سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 20
نهج المونتيسوري واستراتيجيات توجيه الطفل
ذكرنا في مقالات سابقة أن ماريا مونتيسوري هجرت أسلوب الثواب والعقاب المتعارف عليه في التعامل مع الأطفال واستبدلتهم باستراتيجيات تعتمد على التوجيه الإيجابي قبل أن يقع الطفل في الخطأ أو بعده. استراتيجيات توجيه الطفل هي طرق للتواصل مع الطفل بطريقة إيجابية هدفها ارشاد الطفل برفق – دون قهر أو غصب أو إجبار. تعتمد استراتيجيات الطفل في نهج المونتيسوري على تعريف الطفل على البدائل المتاحة أمامه لاستبدال التصرف الخاطئ بتصرف سليم. كما تستبدل المدح المباشر بتسليط الضوء على المجهود الذي بذله الطفل أو على المثابرة أو على شرف المحاولة وبدلا من التهليل والتصفيق يكتفي الطفل بابتسامة رضا من الأهل ليدرك أنه على الطريق الصحيح.
نفرت ماريا مونتيسوري من المنافسة بكل أشكالها وخلت جميع أنشطة المونتيسوري من فكرة “الأول” و”الأخير” و”الأنا”. لا يوجد سباق لنعرف من سيصل أولا ولا توجد مسابقة لنعرف من سيكون الفائز ولا يوجد نشاط يشجع الطفل على التنافس مع زملائه. احترمت ماريا مونتيسوري قدرات الطفل الفردية ورفضت مقارنته بغيره من الأطفال كما رفضت أسلوب تأنيب وتبكيت طفل لعدم استطاعته على فعل شيء ما ورفضت السخرية من الأخير. تعاملت ماريا مونتيسوري مع الطفل باحترام ووجدت أن التوجيه السلبي ينتج عنه طفل يخشى المحاولة ويحقد على من حاول ونجح. دائرة الغيرة والحقد والمشاعر السلبية التي يغرق فيها الطفل سببها أسلوب توجيه الأهل.
بدلا من المنافسة شجعت ماريا مونتيسوري على التعاون وتوزيع المهام وروح الفريق حيث ينجح كل طفل في توظيف مهاراته وقدراته لتحقيق هدف ما بالتعاون مع زملائه بدلا من التنافس معهم. في عالمنا اليوم توجد أمثلة كثيرة تشجع المنافسة وينتج عنها أطفال محبطين ونفوس صغيرة تعرف معنى الضغينة والحقد والحسد. الاختبارات المدرسية ومسابقات الرسم أو حفظ القرآن ولعبة السباق الشهيرة “من سيصل للباب أولا” و “من سينتهي من الأكل أولا” من الأمثلة اليومية البسيطة. في أفضل الأحوال ينتج عن هذا الأسلوب شخص بالغ يتسم بالأنانية والغرور وعدم القدرة على العمل في فريق وفي أسوأ الأحوال يكبر الطفل “الأخير” وهو مقتنع أنه فاشل وتنطفئ شعلته ويتبنى الفشل طوال عمره.
في حالة السلوك الخاطئ تنصح ماريا مونتيسوري الأهل بالآتي:
لا تكافئ السلوك الخاطئ بالاهتمام المباشر؛ بعض الأطفال يتعمدون الصراخ أو تكسير الأشياء للفت انتباه الأهل حتى وإن كان هذا الانتباه شخط ونطر أو ضرب وإهانة. بدلا من التركيز على السلوك الخاطئ ساعد الطفل على تحديد مشاعره “أنت زعلان؟” أو “أنت رميت العربية على الأرض علشان أنت غضبان؟” أو “أنت زهقان؟” أو “أنا شايف أنك بتعيط … أنت عايز تنام؟” في الكثير من الأحيان تكون تصرفات الطفل لأسباب داخلية لا يستطيع التعبير عنها بوضوح وعليك كشخص بالغ رفض السلوك السيئ بدون رفض الطفل نفسه ومشاعره.
في المقال القادم سوف نستكمل استراتيجيات توجيه الطفل بعيدا عن السلوكيات غير المرغوب فيها وتشجيعه على السلوكيات الإيجابية.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
One Response