سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 12
رضيعي عبيط وأهبل! ألعب معاه ازاي؟
الطفل عند ميلاده يكون كائن لا حول له ولا قوة؛ يجيد البكاء ويحتاج الحضن والرضاعة وتغيير الحفاضات! يتسائل الأهل كيف نلعب مع الطفل و هو “عبيط وأهبل ومش فاهم حاجة”؟ ويحتار الأهل في طرق الترفيه عن الرضيع الباكي وينتهي الأمر بجميع الأطراف في حالة من الإحباط والاستياء؛ الطفل مستاء من تعامل الأهل معه والأهل محبطون من صعوبة فهم احتياجات قرة أعينهم. أسست ماريا مونتيسوري نهجها على حب الأطفال واحترامهم وأحاطت نموهم العقلي والجسدي والعاطفي والاجتماعي واللغوي والحياتي بهالة من الانبهار والقدسية انعكست على جميع الأنشطة التي ابتكرتها لتلائم مراحل نموهم المختلفة.
قبل ميلاد الطفل عليك بفهم نفسيته عند الولادة حتى تتجنب بؤر الإحباط المعهودة بعد الولادة. الطفل داخل رحم الأم:
لا يدرك الليل والنهار
لا يشم ولا يتذوق ولا يرى ولا يسمع بالمفهوم الذي ندركه نحن سكان كوكب الأرض
يسبح في سلام وأمان في مياهه بلا أدنى إحساس بالضوء أو الجاذبية الأرضية
أي كان شكل ولادة الطفل، دخوله المجال الأرضي يكون صادم ومؤلم بالنسبة له! عليه التنفس لأول مرة وإلا اختنق! عليه البحث عن الطعام وطلبه وإلا مات جوعا! يتعلم المص والابتلاع والهضم والإخراج لأول مرة! يدرك ملمس ورائحة الأشياء والبشر والأسطح! تصدمه الأصوات والأضواء والوجوه! لا يعرف أحد ولا يتذكر أي شئ سوى الحنين لرحم أمه! عزيزتي الأم … عزيزي الأب لا تستكثرا البكاء عليه!
تحدثت ماريا مونتيسوري بالتفصيل عن حياة الطفل كجنين وعند الولادة في كتابها The Absorbent Mind ودعت الأهل للتخفيف من صدمة دخول الطفل عالم البشر بالنصائح التالية:
إضاءة خافتة قدر المستطاع
أصوات قليلة وخافتة في بيئة الطفل
التقليل من الروائح الصناعية حوله – العطور والمعطرات كمثال
توفير الحضن لأطول وقت ممكن – بدلا من السرير أو أي سطح أخر
توقع وتفهم عدم انتظام مواعيد نومه وأكله أول ثلاثة أشهر
أما عن وسائل اللعب والترفيه عن الطفل فاهتمت ماريا مونتيسوري بالبيئة المحيطة بالطفل و نصحت بتخصيص ركن على الأرض توضع به مرتبة كبيرة مريحة وليست مرتفعة عن الأرض حيث يقضي الأهل أغلب يومهم مع الرضيع حديث الولادة في هذا الركن. وطلبت من الأهل وضع مرآة كبيرة على الحائط الجانبي في هذا الركن وتعليق بعض صور الوجوه أو الأشكال الأبيض وأسود ليشاهدها الطفل عندما يستلقي على ظهره. هدف هذا الركن هو إعطاء الطفل الفرصة للنمو في إتجاه أولى خطوات استقلاله؛ سيحاول الطفل جذب الأشكال المعلقة فوقه والإمساك بها، سيرى نفسه في المرآة و”يتسلى” بملامح وحركات وجهه، سينام على بطنه ويرفع نفسه لأعلى وتقوى عضلات يديه ورقبته وجذعه، سيحاول تقليب نفسه، سيجلس مستندا على الحائط ثم سيجلس دون الاعتماد على أحد، وأخيرا سيتجرأ على الحبو خارج الركن واستكشاف المنزل.
نصحت ماريا مونتيسوري الأهل بعدم الاستثمار في الألعاب البراقة ذات الألوان والأصوات والأزرار المتعددة. الطفل يريد الحب والحضن والنظر في وجه أهله أكثر من أي شئ أخر. كما أنه لا يستطيع أن يرى سوى الأبيض والأسود والتضاد بينهما ولا يستطيع الرؤية لأكثر من المسافة بين وجهه وجه أمه أثناء الرضاعة. الأصوات والأغاني والموسيقى الصادرة من الألعاب غالبا ما تفزعه ويستحسن استبدالها بصوت الأم أو الأب ونغمات هادئة حانية من قبلهما.
شروط هذا الركن:
أن تكون المرتبة عريضة ولا ترتفع عن الأرض أكثر من 5 سنتيمترات.
أن يستكشف الطفل الصور والأشكال المتدلية فوقه في وجود الأم أو أي شخص بالغ حتى لا يؤذي نفسه.
أن لا تكون للمرآة حواف مدببة حتى لا تجرحه.
بعد عدة أسابيع يمكن للأهل تغيير الأشكال والصور وإضافة كريستالة تستقبل ضوء الشمس وتخرجه في هيئة أشعة مبهجة.
أن لا يتحول هذا إلى ركن العقاب حيث يلقى بالطفل هناك كلما احتاجت الأم مساحة أو وقت.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا