الألم
يجتاحني ألم مفاجئ في مكان لا أعرف له اسماً بجسدي الذي أعرف اسم كل عضو فيه! ليس قلبي الذي أهدئ من روعه بطبطبة كفي! ليس معدتي! ليس رئتي! ليس ظهري! سوف أطلق على موضع الألم اسم “جذع روحي”!
أما طبيعة الألم، فهي ليست اختراقاً ولا اعتصاراً! يشبه الألم بطء الالتهام ومباغته الاختناق! عندما أشعر بالالتهام المباغت في جذع روحي، يضرب الدم في رأسي، فيسخن، وفي القت نفسه، تتدفق الدموع كأن نهراً سيفيض على وجهي ثم تنحسر وكأن النهر جف إذ فجأة!
الصندوق الأسود والبئر
بداخل صندوقي الأسود، في ركن بعيد يقع البئر الذي ألقي بكل مخاوفي فيه، ومنذ عشرات السنوات ألقيت ذكريات الهجر، والرفض، والحاجة للحب التي لوثت سنوات طفولتي كلها. ثم يأت صوت طفل يبكي في حرقة خلف جدران ما لينتشل آلامي من البئر ويلقيها على جذع روحي … فتلدغني … تحرقني … تلتهمني … تخنق أنفاسي … تستنفر خطوط دفاعي …
سرعان ما أدرك أنني آمنة! أنا لست في خطر حقيقي! أنا في أمان! أتنفس! ثم أهب دفاعاً عن الطفل الباكي!
الطفل الباكي
أرى الطفل ضحية الجهل والعنف والإهمال – هذا الثلاثي المحتفى به في أغلب البيوت حتى يومنا هذا – في رسائل الأمهات … تلك الرسائل التي تشعرني بالعجز وقلة الحيلة! أحاول كل يوم أن أنقذ من يمكن إنقاذه … لكن بيني وبينهم طبقات فوق بعضها وسلاسل متداخلة من “القرف”!
القرف
“قرف” الآباء الذين أغرقوا فيه الأمهات …
“قرف” المجتمع الذي يغرق فيه كل من لا يجرؤ على الانفصال عنه …
“قرف” الموروثات التي تجحف الطفل حقوقه الأساسية في الحضن والدفء والاهتمام والأمان واللعب والحركة والاستكشاف …
“قرف” المؤسسات التعليمية التي تجهل مراحل نمو الطفل واحتياجاته في كل مرحلة … أول هذه الاحتياجات هو القبول! القبول غير المشروط! …
“قرف” السبوبة … سبوبة التعليم … تعديل السلوك … التشخيص العشوائي … أدوية المخ والأعصاب بلا رقيب ولا حساب …
“قرف” الصندوق المغلق من الداخل …
المونتيسوري وتعديل السلوك
إليكم بعض الأساسيات لعلكم تنجون بأطفالكم من المهالك:
- الطفل محتاج حضن أمه ويا حبذا لو حضن أبوه كمان … حضن دائم أول ثلاث سنوات!
- الحضن والحب والاهتمام واللعب مع ولادكم أهم من الألعاب اللي بتنور وتتكلم والمدارس والمظاهر!
- اللي مش قادر يدي للطفل أربع سنوات من الحب والصبر والأنشطة وتنمية المهارات يأجل الخلفة!
- تعديل السلوك = تعديل سلوك الأهل مش الطفل! لو الطفل عينيه مطفية ومخه مضلم وعنيف وكاره حياته … مش هو اللي محتاج علاج!
- تعديل السلوك = تغيير بيئة الطفل اللي خلته عنيف وحزين وعصبي وهيطق من جنابه!
- تعديل السلوك = الطفل ياخد حقه قبل ما نتكلم في تشخيص وهبل! اقروا موسوعة مونتيسوري مصر – مجانية أهو!
- تعديل السلوك = الأهل يتعلموا! كفاية! روحوا اتعلموا! في كورسات معايا وفي كورسات مع غيري … في محتوى مجاني في كل حتى … في كتب … المهم تعترفوا بالمشكلة وتستثمروا وقت ومجهود وفلوس في التعليم!
- تعديل السلوك = اللي باظ في سنين محتاج سنين علشان يتصلح وفي حاجات عمرها ما هتتصلح!
- كفاية أذى! ربنا هيحاسبكم على نعمته دي! السفاح والقاتل المتسلسل والنرجسي والرمة والعويل … كلهم كانوا أطفال على فكرة!
- “الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة.” ألبرت أينشتاين! لو الحضانات والمدارس بتقتل وتشوه طفولة ولادكم، التعليم المنزلي موجود!
وهذا هو ردي على رسائلكم! هكذا أحمي نفسي من آلام جذع روحي!
One Response