مونتيسوري مصر- تقدمها مروة رخا

مونتيسوري مصر: الأطفال وتقليد السلوك السيء أو ترديد الألفاظ والشتيمة؟

مونتيسوري مصر ما العمل في الأطفال وتقليد السلوك السيء أو ترديد الألفاظ؟

Estimated reading time: 4 minutes

المقدمة

الأطفال وتقليد السلوك السيء أو ترديد الألفاظ والشتيمة … لماذا؟ كيف؟ الحل؟

الكذب! السرقة! التصرفات المزعجة! ما الحل؟

تسأل الكثيرات عن حل تقليد الأطفال للأصدقاء أو الصديقات. تصلني العديد من الأسئلة حول ترديد الطفل للألفاظ البذيئة أو اكتساب سلوكيات غير محببة. كنت عادة أكتفي بذكر أن الطفل ابن بيئته وإصلاح الطفل يبدأ بإصلاح البيئة. في هذا المقال قررت أن أشرح باستفاضة كل ما يتعلق بموضوع الأطفال وتقليد السلوك السيء وترديد الألفاظ السيئة.

ما هو تقليد السلوك؟ ما هي المحاكاة؟

تقليد سلوك ما أو محاكاته هي مهارة اجتماعية هامة لنمو وتطور المجتمعات. من خلال المحاكاة، يتعلم الصغار العادات والتقاليد واللغة والدعابة وتفاصيل ثقافة مجتمعهم. هكذا تتوارث التقاليد وتتكون خصائص كل ثقافة.

متى يبدأ الطفل في التقليد؟

في فلسفة المونتيسوري، في العام الأول، كجزء أساسي من تنمية مهارات الطفل الاجتماعية، تقدم الأم لطفلها العديد من الأنشطة بهدف التقليد والمحاكاة. عندما يصدر الطفل أصوات لا إرادية، نطلب من الأم والأب أن يكرروا ويقلدوا أصوات الطفل. هكذا يدرك الطفل أنه مهم وجدير بالاهتمام. يفرح الطفل فيصدر أصواتاً جديدة … يحاكيها الأهل فيطور المزيد من الأصوات ومعها يتطور التواصل البصري والتركيز.

امتداد هذا النشاط يحث الأهل على البدء في إصدار أصوات ليحاول الطفل تقليدهم. ثم يحاول الأهل تغير تعبيرات وجههم فيحاول الطفل الرضيع محاكاة الابتسام، أو الضحك، أو التكشير، أو إخراج اللسان خارج الفم وهكذا. القدرة على محاكاة الأصوات وتعبيرات الوجه وحركات الجسد كرفع الذراع أو تحريك الكف تعتبر من العلامات الفاصلة في نمو الطفل الاجتماعي ومقدمة لتطور اللغة التعبيرية لديه.

ما هو العقل الماص وما علاقته بتقليد الطفل للآخرين؟

مصطلح العقل الماص يعتبر من أسس نهج المونتيسوري. كتبت د. ماريا مونتيسوري كتاباً كاملاً اسمه “العقل الماص”. باختصار، العقل الماص هو أهم سمات الطفل من الميلاد حتى ستة أعوام. في أول ثلاثة أعوام يمتص عقل الطفل كل ما يراه، يسمعه، يلمسه، يشعر به، يشمه، أو يتذوق إياه في بيئته. كلما تكررت التجربة، كلما تفاعلت معها الحواس، كلما امتصها العقل، وبالتالي أصبحت جزء من وجدان الطفل وشخصيته.

يمتص عقل الطفل التجارب الإيجابية والسلبية، والمشاعر، واللغة. يعبر العقل الماص عن هذا المخزون من خلال أفعال الطفل، وردود أفعاله، وطريقة لعبه، وإنتاج خياله. المحاكاة أو التقليد طرق أخرى لترى ما امتصه عقل الطفل من بيئته.

في هذه المرحلة، يسمع الطفل كلمات كثيرة تتردد حوله، يمتصها بشكل غير واع. يحدث موقف ما. تفاجئ الأمل بالطفل يقول “ضلمة” – مثلاً. هكذا يتعلم الطفل الشتائم والألفاظ البذيئة ويرددها. هكذا يتعلم الطفل سلوك ما، كالتف على الناس، ويكرره.

في الثلاثة أعوام التالية، يستمر العقل الماص في العمل، ولكنه يعمل بصورة واعية. الطفل، بوعي ورغبة منه، يسأل عن اسم حيوان ما. يسمع الإجابة. يقرر الاحتفاظ بها. يتعلم اسم الحيوان الذي أثار فضوله. قد يقرر الطفل في هذه المرحلة ترديد عبارات ما أو تكرار سلوكيات ما لأنها تضحك الكبار أو تستفزهم. كلما وجد رد فعل غاصب من أهله، كلما كرر السلوك السيء للفت الانتباه.

ما الفرق بين سمات المرحلة والسلوكيات المكتسبة؟

سمات المرحلة العمرية هي سمات شبه موحدة يتسم بها الغالبية من الأطفال في مرحلة ما. يمكن أن نطبق هذا التعريف على مصطلح العقل الماص. بالنسبة للتعبير عن الغضب ما بين العام والثلاثة أعوام، سمات المرحلة هو العض والضرب ونوبات الغضب.

أما السلوكيات المكتسبة تختلف بشدة من طفل لآخر وفقاً لبيئته وحياته. التف … السب … الردود السيئةالزن من أمثلة السلوكيات المكتسبة. قد يكتسب الطفل هذه السلوكيات من الأم أو الأب مباشرة، أو من الجدود والأقارب، الجيران والشارع، المسلسلات والأغاني، أفلام الكارتون، الحضانة أو المدرسة، والأصدقاء أو أطفال آخرين في الأسرة.

يتعلم الطفل، من خلال التجربة مع الأهل، أنهم لا يستجيبون له إلا بالزن والصراخ. قد يتعلم أنهم لا يعيرونه الاهتمام إلا إذا أساء السلوك. قد يتعلم أن الشتيمة تضحكهم. الأمثلة لا تنتهي.

هل يمكن علاج سلوك الطفل السيء بالتوجيه؟

الطفل يتعلم كل شيء بالقدوة. لا يمكن أن يتعلم الصدق وأنت كاذب مثلاً. التوجيه سيدخل من أذن ويخرج من الأخرى إذا لم تكن قدوة. كذلك، إذا كان الطفل في بيئة ينتشر فيها السلوكيات السيئة، سيمتصها ويكررها. إصلاح سلوك الطفل يبدأ من إصلاح البيئة.

من الجدير بالذكر أن العقاب والتهديد لا جدوى لهم في هذا الأمر – أو أي أمر يخص تربية الطفل. عليكم بفهم أسباب السلوك السيء للطفل أولاً ثم فهم أسباب العند والعصبية. وأخيراً … لا تعاقب طفلك أبداً.

متى تنتهي مرحلة تقليد سلوكيات الآخرين؟

الإجابة المختصرة: لا تنتهي!

بعد انتهاء مرحلة الطفولة، تبدأ مرحلة ما قبل المراهقة (9-12)، ثم مرحلة المراهقة. ينبهر الطفل في هذه الفترة من حياته بمشاهير الفن والرياضة. نراه يقلد طريقة الكلام، اللبس، الشعر، وحتى لغة الجسد.

في هذه المرحلة يمكن السيطرة على البيئة نسبياً، ولكن العالم أوسع من قدراتنا! لهذا يجب أن نختار معاركنا وعلى رأي عمتي “دقة عالمسمار ودقة عالحيطة” – حتى لا نخسر العلاقة مع أبنائنا وبناتنا.

هنا النصح والتوجيه مهمين للغاية حتى يفرق المراهقين بين لغة الشارع وتعاملاته، ولغة البيت واحترامه.

تنتهي مرحلة المراهقة ولا تنتهي مهارة المحاكاة أو تقليد السلوك. يظل الإنسان يقلد سلوك من ينبهر بهم … لكن هنا يكون كل شخص مسؤول عن نفسه وعن عواقب أفعاله واختياراته.

في وقت ما، مع التجارب والخبرات، والوعي وفهم النفس، يمكن للإنسان أن يكون نفسه دون الحاجة للتقليد الأعمى.

من هي مروة رخا؟
مروة رخا: موجهة مونتيسوري معتمدة دولياً من الميلاد حتى 12 عام. Marwa Rakha: Internationally certified Montessori educator from birth to 12 years.

بدأت “مروة رخا” رحلتها مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” في نهاية عام 2011 بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. تلت القراءة الحرة دراسة متعمقة للفلسفة والمنهج مع مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري

“North American Montessori Center”