سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 60
هل أدمنت ضرب طفلك؟
لن أخاطبكم من على منبر تربوي وأدعي أني لم أضرب أبدا! خلال الأربع سنوات الماضية فقدت أعصابي مرتين! المرة الأولى كان عمره ثلاث سنوات إلا بضعة أشهر ونهيته عن نزول منحدر ما لأنه خطر ولم يسمع الكلام ووقع ونزفت شفته وجرح ركبتيه! لم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ فيه أمام المارة وبدلا من أن أمسح الدماء بمنديل مبلل، فتحت زجاجة مياه كانت في يدي ورششته بكل محتوياتها!
وقتها راسلت معلمتي ومرشدتي ميشيل إيريني وحكيت لها تصرفي بكل التفاصيل المشينة وطلبت منها النصيحة حتى لا أكرر تصرفي هذا! لم تعنفني ولم تشعرني بالحقارة! احتوتني وشرحت لي أسباب الأزمة! لقد أخطأت أولا حينما توقعت من طفل أقل من ثلاث سنوات الطاعة! ثانيا، لقد أخطأت حينما لم أتفهم مدى قوة رغبة طفلي في التجربة! ثالثا، لقد أخطأت حين أهملت دوري الأساسي في حياة طفلي: تشجيعه وحمايته! قالت لي: “في المرة القادمة اذهبي مه وامسكي يده واضحكي معه وأنتما تنزلان المنحدر!”
المرة الثانية كان عمر آدم ثلاث سنوات ونصف! هل تصدقوني إذا قلت انني اعتذر له حتى اليوم! لن أحصي عدد المرات التي اعتذرت فيها! لقد صفعته! في يوم أسود مليء بالضغوط والمنغصات فقدت هدوئي وسكينتي وصفعته! كانت يدي أسرع من لساني! تركت أصابعي علامات مشينة على وجهه الجميل ووقفت مذهولة أمامه! لأول مرة يجري آدم ويختبئ مني! لأول مرة لا يختبئ في حضني! وكلما سأل قريب أو غريب عما بوجهه قال “ماما ضبضب آدم!” كان أمامي خيارين؛ أزيد الطين بلة وأجبره على الكذب أو أتقبل نتيجة فعلتي في أسف!
لقد علمني هذا الموقف أصول الاعتذار لطفلي! اعتذرت له كما لم أعتذر في حياتي قط!
أدركت أن خلايا عقلي محملة بذكريات العنف واليوم يتم إعادة تدويرها ويتلقى نتاجها ابني! ليست هذه الوعود التي وعدتها له! لقد كتبت في مقال سابق عن هذا الموضوع واليوم سوف أستكمل كلام ماريا مونتيسوري عن استخدام الضرب في التعامل مع الأطفال.
نهت ماريا مونتيسوري تماما عن ضرب الطفل على يده – لا على ظهرها ولا في بطنها! قالت أن يد الطفل هي أداة الاستكشاف الأولى والأساسية وأنها متصلة بعقله وبشغفه للمعرفة؛ ضرب هذه الأداة يرسل إشارات سلبية للمخ مفادها ان الفضول سيء وأن الشغف يؤدي إلى العقاب ومع التكرار يتحول الطفل إلى كائن غير مهتم بأي شيء ولا يريد ان يعرف أي شيء.
الدروس المستفادة:
إذا اعتادت يدك أن تسبق لسانك، مع الوقت سيتحول ضرب طفلك إلى عادة وهذا لن يعلمه سوى العند والتبلد والعنف المتبادل
مسئوليتك هي تأمين طفلك خلال محاولاته للاستكشاف وليس منعه من الاستكشاف
قبل أن تطلب من طفلك التحكم في تصرفاته وكلامه عليك ان تتحكم أنت في كلامك وانفعالاتك ويديك
كثرة الضرب تؤدي إلى التبلد وكثرة التعنيف تفقد الطفل ثقته في نفسه
في يوم ما، قد تفقد مهاراتك وقد تفقد قدرتك على فعل أشياء كثيرة بحكم المرض أو تقدم العمر وسوف يرعاك شخص ما – قد يكون طفلك أو شخص أخر – هل تحب أن يضربك كلما أسقطت طبق أو كسرت كوب أو وقع منك طعامك؟ هل تحب أن يضربك أحد لمجرد أنك أضعف منه؟
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
Montessori Egypt by Marwa Rakha
One Response