سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات وشهادة مرحلة الابتدائية من 6-9 ومن 9-12 من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
مروة رخا تكتب لمصر العربية: الجزء الأول: تعديل سلوك الطفل
المقال الثامن
في كتابها The Secret of Childhood خصصت ماريا مونتيسوري فصل كامل للحديث عن “الطفل الطبيعي” وأطلقت لفظ Normalization للإشارة إلى عملية تحويل الطفل “المختلف” إلى طفل “طبيعي”. في بداية دراستي لنهج المونتيسوري شعرت باستياء كبير تجاه هذا المفهوم! لماذا تريد ماريا مونتيسوري تعديل وتغيير و”سنفرة” الاختلافات التي تميز كل طفل عن الأخر؟ وشعرت بتناقض بين كل ما قرأت سابقا عن احتواء نهج المونتيسوري للاختلافات الفردية بين الأطفال وتشجيع الأهل على مراعاة اهتمامات طفلهم في الأنشطة التي يطرحونها أمامه وبين هذه الدعوة لاستنساخ أطفال “طبيعيون”! فما معنى “طبيعي”؟ ومن يحدد شروط هذا الطفل “الطبيعي”؟
واصلت قراءة فوجدت إجابات أسئلتي!
قالت ماريا مونتيسوري أن جميع المواليد يشتركون في طبيعة واحدة تسمى طبيعة الأطفال ولتلك الطبيعة سمات محددة تظهر وتنمو في وجود البيئة الصديقة التي تحدثنا عنها سابقا. الطفل الطبيعي يظهر عليه الذكاء المبكر قبل أن ينمو إدراكه للأشياء، لديه فضول وشغف وحب استطلاع، تعلم تفضيل السلام والهدوء والنظام على العبث والتدمير، ويستمتع بإنجاز المهام التي يختارها ولا يبدو عليه الكسل أو الوخم. وشبهت الانحراف عن تلك الطبيعة بالمرض؛ تختفي الصحة خلف أعراض المرض وانحرافات الشخصية في الأطفال هي بمثابة أمراض سببتها بيئة معادية لصحة الطفل.
عند إعادة الطفل إلى “حالته الطبيعية” التي فطر عليها تختفي الكثير من الصفات غير المحببة التي تسببت في ظهورها عوامل خارجية لها علاقة مباشرة ببيئته في المنزل أو الحضانة أو المدرسة. من أمثلة هذه الصفات: عدم الترتيب، العصيان، الكسل، الجشع، الأنانية، المشاكسة وافتعال المشاكل وعدم الاستقرار الداخلي. كما أوضحت ماريا مونتيسوري الفرق بين الخيال والخيال الخلاق؛ الطفل في حالته الطبيعية يتخيل فيخلق وينتج ولكن الطفل الذي أتلفته الأساطير والفانتازيا يسبح في خياله حتى ينفصل عن الواقع ولا ينتج عن خياله شئ. انتقدت ماريا مونتيسوري كذلك حالة الخضوع لسيطرة الأهل في شكل طاعة عمياء وأكددت على أن الطفل الطبيعي يتأرجح بين الطاعة والعصيان حتى يستطيع أن يدرك الخير والشر وعواقب الأفعال ثم يختار الطاعة والخير بكامل إرادته لا بدافع الخوف.
سواء كان طفلك حديث الولادة أو ظهرت على شخصيته بعض هذه الانحرافات، إليك بعض النصائح لتحويله إلى حالته الطبيعية:
حرر الطفل من السيطرة؛ دورك في حياة الطفل هو مراقبته، اكتشاف اهتمامته وفقا للمراحل الحساسة، فتح أبواب ملائمة له للاستكشاف والتعلم.
حرك خياله؛ لا تحرك خياله بالكارتون والشخصيات الخيالية والأساطير بل قدم له الأدوات التي تساعده على التخيل والإنتاج في الوقت ذاته مثل المكعبات الخشب والليجو والعصيان المغناطيسية والعديد من الفرش والألوان.
إثارة فضوله؛ لا شئ يثير فضول الطفل أكثر من الطبيعة لذلك يفضل أن تكثر من التنزه في الحدائق ومراقبة الطيور والحيوانات والحشرات في مراحل نموها المختلفة.
مساحة للحركة؛ الطفل ينمو من خلال المشي والجري والنط والتسلق بحرية.
مساحة للاستكشاف؛ يحتاج الطفل إلى استخدام يديه لتنمية عقله وذكائه. الطفل الذي لا يستكشف بيديه يصاب بلامبالاه ويفقد فضوله وحبه للمعرفة.
الأعمال الهادفة؛ لا تشغل طفلك بأعمال لا هدف لها وإلا ستصبح هذه شخصيته. إذا طلبت منه ري الحديقة فاشرح له أهمية ما يقوم به.
في المقالات القادمة سوف نتناول بالتفصيل بعض انحرافات الشخصية وكيفية معالجتها؛ الهروب من الواقع، حواجز التعليم، التعلق المرضي بالأشخاص، التعلق بالأشياء، الرغبة في السيطرة، الشعور بالنقص والدونية، الخوف، والكذب.
شاهد جميع فيديوهات مونتيسوري مصر هنا
اقرأ جميع مقالات مونتيسوري مصر لمروة رخا هنا
اقرأ جميع مقالات التعليم المنزلي هنا
One Response