سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 136
التربية: الكلام سهل والتنفيذ فخ
أكتب كل أسبوع عن فلسفة المونتيسوري في تربية وتعليم الأطفال وأجيب أسئلة الأمهات كل يوم عن الثواب والعقاب والعند وتحديات الأمومة. فجأة وجدت نفسي أمام طفل غير طفلي وبدأت أشكو من كسله ومن عدم تركيزه ومن تزمره من الأنشطة. بدأت أشك في نفسي وفي الطريق الذي اخترت اتباعه وغرقت في دائرة المشاعر السلبية تجاه نفسي وتجاه طفلي وتجاه كل ما حولي. تماما كمن ضاع منه شيء ثمين، جلست أراجع جميع خطواتي وتصرفاتي مع آدم بداية من هذه اللحظة الحزينة حتى نقطة التحول في سلوكه. الفرق الوحيد بين آدم قبل هذه النقطة وآدم بعدها كان أنا!
النظرات
اعتاد آدم مني على نظرات الرضا؛ راضية عنه شكلا وموضوعا وفعلا وقولا منذ كان رضيعا! أدركت أن في تلك الفترة المظلمة أصبحت نظراتي له جامدة منتقدة مهاجمة ينقصها القبول والاحتواء. استرجعت نظرات فارغة وكأني أتطلع على عالم موازي من نافذة في خيالي. استرجعت نظراته تتفحص وجهي تبحث عن أي أثر لأمه التي يعرفها.
نبرة الصوت
اعتاد آدم صوتي العالي وألف مخارج حروفي وسرعة كلامي وأسلوب إلقائي ولغة جسدي. صوتي العالي كان دليل الحماس والحب والطاقة وفجأة انخفض صوتي فأصبحت أتحدث بلا روح كمن فقد إيمانه باستجابة الدعاء! أصبحت أخاطبه بكلمات مقتضبة وأوامر مباشرة بنبرة حادة.
الكلام
اعتاد آدم مني الاحترام! أنظر له باحترام! أحدثه باحترام! أكلمه باحترام! أقول له أنت محترم! أذكره دائما بصفات المحترم! أنتظر منه أن يكون هذا المحترم. يحبني آدم ويريد أن يرى في عيني نظرة القبول والرضا فيحاول دائما أن يكون محترما.
في لحظة مظلمة توقفت عن احترام طفلي ولم أدرك هذه اللحظة إلا عندما جلست أسترجع طريقنا. اتهامات مباشرة بالكسل! نقد مباشر لأخطائه! صفات سلبية أقذفه بها! صمت … أقابل كل محاولاته لاستعادتي بالصمت! كم مرة سألني إذ كنت أحبه وفي كل مرة كنت أجيبه بالإيجاب. لم أدرك أنه لا يشعر بهذا الحب وأنه يحاول لفت انتباهي لنظراتي ونبرة صوتي وكلامي وكم هم مؤلمين بالنسبة له. أدركت أن المشكلة لم تكن بطفلي! أنا المشكلة! أنا سبب انطفاء لمعة عينيه وسبب الكسل وسبب رفض الأنشطة! بدأت التغيير في لحظتها! وبدأ هو يتغير مع تغير معاملتي له! لقد عاد لي طفلي السعيد النشيط الشغوف عندما عاد احترامي له وإيماني به.
لا يهم أنني كنت مضغوطة أو مهمومة أو مخنوقة! لا يهم أسباب ضيقي وكربي! هذه الأعذار لا تبرر الأخطاء التي ارتكبتها والتمسك بالأعذار لن يصلح العلاقة بيني وبين طفلي. أكتب هذا المقال لكل أم غير راضية عن طفلها وأطلب منها مراجعة نفسها مثلما راجعت نفسي. أكتب هذا المقال لأنه لا توجد أم مثالية ولا توجد تربية سهلة ولا توجد أمومة بلا تحديات مهما حاولنا أو تمنينا.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا