سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ148
الخطأ الذي اقترفته في معرض الكتاب
في مقالي السابق تحدثت عن كيفية اختيار الكتب للطفل في مراحل مختلفة من عمره ومواصفات الكتب ولكن كما يقول المثل باب النجار مخلع! لقد اقترفت خطأ لم أدركه إلا أمس الأول عندما قد أقرأ مع ابني بعض القصص من مشتريات المعرض.
قبل أن أحكي عن الخطأ أود أن أطلعكم على ما جال بخاطري عند شراء هذه الكتب؛ هي سلسلة من الكتب أكبر قليلا من حجم كف اليد مكتوبة باللغة الإنجليزية وبها رسومات جميلة وجمل بسيطة يسهل على شخص يخطو خطواته الأولى في اتجاه إجادة القراءة أن يتقنها.
جلس آدم في حضني واختار أول قصة لنقرأها سويا وبدأت أشعر بغصة في حلقي من أول صفحة؛ تبدأ القصة بطحان فقير يذهب للملك ليخبره أن لديه ابنة جميلة يمكنها أت تغزل من القش سبائك ذهب. باقي القصة لا تختلف كثيرا عن هذه البداية! والقصص الأخرى كذلك! جميع القصص في هذه السلسلة من كلاسيكيات قصص الأطفال وجميعهم مبنيون على الخيال وسأعود لأتحدث عن هذا النوع من الخيال بعد قليل.
في هذه القصص، الأبطال لا يعملون ولا يجتهدون ولا يتطورون ويعتمدون تماما على الحظ و”الفهلوة” والخديعة لنيل أغراضهم! الأب رمى ابنته للملك لأنها جميلة والملك استغل فقرهم والفتاة اعتمدت على السحر والملك تزوجها لأنها جعلته غنيا بدون أي مجهود والفتاة التي صارت ملكة وعدت الساحر أن يأخذ طفلها الأول مقابل خدماته لها ثم تراجعت عن وعدها ثم اعتمدت على الحظ والحيلة لخداع الساحر والتملص من وعدها والتخلص منه للأبد ثم عاش الجميع في سعادة للأبد.
أين الخطأ الذي وقعت فيه؟
عند تصفحي للقصص هذه قبل شرائها لم أقرأها ولكن اعتمدت على نظرة سريعة على الصور لأتأكد أنها شبه واقعية ونظرة سريعة أخرى على طول الجمل وسهولة قراءة الكلمات ونسبة الكلمات للصور في كل صفحة.
عيب هذه القصص الآن قد اتضح لكم ولهذا السبب لم يشاهد ابني أي من أفلام ديزني لأنها حقا مضللة على جميع المستويات وترسخ لمفاهيم خاطئة في عقل الطفل الذي لا يمكنه التمييز بين الواقع والخيال.
الحقيقة العلمية أن الطفل لا يمكنه التمييز بين الواقع والخيال قبل ستة أعوام ولا يفهم الرموز قبل ثلاث سنوات. مثلا لا يمكنه أن يفهم أن هذا الرمز للشمس أو السحب أو الأمطار المستخدم في النشرة الجوية بالفعل يرمز إلى الشمس والسحب والأمطار. ولهذا اعتمد نهج المونتيسوري على الصور الحقيقية في الكروت أو الكتيبات أو الصور المحدودة على المعلقة على الحائط. سواء كانت صور لأشخاص أو حيوانات أو حشرات أو زهور أو فاكهة أو خضروات – كلها يجب أن تكون حقيقية!
وفي النهاية أود أن أوضح تعريف ماريا مونتيسوري للخيال. هناك نوعين من الخيال؛ الإبداع (creativity) والخرافات (fantasies). النوع الأول هو الخيال الذي تسعى أنشطة المونتيسوري تنميته وهو الإبداع المبني على العلم والمعرفة الواقعية ولا يقدم الضلالات أو الخرافات. يمكن لطفل أن يفكر في طريقة لتصوير الكواكب في الفضاء بناء على دراسته للكون والمجرات والفضاء ومكوناته. أما إذا قال طفل أنه سيذهب للفضاء ويلتقط صور بدون علم أو معرفة بطبيعة الفضاء والحياة على الكواكب المختلفة والجاذبية وغيرها فهو طفل يقدم لأهله خرافات وضلالات. في الحالة الأولى الطفل مبدع وفي الحالة الثانية قد يظن الأهل أن طفلهم مبدع ولكنه في الواقع يقول أي كلام ولن يفعل أي شيء.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
You must be logged in to post a comment.