مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

الحب في زمن المراهقة

مروة رخا تكتب الحب ثقافة - Love Matters

سؤال يحيرني: الحب في زمن المراهقة

ابن زميلتي، عنده 15 سنة تقريباً، بدأ يعمل شات مع بنت ويكلمها. ولغاية دلوقتي الموضوع عادي ومفيش مشاكل لأنه تحت رقابة أهله. لكن المشكلة أنه بدأ يتكلم أنه بيحب وبيغير ومش عاوز حد يكلمها من الناس اللي تعرفهم.

الابن بيتعامل مع والدته بطريقة وحشه. اذا علّقت على تصرفاته يعصّب عليها. مش متقبل أي كلام عن إنه الموضوع لسه بدري عليه لدرجة ان والدته كانت مقررة تروح تكلم عيلة البنت علشان تخليهم يبطلوا يكلموا بعض.

الشاب ملتزم دينياً وحافظ 5 أجزاء من القرآن وبيلعب رياضة بشكل يومي ومتفوق دراسياً. أهله مطلقين من لما كان صغير، وعايش مع والدته الفترة اللي فاتت كلها في بلد عربي، ووالده في مصر. وأنا حاولت ألعب معاه دور الأب بس متقبل كل كلامي في كل حاجة وبيسمع كلامي في كل حاجة ولكن مش متقبل إني افتح معاه حتى الكلام في الموضوع بتاع البنت دي. كيف اتصرف ومين الافضل أن يفتح معه الكلام. وهل الكلام مع أهل البنت في هذه الفترة مناسب ولا نسيب الموضوع لغاية لما يعرف هو إنه الموضوع لسه بدري عليه.

عزيزي صديق العائلة

"لسة بدري" على ماذا؟ ابن زميلتك شاب طبيعي لا يحتاج إلى مشورة أو تقويم أو نصح! طبيعي أن يشعر بالانجذاب إلى الجنس الأخر وطبيعي أن يبدأ جولات استكشافية في عالم المرأة وطبيعي أن يدق قلبه ويشعر بالحب والغيرة والاشتياق والرغبة! طبيعي أن يرتبط وأن يشعر بالتملك! ابن زميلتك بدأ رحلة النضج العاطفي كأي شاب في مثل عمره لماذا تتآمر مع والدته على قهر الطبيعة وتقويضها؟

هل تريد أن يصبح لديك رجلا في العشرين أو الثلاثين بخبرة ومشاعر مراهق؟ هل تريد أن تخرج إلى الحياة شاب يخشى النساء أو يكرههن؟ تجارب المراهق البريئة تلك مشروعة وطبيعية وضرورية في تكوين شخصيته ونموه النفسي. ألا تتذكر زميلك بالجامعة الذي كان يحمر خجلا كلما خاطب لسانه امرأة؟ ألا تتذكر زميلك بالعمل الذي كان يستشيرك ويشكيك حاله كلما اعجب بشابة رفضته؟ ألا تتذكر معاناتك أنت شخصيا في علاقاتك؟

أنا لا أعرفك ولا أعرف زملاء دراستك وعملك ولكنني أعرف الكثير من رجال مجتمعنا هذا ممن عانوا ومازالوا يعانون من آثار كبت مشاعر المراهقة. إذا كان ابن صديقتك أظهر اهتمام بالموسيقى أو باختراع الأشياء أو بعلم الفلك كنت ستنصح أمه بتشجيعه واحتوائه وشراء الكتب والموسوعات والأدوات اللازمة لتنمية قدراته – لماذا لم تتعاملوا مع علاقته الحالية بنفس الطريقة؟

لماذا لم تشجعوه على الحب؟ لماذا لم تساعدوه على استكشاف طرق التعبير عن مشاعره؟ لماذا لم تشتروا له الكتب والموسوعات التي تساعده على فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة؟

لماذا لم توجهوه تجاه احترام المرأة والحفاظ على حبيبته؟ لماذا لم تتعاملوا مع نموه العاطفي كما تتعاملوا مع نموه العقلي والجسدي؟ وأرجوك أن تصرف نظر عن موضوع مخاطبة الفتاة أو أهلها! هل تريده أن يفقد ثقته بكما؟ هل تريده أن يفقد أي احترام لك ولأمه ولطبيعة علاقتكما؟ هل تريده مراهق غاضب يشعر بالحنق والخيانة؟

سبب معاملته القاسية لأمه وتصرفاته المجحفة هو شعوره بأنها تقف في طريقه! هذه هي طريقته في التعبير عن استيائه من سياسة التدخل والتحكم والانتهاك المستمر لحقوقه. لماذا تريدونه طفلاً في جسد مراهق؟

أنصحك بإهدائه كتاب “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” كبداية وتشجيعه على التعبير عن مشاعره وتدوينها. كما أنصح والدته باحتوائه واحترام خصوصيته.

لا تحبطاه بكلام عن صغر سنه و “لسة بدري” ولا تسخرا من مشاعر الغيرة والتملك ولا تسفها من علاقته واحلامه المستقبلية بالارتباط بفتاته. وإذا انتهت العلاقة لأي سبب لا تنتهزا الفرصة لتأنيبه أو توبيخه وإلا اهتزت ثقته بنفسه وتشوه إلى الأبد!  


من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”