سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 15
تنمية مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية من سن 3 إلى 6 أشهر!
بعد أن تحدثنا عن الرضيع حديث الولادة وكيفية اللعب معه وتحدثنا عن تنمية مهارات الطفل الحركية والعقلية والحسية من سن 3 إلى 6 أشهر، سوف نتناول اليوم استخدام أنشطة المونتيسوري لتنمية مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية في عمر ثلاثة إلى ستة أشهر. في كتابها The Absorbent Mind تحدثت ماريا مونتيسوري عن قدرة عقل الطفل على امتصاص المعلومات والتجارب من حولة كما الإسفنج وأن هذه القدرة تكون في أوجها من الميلاد وحتى ثلاث سنوات وتقل قليلا حتى عمر ستة أعوام ثم تنتهي تماما قبل البلوغ. استغلت ماريا مونتيسوري تلك الميزة في تطوير أنشطة مخصصة تقدم في بيئة صديقة لتساعد الطفل على النمو والازدهار.
ففي خاصية اللغة والمهارات الاجتماعية أدركت ماريا مونتيسوري أن عقل الطفل يمتص اللغة الأم ومخارج حروفها وقواعدها اللغوية ونغماتها ومعاني مفراداتها وتصريف أفعالها منذ ولادته ويبدأ في استخدامها تدريجيا عندما يرسل المخ إشارات تحرك عضلات اللسان وتبدأ مرحلة الكلام. ونفس الشئ بالنسبة للمهارات الاجتماعية؛ يمتص الطفل قواعد التعامل بين الناس والعادات والتقاليد ومعنى تعبيرات الوجه وأدق تفاصيل العلاقات الاجتماعية الخاصة بثقافة بلدته أو مدينته.
البيئة المعادية للطفل في هذه الحالة هي بيئة لا يتحدث معه أحد ولا يسمع حوار أشخاص من حوله ولا ينظر أحد في وجهه ولا ينظر هو في وجوه الأخرين. الكثير من الأهل يشعرون بالخجل عند التحدث مع طفل رضيع وهناك من يشعر بالحرج من تبادل النظرات والمبالغة في استخدام تعبيرات الوجه عند التعامل مع هذا الصغير. هناك من يشعر أن الطفل المثالي هو طفل هادئ يستلقي على ظهره في صمت يتأمل سقف الحجرة أو أن حق الطفل في هذه السن الصغيرة هو الغذاء والمأوى فقط لا غير.
تنتقد ماريا مونتيسوري هذه البيئة لأن الطفل يتعلم الاشئ ويمتص عقله الفراغ وتهدر طاقته وقدراته. تطالب ماريا مونتيسوري أهل الرضيع بالتحدث معه منذ ميلاده وكأنه شخص بالغ يدرك ما يدور حوله. تطالب الأم بالتمهيد قبل البدأ في أي نشاط:
“يالا بينا نستحمى” “يالا هم المم ناكل” “يالا نخرج باي” “يالا نتمشى تحت”.
تطالبها كذلك بشرح خطوات كل نشاط: “هنغسل شعر كوكو بالشامبو” “هنغسل بطنه” “هنغسل رجله” “هننشف بالفوطة”
وتقول ماريا مونتيسوري أن كل مناسبة هي فرصة للتعلم! الطفل لا يتعلم شئ وهو ينظر إلى سقف الحجرة … يجب استبدال السقف بوجه ينظر له وصوت يتحدث معه. الطفل لا يتعلم شئ من النظر إلى أقدام المارة وهو جالس في عربة “البوسيت”؛ يجب أن يكون على ارتفاع كافي ليرى وجوه الناس وواجهات المحلات ويجب أن يتحدث معه أحد خلال رحلات التسوق تلك.
إذا أردت طفلك أن يكون اجتماعي و”حبوب” يجب أولا أن تكون أنت هذا الشخص! عندما يراك الرضيع هذا مرارا وتكرارا تخرج وسط الأصدقاء وتضحك معهم وتتجاذب أطراف الحديث سوف يدرك أهمية الأصدقاء وعندما يراك تشاركهم طعامك وأدواتك ترحب بهم في منزلك سيتعلم أن يعطي ويشارك أصدقائه ويرحب بوجودهم في البيت. طفلك سيقتدي بك … إذا قرأ في وجهك الضيق أو الملل من وجود الأصدقاء سيواجه صعوبات في تكوين صداقات هو الأخر!
النشاط الأول: تسمية الأشياء بأسمائها
ابدأ باستخدام أشياء يعرفها الطفل – أشياء حقيقية أو صور لأشياء حقيقية!
عندما يكون الطفل جالس أمامك مستند على الوسادات أو نائم على بطنه، انتظر لحظة ينتبه فيها الطفل لوجودك وابتسم ثم ارفع أول شئ أمامه … فلتكن وسادة صغيرة. دعه يراها ثم قل بوضوح “وسادة” ثم ضعها بين يديه وكرر “وسادة”.
عندما يكبر الطفل قليلا اسأله مثلا “أين الوسادة؟” سوف ينظر لها وإذا كان أكبر سوف يشير إليها.
كرر نفس الخطوات مع أشياء أخرى مثل مفاتيح، سيارة، كوب، طبق، ملعقة وهكذا.
لا تقدم أكثر من ثلاثة أشياء كل يوم وكرر النشاط مادام الطفل منتبه ومستمتع.
النشاط الثاني: محاكاة الأصوات وتعبيرات الوجه
عندما يكون الطفل جالس أمامك مستند على الوسادات أو تمسكه بين ذراعيك، انتظر لحظة ينتبه فيها الطفل لوجودك وابتسم ثم ناده باسمه برقة.
إذا كان الطفل يصدر صوت ما، “أغغغغغ” مثلا، قم بمحاكاته. أو إذا كان يضع تعبيرا ما على وجهه قم بمحاكاة نفس تعبير وجه الطفل.
عندما ينتهي الطفل من اصدار هذا الصوت أو يغير تعبير وجهه، ابدأ انت بإصدار صوت ما ودعه يحاول أن يحاكيك. ابدأ بأصوات دادادا … بابابابابا …. ماماماما …. جاجاجاجاجا.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا