سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 137
كيف يصبح الطفل الخجول طفلاً اجتماعياً؟
يستحوذ على الأمهات اليوم هوس الطفل الحبوب الباسم المقبل على الحياة والناس. كم أم استوقفتني لتطلب وصفة سحرية ليتحول طفلها إلى طفل اجتماعي وكم أم راسلتني تشكو من “شكوة الناس” من طفلها “أبو دم تقيل”. إذا كنت احدى هؤلاء الأمهات، فهذا المقال لك!
سأبدأ من البداية؛ كيف تتكون السمات الأساسية في شخصية الطفل؟
الإجابة يا عزيزتي أن الطفل يولد وقد تحددت السمات الأساسية في شخصيته. يولد الطفل متهوراً أو حذراً أو محللاً أو كثير الطلبات أو هادئ أو أي صفة أخرى تجدينها في رضيعك منذ الولادة.
دورك: الاعتراف أن طفلك إنسان وعليك تقبله كما هو ومساعدته على التعامل مع العالم من خلال شخصيته التي ولد بها.
كيف تتكون شخصية الطفل؟
في السنوات الأولى من عمر الطفل وخاصة السنوات الثلاث الأولى تتكون شخصيته من خلال البيئة التي نشأ فيها والتجارب الحياتية التي مر بها. في هذه السنوات يكتسب الطفل صفات مثل العطاء أو الأنانية، الحساسية أو التبلد، الأمان والثقة أو الخوف، القدرة على التواصل أو العصبية وغيرها من الصفات التي يصعب تغيرها.
دورك: كوني مصدر الأمان والحب لطفلك ولا تتجاهلي احتياجاته للحضن والاهتمام وتنمية المهارات. كوني قدوة له في ضبط النفس والمشاركة والبهجة. في هذه المرحلة طفلك سيتأثر بك وبكل ما تقدمين له أو تمنعين عنه.
كيف تتبلور شخصية الطفل؟
في سنوات الطفولة المبكرة – من ثلاثة إلى ستة أعوام – تتبلور شخصية الطفل من خلال تكوين العادات والسلوكيات ومنظوره للعالم من حوله وتقيمه للبالغين وتعامله مع المواقف المختلفة. صفات مثل الطاعة والاحترام والصدق والرأفة والاعتماد على النفس والشغف بالمعرفة وحب القراءة وحب الناس تظهر للخارج وتصبح شخصية الطفل واضحة لمن يتعامل معه.
دورك: استمري في لعب دور القدوة ووجهي طفلك للصواب وساعديه على مقاومة إغراء الخطأ. تقبلي طفلك لأن رفضك له يجعله فريسة سهلة في المستقبل لكل من أراد كسره أو إيلامه.
يبقى سؤال كيف يصبح الطفل الخجول طفلاً اجتماعياً؟
الإجابة: لا يتحول الطفل الخجول إلى طفل اجتماعي!
طفلك أقل من عام يعبر عن السمات التي ولد بها وليس من حقك رفضها أو رفضه بسببها!
طفلك من بعد عامه الأول حتى عامه السادس يتفتح مثل الزهرة التي تمتص غذائها من التربة التي ترعرعت وسطها.
كل محاولاتك لـ “غصب” طفلك أن يكون شخص غير نفسه لن تحوله إلى الطفل الذي تريدين! الإصرار على “رمي” الطفل الخجول وسط الناس والأطفال حتى يحبهم ويلعب معهم سوف تزيد من رفضه وخوفه وقلقه وقد يتحول إلى شخص كاره للتجمعات بصورة مرضية بسبب إصرارك هذا.
حاولي أن تنظري لنفسك، هل أنت شخصية اجتماعية؟ هل تسيرين في الشارع مبتسمه في وجه الغرباء؟ هل تلقين التحية على البوابين والمزارعين والمارة؟ هل تتعرفين على جيرانك وتزورينهم ويزوروك؟ هل تتجاذبي أطراف الحديث وتتبادلين أرقام التليفونات مع الأمهات في النادي والتدريب والحضانة؟ هل ترحبين بالأحضان والقبلات من كل دائرة معارفك؟ هل أنت “بنت نكتة”؟ هل أنت دائما في حالة مزاجية للضحك والحديث والسمر؟
في هذه الحياة يا عزيزتي لا يمكن أن نكون كلنا مهرجين أو متحدثين أو قادة! هذه السفينة، مثلها مثل كل السفن، تحتاج إلى القائد والفريق والمهرج والضاحكين والشاكي والمستمعين والكاتب والقراء والمدرس والطلاب والمتحدث والمنصتين!
طفلك قد يفضل قلة قليلة من الأصدقاء الأوفياء وهذا جميل! قد يفضل أن يكون مراقبا ومحللا جيدا للأمور! قد يفضل أن يكون قارئا مثقفا! قد يفضل أن يكون حذرا متأنيا في علاقاته!
عزيزتي الأم! توقفي الآن في التو واللحظة عن محاولاتك لتغيير طفلك وطبيعته وفطرته! إذا كان هناك داع للتغيير، فغيري من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية ليتشرب طفلك قواعد العلاقات الاجتماعية المقبولة والمتعارف عليها في نظرك.
لا تغصبيه!
لا تلوميه!
لا تقارني بينه وبين أحد!
لا ترفضيه!
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا