مروة رخا تكتب لمنصة مسارات: أهلي يرفضون عمل الفتاة.. كيف أقنعهم؟ أهلي يرفضون عمل الفتاة.. كيف أقنعهم؟ قديماً كان الأهل يرفضون تعليم البنات بحجة أن مصيرهن للزواج. مع الوقت والإقناع والإلحاح، قبلت بعض العائلات تعليم الفتيات حتى نهاية المرحلة الابتدائية، واكتفوا بمبادئ القراءة والكتابة والحساب كمهارات لابنتهن. مرت السنوات، وتطلعت بعض الفتيات لما هو أكثر، حتى وصلن إلى التعليم الجامعي وما بعد الجامعي. خطوات صغيرة ثابتة خطتها المرأة لتحصل على فرصة عادلة في التعليم، ثم كللتها بانتصارات صغيرة في مجال العمل – كان هذا قديماً في زمن جدتي وأمي. اليوم تعليم المرأة وعملها أصبحا من المسَلّمات – أو هكذا ظننت حتى اكتشفت أن هناك بعض العائلات ترفض عمل بناتهن رفضاً قاطعاً. الحجج كثيرة؛ عدم الاحتياج للمال، عدم الثقة في المجتمع، حماية الفتاة، أو تجنب "المرمطة". في مقالي هذا سأقدم لكِ، عزيزتي الفتاة، عدة نصائح لتساعدك في مهمة إقناع أهلك بضرورة عملك. أولاً: خطوات صغيرة واثقة قد يُصدم الأهل من فكرة العمل والوظيفة والاختلاط، ولهذا يمكنك البدء باقتراح "الكورسات". من أمثلة الكورسات التي قد يرحب الأهل بها كورسات تعلم اللغات، الحاسب الآلي، البرمجة، الترجمة، أو كورسات تنمية المهارات الشخصية. إذا أصر أهلك على الرفض، يمكنك تعزيز موقفك بأن هذه الكورسات سوف تساعدك على العمل من المنزل. ثانياً: العمل من المنزل قد يكون العمل من المنزل ليس هدفك، ولكنه خطوة تساعد أهلك في تقبل فكرة عملك وفكرة احتكاكك بالعالم الخارجي. من أمثلة المشاريع الناجحة التي مرت عليّ مشروع بيع وترويج ألعاب الأطفال المستوردة من خلال صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي. نفس الفكرة تنطبق على بيع الملابس وديكورات المنزل والحلويات. يمكنك أيضاً قبول أعمال كتابية أو ترجمة أو تلخيص الكتب أو التدقيق اللغوي. تذكري أن الهدف هو أن تصبحي فتاةً عاملةً. ثالثاً: مواجهة المخاوف لماذا يرفض أهلك مبدأ عملك كفتاة؟ أعدي قائمة بمخاوف أهلك وأسباب رفضهم – المذكورة بوضوح وغير المصرح بها – ثم اكتبي أمام كل سبب رداً مقنعاً. مثلاً: رفض الاختلاط. الرد قد يكون عملك بمجال ليس به اختلاط مثل التدريس. تذكري أن هذه مجرد خطوة في طريق استقلالك المهني، ومن الطبيعي أن تقدمي بعض التنازلات في البداية. رابعاً: إبرام الاتفاقيات ومعاهدات السلام هذه استراتيجية فعالة! مثلاً يمكنك التعهد بعدم التأخر بعد مواعيد العمل الرسمية، أو التعهد بعدم ركوب السيارة مع زملاء من الجنس الآخر، أو عدم قبول دعوات خاصة. أنتِ أدرى بأهلك وأنتِ أصلح شخص يمكنه اختيار بنود المعاهدات. خامساً: إبراز مزايا عملك الدخل الإضافي ليس السبب الأوحد لعمل المرأة. يمكنك إبراز أهمية العمل في بناء الشخصية، وفي اكتساب الخبرات، وفي تأمين المستقبل، وحتى في لقاء "النصيب". الإسهاب في شرح كل ميزة بالأمثلة والقصص الواقعية سيعزز موقفك. مثلاً، في نقطة بناء الشخصية، يمكنك التحدث عن زيادة الثقة بالنفس ومهارات التواصل وإدارة الأزمات والتفاوض – وهي كلها مهارات ستحتاجينها كزوجة وكأم وكإنسانة في هذا المجتمع. تحدثي عن قصص سيدات من العائلة وحللي شخصياتهن – بالطبع هدفك إبراز جمال شخصية، ورجاحة عقل، العاملات منهن. تحدثي أيضاً عن قصص من غدر بهن الزوج، أو رحل، واضطررن إلى البحث عن العمل - تحدثي بالتفصيل عن معاناتهن وفرصهن الضائعة وأزمات حياتهن. سادساً: طرف محايد كحل أخير، يمكنك اقتراح وجود طرف محايد بينك وبين أهلك. هذا الطرف قد يكون حاضراً بنفسه، أو حاضراً من خلال كتبه ومقالاته. يمكنك مشاركة أهلك فيما تقرأين من كتب ومقالات تشجع عمل المرأة، والنقاش فيها. يمكنك اقتراح مقابلة كاتب/ة أو أستاذ/ة يساعدك في إقناع العائلة وتقريب وجهات النظر. هناك فتيات استنفذن كل الطرق الودية لإقناع الأهل ولجأن للتمرد على قيود الأسرة من أجل تحقيق الذات. هناك من نجحن وأثبتن جدارتهن، وهناك من فشلن وتم طحنهن بين رحى المجتمع وسوق العمل. لا تجعلي التمرد هو أول اختياراتك للتعامل مع رفض الأهل.