سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 50
ما هو أهم ركن في نمو الطفل الاجتماعي؟
في البداية ظننت أن أهم علامات نمو الطفل اجتماعيا هي قدرته على مشاركة لعبه مع أطفال أخرين أو قدرته على اللعب مع أطفال أخرين أو قدرته على الالتزام بآداب المائدة أو غيرها من السلوكيات المطلوبة اجتماعيا! ظننت أن الطفل المؤدب هو طفل وصل لمرحلة متطورة من النضج الاجتماعي! لقد كنت مخطئة!
في الكتيبات التعليمية الخاصة بدراسة نهج المونتيسوري وجدت العديد من التدريبات التي تركز على تنمية قدرة الطفل على التواصل والتعبير عن مشاعره! أغلب الكتب التي قرأتها عن الطفولة والتربية تركز على تعليم الطفل التعبير عن احتياجاته الجسدية باستخدام اللغة: “أريد أن أكل” “أريد أن أشرب” أريد أن أدخل الحمام” أريد أن أنام”! ولكن ما أهمية التعبير عن المشاعر؟
سألتني ميشيل إيريني موجهتي في دراسة المونتيسوري: “هل قابلت أشخاصا بالغين يجدون صعوبة في التعبير عن الحزن أو الغضب أو السعادة أو القبول أو الرفض؟”
قفزت إلى ذاكرتي وجوه عديدة مشكلتها الأساسية في الحياة هي وضع المشاعر في جمل وكلمات هدفها التواصل البناء! تذكرت مواقف عديدة تمنيت أنا شخصيا أن أقول شيء ما وعجزت عن التعبير عن نفسي. تذكرت أنني أعبر عن نفسي كتابة أفضل بمراحل من لفظا!
أجابتني ميشيل قائلة أن أغلب مشاكل البالغين في التواصل وفي التعبير نابعة من الطفولة وأن القدرة على التعبير لا تنمو وحدها ولا تتطور تلقائيا مع التقدم في العمر. التواصل مهارة يجب أن يتدرب الطفل عليها مثلها مثل الكتابة والقراءة والحساب.
الطفل الذي يلجأ إلى الضرب أو العض أو قذف الأشياء أو الصراخ ليس طفل سيء يستحق العقاب! هذا طفل عجز عن التعبير عن ذاته وشعر بالعجز فلجأ إلى العنف. قد يكون هذا الطفل صغيرا لم يتمكن من استخدام اللغة بعد وقد يكون الطفل متأخر عن أقرانه في الكلام وقد يكون طفلا لا يعرف أدوات للتعبير عن ذاته. دورك في جميع الأحوال هو مساعدة الطفل على التعبير وتدريبه على استخدام الأدوات اللازمة لذلك.
كلنا نألف الحوار المعتاد الخاص بالمدرسة:
“عملت إيه في المدرسة النهاردة؟”
“الحمد لله”
“أخدت إيه؟”
“حاجات جديدة”
“حصل إيه في المدرسة”
“ولا حاجة”
“زمايلك قالوا إيه؟”
“ولا حاجة”
وقد يلجأ الطفل إلى اختلاق قصص لإرضاء الأهل بدلا من الواقع الأليم الذي لا يعرف أو لا يريد التعبير عنه!
كيف تساعد طفلك على التعبير عن نفسه؟
ابدأ بنفسك! الطفل يجد سهولة في التعبير عن مشاعره إذا نشأ في أسرة تجيد التعبير عن المشاعر. “أحبك” “وحشتني” “أنت هدية ربنا” “يحلي أيامك” “أنا زعلانة” “أنا قلقانة” “أنا مبسوطة” “أنا خايفة” وهكذا!
إذا كان طفلك أقل من عام، احضر صور له أو لأطفال أخرين في حالات مختلفة واجمعها في كتيب صغير وتصفحوه سويا. وجه طفل مبتسم ووجه أخر ضاحك ووجه باك ووجه حزين ووجه متوجس ووجه مخضوض وغيرها من الوجوه المعبرة عن المشاعر المختلفة. احك له عن مواقف مفترضة تسببت في هذه المشاعر وفي كل مرة أكد له أن هذه المشاعر طبيعية. عندما يكبر طفلك دعه هو يحكي لك عن هذه المشاعر ومتى شعر بالقلق أو بالسعادة مثلا.
احفظ وجوه التعبير عن المشاعر المستخدمة على مواقع التواصل مثل الفيسبوك أو الماسينجر وقم بتكبيرها وطباعتها وتغليفها وقصها إلى وجوه منفصلة وعلم طفلك اختيار الوجه المناسب للتعبير عن مشاعره في المواقف المختلفة.
اقرأ له عن المشاعر! هناك كتاب جميل للكاتب Todd Parr اسمه The Feelings Book وهناك سلسلة من الكتب كل كتاب فيها يعبر عن شعور ما مثل الشجاعة أو القلق أو الحب للكاتبة Sarah Medina
اسأل طفلك عن مشاعره تجاه أحداث معينة خلال يومه أو مشاعره تجاه أشخاص محددين
اسأل طفلك إذا كان سعيد – كل يوم
اسأل طفلك بعد فسحة ما عن التفاصيل: هل يحب أن يكرر الزيارة لهذا المكان، أكثر ما أعجبه، أكثر ما لم يعجبه. اسأل عن الأشخاص وهل يحب أن يخرج معهم مرة أخرى. اسأل عن أي اقتراحات أو إضافات أو تعديلات.
الطفل لن يحك إلا إذا شعر بالأمان! يجب أن يشعر أن مهما كان رده لن تغضب ولن تنفعل!
الطفل لن يشكو إلا إذا شعر أن هناك جدوى من الشكوى!
احك لطفلك عن يومك وعن مشاعرك عندما تكون معه أو مشاعرك عندما تكون بعيد عنه!
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
Montessori Egypt by Marwa Rakha