مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

مونتيسوري مصر: المهارات الاجتماعية والتعليم المنزلي

مونتيسوري مصر المهارات الاجتماعية والتعليم المنزلي

Estimated reading time: 5 minutes

ما هو تعريف المهارات الاجتماعية عند الأطفال؟

تعريفي الشخصي المبسط للمهارات الاجتماعية عند الأطفال هي القدرة على التعامل مع الآخرين في مجتمعهم الصغير (الأسرة) ومع المجتمع الأوسع.

تذكرة: ما معنى التعليم المنزلي؟

التعليم المنزلي معناه أن المنزل هو المسؤول عن تعليم الطفل، وليس معناه أن الطفل يتعلم في المنزل. الأسرة تختار المنهج التعلمي، والأنشطة الترفيهية، والرحلات الميدانية، وخطة تطبيق المنهج، والمدرسين المشاركين في تعليم الطفل. هذه قائمة بمعلمات ومعلمي آدم. أما هنا، توثيق رحلاتنا التعليمية، وهنا توثيق تطبيقات المونتيسوري من 3-6 سنوات، وأخيراً، توثيق تطبيقات المونتيسوري من 6-12 سنة.

أمثلة المهارات الاجتماعية في الأعوام الأولى

في العموم، لا يمكن فصل المهارات الاجتماعية عن المهارات اللغوية (الجسدية أو المنطوقة) وعن المهارات الحياتية (العناية بالنفس والبيئة والاستقلال في تنفيذ هذه المهام).

من أوائل المهارات الاجتماعية عند الطفل هي التعبير عن مشاعره كرفض الطعام أو رفض نهاية الفسحة مثلاً، أو طلب الحضن أو أن تحمله أمه أو أن ينتبه له أبوه.

كذلك الخوف من الغرباء ورفض أن يلمسه أو يقبله شخص ما – حتى لو كان الجدود، والتشبث بالأم والبكاء في غيابها.

في الطفل الأكبر سناً، تنمو المهارات الاجتماعية لتشمل الرغبة في المشاركة أو رفض المشاركة، التفاوض (على الأكل أو وقت الشاشة أو الخروج مثلاً)، الجدال، والرغبة في الاستقلال.

مهمة الأهل

بالتالي، المطلوب منكم هنا هو مراجعة أنفسكم ومراجعة سلوك أطفالكم – احترام مراحل نمو الطفل أساسي لتطور مهاراتهم.

من ناحية، أغلب الانتكاسات والتراجع أو التأخر يكون سببه إجبار الطفل على الاستقلال النفسي والجسدي قبل أوانه، أو من ناحية أخرى، وقوف الأهل عائقاً في طريق نمو الطفل بمنعه من النقاش أو التفاوض على سبيل المثال.

لن أتحدث عن الحضانات والمدارس كبيئات غير صديقة للطفل. لكني سأتحدث عن الأسر التي تفكر في التعليم المنزلي أو اختارته وتطبقه بالفعل، ولكنهم يريدون إعادة إنتاج بيئة الحضانات والمدراس: الجدول اليومي، مواعيد الحصص، الواجبات، العطلات، المنهج، الحفظ والتلقين، خنق الطفولة، قتل الإبداع، تجاهل الشغف، إلخ. الأسوأ من كل ما سبق هو التمسك بتكوين فصول ومجموعات للطفل ليتعلم معهم بحجة النمو الاجتماعي وتطور المهارات الاجتماعية.

بعض النظام مطلوب … الأهم من النظام هو المرونة

أكبر ميزة في التعليم المنزلي هي المرونة! تليها ميزة حق التجربة والرفض!

سأعود مرة أخرى لنمو الطفل! ليس من المنطقي أن تقع أسرة معلمة منزلياً في نفس فخ التعليم المدرسي – عدم احترام نمو الطفل (المرحلة العمرية) ثم عدم احترام نموه الشخصي (الاحتياجات الفردية).

مثلاً، ليس من المنطقي أن أتوقع من طفل بعمر أربع سنوات أداء طفل بعمر تسع سنوات! المفروض أن التعليم المنزلي يحررنا من المقارنة بين الأطفال لأن كل طفل مختلف! المفترض كذلك أننا نبذل وقتاً وجهداً في فهم “الطبيعي” في كل مرحلة حتى لا نكرر أخطاء التعليم النظامي ونصيب أطفالنا بالاكتئاب.

كيف تنمو مهارات الطفل الاجتماعية في بيئة التعليم المنزلي؟

أهم شيء الأسرة! الطفل يتعلم منكم: المشاركة. احترام الآخر. أسلوب النقاش. طريقة النقد. التعبير عن الاستياء. طلب المساعدة. التعرف على أشخاص جدد. تكوين صداقات. اختيار الأصدقاء. التواصل مع مقدمي الخدمات كالبواب، والبقال، والصيدلي، والعمال.

لا تنمو هذه المهارات بالحديث عنها أو قراءة القصص أو التوجيه والتنبيه! تنمو هذه المهارات بالمعايشة! فقط المعايشة … مواقف يومية عديدة يكون الطفل جزء منها … تحدث المواقف … تتصرف الأم … يتصرف الأب … يراقب الطفل … تتكرر المواقف … يراقب الطفل … يتعلم … يتعلم منكم.

قائمة بأهم المهارات الاجتماعية

إليكم قائمة بأهم المهارات الاجتماعية التي كنت حريصة على أن يتعلمها آدم في رحلتنا مع التعليم المنزلي:

1- أن يقول: “لأ”! بأكثر من أسلوب. لأ شكراً. لا مش عاوز! لأ مش حابب! لأ مش صح! أنا مش بحب كدة! أنا حر! مش من حقك كذا وكذا.

2- الحفاظ على الوعود

3- الالتزام بالمواعيد (الدروس، الغذاء، الزيارات وهكذا)

4- تنظيم الوقت (بين الدراسة الحرة واللعب والدروس وشغل مدرسته الأونلاين)

5- عدم مقاطعة المتحدث

6- قضاء طلبات البيت من البقال

7- فتح الباب والتعامل مع مندوب التوصيل

8- المشاركة في المهام المنزلية من طبيخ وتنظيف وعناية بالحيوانات

9- تشجيع الآخرين سواء كبار أو صغار

10- مساعدة كبار السن سواء من الأسرة أو الأغراب

11- انتظار الدور واحترامه

12- العمل الجماعي وتقسيم الأدوار

13- الاستقلال في قضاء المشاوير القريبة

14- التعرف على قضايا مجتمعية كحرية التعبير وحق الإنسان في الاختيار والحفاظ على المياه وإعادة التدوير وغيرها

15- البحث والمناظرة وتبادل الأدوار في المناظرة للتعرف على الموضوع من أكثر من زاوية

16- الذوق واللياقة

17- موازنة المزايا والعيوب عند الاختيار

18- مسؤولية الاختيارات وعواقبها

19- الحفاظ على نظافة المكان (الشارع، الحديقة، الأماكن والممتلكات العامة)

20- جدولة شراء الطلبات وفقاً للميزانية المتاحة والتوفير والتحويش

21- أما أهم مهارة بالنسبة لي هي مهارة “تسلية نفسه” … عدم النفور من الجلوس مع نفسه … كما ذكرت في كتاب أنا أستحق الحب:

هذا الكتاب “تعويذة” أطلقتها على صغيري علها تحفظه من حماقات الوحدة، وضغط الحاجة للصحبة أو الحب.
فلتتذكر دائماً، يا “آدم”، من أنتَ، ولتؤمن حقاً أنكَ تستحق الحب.. لا شيء أقل من الحب الخالص.
عزيزتي أم قارئ، أو قارئة، هذا الكتاب،
اصنعي مع صغارك كتابهم الخاص، الذي سيحفظ مصادر الحب غير المشروط في حياتهم من الزوال.
في يوم من الأيام، عندما تقسو عليهم الحياة، سيحتاجون لصوت من طفولتهم ليذكرهم أنهم يستحقون الحب.

الخلاصة

 ما سبق هو عرض لبعض المهارات الاجتماعية والحياتية التي اكتسبها آدم على مر 12 سنة – هي عمر رحلتنا في التعليم المنزلي في مصر. لم يكتسبها بالضغط أو الإجبار … فقط بوجوده في حياة الأسرة اليومية كإنسان كامل له حقوق وعليه واجبات.

قبل أن تسألوا عن المهارات الاجتماعية عند أطفال التعليم المنزلي، جاوبوا عن سؤال:

كيف يمكن لطفل يقضي عشر ساعات من يومه بين أربعة جدران أن يطور مهاراته الاجتماعية؟

طفل مطلوب منه دائماً الجلوس … عدم الحركة … الصمت … عدم النقاش … الامتناع عن الحديث مع من يجلس بجواره … عدم التعبير عن أي شيء يشعر به حتى لا يكون “قليل الأدب”!

طفل مثقل بعبء ضغط الأقران وصراع أن يكون شخص غير نفسه ليحظى بالقبول … ليحمي نفسه من التنمر … ليتجنب النبذ.

بيئة تفتقر إلى الإشراف والمراقبة لأن نسبة المشرفات إلى الأطفال لا تناسب مع احتمالات التنمر أو التحرش أو العنف! بيئة يتعلم الطفل فيها أنه إما أن يكون متنمر أو مشهور ليتجنب مصير الضحية أو “الولا حاجة”.

هل بيئة التعليم المنزلي خالية من العيوب؟

الإجابة لا! قد يأتي التنمر والعنف من الأهل أنفسهم!

لا توجد حياة مثالية … بيئة مثالية … منظومة مثالية … فوضى مثالية … مجتمعات مثالية … أمومة مثالية … طفولة مثالية … المثالية وهم!

هناك دائماً كفة المميزات ويقابلها كفة العيوب … وبينهما النسبية!

ومن ثم، العيب في رأيي قد يكون ميزة في رأي أحدهم، والميزة في رأيي قد تكون جريمة في رأي أحدهم!

أذكركم أن مقالي موجه لمن يفكرون بالتعليم المنزلي ولديهم مخاوف تجاه نمو أطفالهم الاجتماعي، أو من بالفعل يطبقون التعليم المنزلي ويحتاجون القليل من الدعم.

أما أنا، فكنت أتمنى أن تكون علاقات آدم الاجتماعية أوسع وأعمق، لكن هذه ظروفنا وحياتنا … هذه قدراتي وإمكانياتي – النفسية قبل المادية.

في يوم ما، سيكبر آدم ويستقل بحياته … سيبدأ في تكوين دوائر اجتماعية خاصة به … أتمنى أن تنفعه المهارات التي تعلمها في رحلتنا وأن يستند دائماً على كنز الحب غير المشروط الذي جمعته له.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”