة فى طبق فول. الغيرة السوية احساس بيقرب المسافات و بيزود اللهفة و بيحيي الحب كل ما جذوته تنطفى. لكن اللى أنا بـ اشوفه فى مشاكل الناس و اللى شوفته فى علاقاتى السابقة – قبل ما اتجوز فارس أحلامى – شئ مرعب! تحكم … تملك … تسلط … خنقة … نكد … شك … أوامر … كلبشات … أمراض نفسية بعيد عنكم!
هى دى الغيرة اللى أنا رافضاها … رافضة أشعر بيها تجاه حد و رافضة حد يفرضها عليا باسم الحب! الغيرة اللى من النوع الكئيب دى مرض؛ انعكاس لعدم ثقتك فى نفسك و عدم ثقتك فى الطرف التانى. عامل زى الموظف اللى الكرسى كبير عليه … هو عارف ضآلة حجمه و قلة قدراته و ضعف امكانياته و علشان كدة بيغير من زمايله و بيقرف الموظفين اللى تحت إيده! حاسس بعدم الأمان و ان فى أى لحظة هينكشف و هيتقلب من على الكرسى. لكن اللى مالى كرسيه و اللى مالى قلب و عقل حبيبه مش بيحتاج انه يحبسه فى قفص و يحاصره حصار سياسى و اقتصادى.
و فوق دا و دا أنا رافضة العلاقات الحصرية الجبرية. يعنى أنا عمرى ما هقول لحد ما تعرفش بنات و ما تخرجش و ما تكلمش و ما تعملش و عمرى ما هقبل انه يقول لى كدة. لو هو بيحبنى هيختارنى كل يوم و لو انا بحبه هختاره كل يوم. لو احنا فعلا متكافئين و ماليين عين بعض هنختار بعض بمحض ارادتنا. لو قدامى 100 راجل برده هختاره هو و لو قدامه أشكال و ألوان من الستات برده هيختارنى. هى دى العلاقة الحصرية الوحيدة اللى ممكن أقبلها … علاقة كل طرف بيختار فيها التانى كل يوم عشرين مرة بمحض ارادته.
و بما أننا وصلنا للدرجة دى من النضج فى العلاقة بالمرة بقى كل واحد يتحمل مسئولية نفسه شوية! التوقعات يا جماعة! اللى بيجرحنا من الطرف التانى فى العلاقة هو توقعاتنا … متوقع مكالمة .. ماحصلتش …. اتجرحت! متوقع كلام معين .. ما اتقالش … اتجرحت! توقعاتك مسئوليتك مش مسئولية الطرف التانى! يعنى حبيبى وحشنى … انكد عليه ليه؟ عايزة أشوفه و هو مش فاضى … أحسسه انه مقصر و مش نافع ليه؟ أعاقبه على توقعاتى ليه؟
و لو الموضوع انتهى … ليه بنزعل؟ بنزعل على الرشاوى العاطفية و الجسدية و المادية اللى دفعناها مثلا؟ و لا بنزعل على مبادئ معينة خالفناها؟ و لا بنزعل على قلعة جميلة من الرمل بنيناها على الشط و جيه البحر و جرفها؟ غلطة مين؟ التنازلات غلطة مين؟ الأوهام و الضلالات غلطة مين؟ العند مع الأقدار و النصيب يا مؤمنين غلطة مين؟ عرفتوا ليه بقى أنى بطلت أزعل على علاقة انتهت؟ لأنى طول فترة العلاقة ولائى الأول و الأخير لمبادئى و لقناعاتى … لأنى ما عملتش أى حاجة غصب عنى … لأنى ما كدبتش على نفسى ولا كدبة. الندم هو اللى بيزعل … يعنى ببساطة: ما تعملوش حاجة تندموا عليها لو العلاقة باظت.
نقطة الجواز … مين اللى قال ان كل علاقاتنا مصيرها الجواز؟ مش الأول نعرف بعض؟ مش الأول نتأكد ان هو دا الوش اللى عايزين نصطبح بيه كل يوم الصبح؟ مش الأول نعرف ان دا الشخص اللى نثق فى عقله و قدرته على تحمل المسئولية؟ مش الأول نقتنع ان دا الانسان اللى نتمناه أب/أم لأولادنا؟ مش الأول نحدد أهداف مشتركة هنحققها سوى بارتباطنا دا؟ مش يا جماعة كل دا محتاج وقت و معرفة و عقل مركز؟ لكن اللى بيحصل ان البنت من دول أول ما راجل يكلمها بقى بيحبها و ما دام بيحبها يبقى عريس على الشجرة و مادام ينفع عريس يبقى نجرى وراه بالمشوار و نجيب رجله! مش هو دا اللى بيحصل؟ و طبعا الراجل فهم الفولة و بقى بيرمى للبنت كلمة الجواز و الاستقرار زى العربجى ما بيعلق الجزرة للحمار علشان يخليه يمشى وراه و هو ساكت!
مين اللى قال ان العلاقات العاطفية أشغال شاقة مؤبدة؟ مشاكل و عقبات و نكد و قرف و دموع و تامر حسنى و محمد محيى و كدة يعنى؟ مين اللى قال ان العلاقة بين الراجل و الست مخطط حربى و استراتيجيات و خطوات مدروسة و نية مبيتة لهزيمة الحبيب العدو؟ يعنى ايه هجيب رجله و لا هاكسر مناخيرها و لا هعلم عليها و لا هنسيه اسمه؟ الحب رحلة زى أى رحلة … جمالها فى الطريق و الخبرة المكتسبة و الدروس المستفادة. و هاختم كلامى بقول من اقوالى المأثورة:
أجمل احساس فى الدنيا ان الواحد ينزل المياة و ينام على ظهره … نص جسمه فى المياة و النص التانى باصص للسما … فارد دراعاته يمين و شمال و سايب نفسه للمياة تشيله! اللى مش واثق فى المياة هيغرق و اللى بيقاوم المياة هيغرق و اللى عايز يسيطر على المياة هيغرق و اللى خايف من المياة هيغرق!
You must be logged in to post a comment.